^«الشعب»: من بين المحاور الأساسية التي تركز عليها وزارة الصيد والموارد الصيدية في ورقة الطريق القطاعية هو التكوين، هل ترى أن العنصر البشري مؤهل بما يكفي لتطوير قطاع تربية المائيات؟ ^^ خالد بلحسنات: البرامج المسطرة على مستوى المعاهد ومراكز التكوين سواء تلك التابعة لوزارة الصيد البحري، أو التعليم العالي، سمحت لنا بتكوين إطارات كفؤة وقد برهنت على ذلك في الميدان، حيث تمكن المهندسون خريجو معهد علوم البحر وتهيئة السواحل من التحكم في التلقيح الاصطناعي لأسماك المياه العذبة منهم سمك القط الإفريقي الموجود في حظيرة طاسيلي بجانت الذي تم جلبه وهو اليوم موجود على مستوى مزارع تربية المائيات المنتشرة بالعديد من الولايات بما فيها الجنوبية. ^ لكن إنتاج تربية المائيات في المياه العذبة مازال ضعيفا في الجزائر ما هي الأسباب؟ ^^ نملك القدرات ولكن غير مستغلة، بالإضافة إلى أن هذا القطاع جديد في الجزائر لم نتحكم فيه 100٪ لكنه يتطور بشكل سريع وقد لاحظنا في ظرف 10 سنوات كيف نمى الإنتاج. ^ وما الذي ينبغي فعله لتطوير إنتاج هذا الفرع؟ ^^ برمجت وزارة الصيد البحري مشاريع عديدة لتوسيع تربية مختلف أصناف أسماك المياه العذبة، كما قامت بإنجاز مفرختين للأسماك بولايتي سطيف وسيدي بلعباس، تتوليان مهمة تمويل السدود على المستوى الوطني بالبلاعيط واليرقات، وبعد تحكمنا في الدورة البيولوجية لأسماك المياه العذبة بإمكاننا إنتاج البلاعيط بأعداد كبيرة في ال 5 سنوات القادمة، لأنه لا يخفى عليكم أن بعض الأسماك تبيض مرة واحدة في السنة في حين توجد بعض الأسماك تبيض أربعة مرات في نفس الفترة، وهذا ما يفرض علينا القيام بالعديد من التجارب للتحكم في التلقيح الاصطناعي لهذه الأصناف، لكن الخطأ الذي وقعنا فيه هو استزراع اليرقات مباشرة في السدود وهذا ما أدى إلى تراجع الإنتاج في السنوات الأخيرة بسبب عدم قدرة اليرقات على المقاومة كما يمكن أن تتحول إلى غذاء للأسماك الكبيرة، وهنا يتعين علينا بناء أحواض جديدة لتربية اليرقات بحيث تحتاج إلى مدة شهر حتى تصبح بلعوطا ومن ثمة تستزرع في السدود حتى نتحكم في إنتاج سمك المياه العذبة. ^ ظاهرة نفوق الأسماك في السدود حيرت العديد من الصيادين هل تمكنتم من تحديد أسبابها؟ ^^ هذه الظاهرة ليست مطروحة في الأحواض، فالتجربة بينت مقاومة أصناف متعددة من الأسماك على غرار الشبوط البلطي، سمك القط، والتيلابيا للعوامل البيئية، ولكن لدينا مشكل نقص غذاء الأسماك بحيث تتعرض الكثير من الأسماك إلى الموت بسبب نقص التغذية، أما على مستوى السدود فيوجد أنواع من الأسماك تنقرض بعد مدة معينة نظرا لعدم تكاثرها، وقد طالبنا السلطات الوصية بإعادة فتح باب استيراد البلاعيط مجددا، لتوفير مخزون مائي في انتظار تمكن مفرختي سطيف وسيدي بلعباس من إنتاج اليرقات والبلاعيط بالعدد الكافي. ^ نعود إلى مشكل التغذية، مستثمرون يشتكون منع استيراد فرينة السمك المكون الأساسي لغذاء سمك المياه العذبة وهم يطالبون الباحثين بإيجاد مادة بديلة لتصنيع الغذاء في الجزائر وبالتالي القضاء على هذا المشكل ما رأيكم؟ ^^ تمكنا من صناعة غذاء يحتوي في تركيبته على 35 بالمائة من البروتينات بمصنع وادي تيليلات، ومسحوق فرينة السمك تم منع استيراده من قبل وزارة الفلاحة خوفا على الصحة العمومية، ولكن الدولة سمحت مؤخرا باستيراد هذه المادة وبإمكاننا صناعة غذاء ينافس الغذاء المستورد من الخارج، وهؤلاء المستثمرين بإمكانهم استيراد هذه المادة من موريتانيا، أو المغرب أو السينغال لإنتاج غذاء يناسب تربية الأسماك في الجزائر. ^ يعزف الكثير من المواطنين على استهلاك سمك المياه العذبة بحجة عدم احتوائه على أي قيمة غذائية كيف تردون على هذه المزاعم؟ ^^ لا يوجد فرق بين سمك البحر وسمك المياه العذبة من ناحية القيمة الغذائية، فما هو موجود في سمك البحر موجود في سمك المياه العذبة وحتى النسبة المئوية للبروتينات، الدسم، الغولسيدات تقريبا هي نفسها، كما أن أسماك المياه العذبة تفيد مرضى السكري، أما بالنسبة للذوق، لدينا صنف أو اثنين لديهم رائحة بسبب النمط الغذائي إذ توجد أسماك تتغذى من التربة، وأخرى تأكل العوالق البحرية والنباتية.