عملت الأمطار التي تهاطلت ليلة أول أمس على إحداث فيضانات وتسربات كبيرة للمياه إلى داخل السكنات والمؤسسات العمومية، وكذا على قطع للطرقات، حارمة بذلك العديد من المواطنين من الالتحاق بمناصب أعمالهم، وهو الوضع الذي أخرجهم في مختلف البلديات على غرار براقي الكاليتوس إلى الشارع والاحتجاج عن الأوضاع المزرية التي يتخبطون بها، ما جعل «السياسي» تنزل إلى الميدان لنقل معاناة المواطنين جراء الفيضانات التي لحقت بأحيائهم السكنية. عرفت بلدية براقي صبيحة أمس خروجا قويا لمواطني حي بوقا الذي تذمروا من فيضان الوادي المحاذي لهم في كل مرة تتهاطل بها الأمطار، حيث قطع العشرات من سكان الحي الطريق بعدما أضرموا النيران في العجلات المطاطية إثر الوضع المزري الذي يتخبطون به، كل مرة ارتفاع منسوب مياهه جراء التهاطل الكبير للأمطار ليلة أول أمس، حيث غرق الحي بالمياه، كما تسربت كميات كبيرة منها إلى داخل سكناتهم الهشة، وهو الوضع الذي لم يستصغه السكان الذي طالبوا بإنهاء هذه المعاناة التي لا تكون إلا بترحيلهم إلى شقق لائقة، مؤكدين أنهم ذاقوا الأمرّين في سكنات هشة ومحيط يشكل خطرا على صحتهم وسلامتهم. حي محمودي الحديث ببراقي يغرق حي محمودي ببراقي هو الآخر لم يسلم من عملية الاحتجاج التي قام بها كل سكان الحي الذي يعتبر حديثا، بسبب انسداد قنوات الصرف الصحي على مستواه ما عمل على فيضان مياه الأمطار المتساقطة ليلة أول أمس على الطرقات الوضع الذي حرمهم من السير وأعاق تنقلاتهم حيث طالبوا من المسؤولين التحرك لأجل تعميم وتهيئة قنوات الصرف خاصة وأن الحي يعتبر من الأحياء الحديثة بالبلدية. وللتحقق أكثر من الوضع اتصلت «السياسي» بالمكلفة بالإعلام على مستوى بلدية براقي فتيحة لكحل، التي أكدت أنه بالفعل كان هناك أكثر من احتجاج، الأول يتعلق بحي «بوقا» المحاذي للوادي بعد أن تسربت المياه إلى سكناتهم، مشيرة إلى أن ذات الوضع يحدث كل فصل شتاء وهو ما جعل المسؤولين المحليين يتدخلون منذ ليلة أول أمس للوقوف على الوضع، كما أكدت ذات المتحدثة أن قاطني الحي هم محصيون ومعنيون بعملية الترحيل، كما عرجت فتيحة لكحل عن انتفاضة سكان حي محمودي مرجعة الوضع إلى حداثة الحي وإلى عدم استكمال ربطه بكل قنوات الصرف الصحي التي هي قيد الإنجاز. فيضانات بطريق «أساناس» و«الشراربة» الفياضانات لم تقتصر على بلدية براقي فقط بل مست أيضا بلدية الكاليتوس، حيث تسربت مياه الأمطار لسكنات حي الشراربة وهو ما أثار تذمر المواطنين الذين أرجعوا الوضع إلى عدم تهيئة قنوات الصرف الصحي، فيما أقدم عشرات المحتجين على غلق الطريق «أساناس» المحاذي لسوق الجملة ببلدية الكاليتوس، بسبب تراكم مياه الأمطار المتهاطلة بغزارة طيلة ليلة أول أمس، مما حول حركة السير بالنسبة للراجلين وأصحاب المركبات شبه مستحيلة بالمنطقة، وقد أفاد شهود عيان أن الطريق أغلق تماما بسبب تجمع مياه الأمطار التي غمرت المكان، كون جل البالوعات الموجودة بالطريق قد سدت ولم تتم تهيئتها بالصورة اللازمة في وقت سابق لتفادي مثل هذه الوضعيات، على الرغم من أن الطريق حيوي ويقع عند مدخل البلدية ويعرف مرور العديد من الراجلين من كل الفئات العمرية، وأصحاب المركبات وحتى الشاحنات، كونه يحاذي سوق الجملة للخضار والفواكه. مير الكاليتوس يرجعها إلى ارتفاع منسوب الوديان مفتاح والأربعاء وبحسب اتصال ل«السياسي» مع رئيس بلدية الكاليتوس ويشر عبد الغني، فقد أكد أن مصالح البلدية من أعضاء ونواب بالمجلس وبصفته الشخصية قد قضوا ليلة بيضاء بعد ارتفاع منسوب الوديان بالبلديات المجاورة على غرار كل من مفتاح والأربعاء بولاية البليدة، حيث وزع أعضاء المجلس وكافة الجهات المعنية، عبر أحياء الكاليتوس التي غمرتها المياه، من أجل الوقوف على الوضع عن كثب والإطلاع عن الأضرار الناجمة وكذا العمل على التدخل بالتعاون مع مصالح الولاية ومؤسسة سيال وأعوان الحماية المدنية. حركة سير شبه مستحيلة بسيدي موسى عرفت الكثير من الأحياء المتواجدة عى مستوى بلدية سيدي موسى على غرار حي الدهيمات، الرايس، الهواورة وكذا حي سيدي بلعيد يوم أمس فيضانات وتسربات للمياه مست العديد من النقاط التي عرقلت حركة السير وتسببت في بعض الخسائر المادية للسكان الذين قضو ليلة بيضاء، الوضع الذي استدعى تدخلا عاجل للمسؤولين المحليين وكذا مصالح الحماية المدنية التي حضرت إلى المكان بغية ضخ المياه المتراكمة. أكدت حوالي 10 عائلات قاطنة بحي سيدي بلعيد قضت ليلة بيضاء بعدما كانت هناك تسربات لمياه الامطار عند الساعة الخامسة صباحا التي تسببت في خسائر مادية للأجهزة الكهربائية وكذا تلف بعض المعدات وتبلل الأفرشة، حيث أشار ذات المتحدثين أن الموظفين منهم لم يتمكنوا من الالتحاق بمناصب أعمالهم نظرا لانغمار الطريق بمياه الأمطار، كما أشاروا إلى أن مصالح الدرك الوطني حضرت إلى ذات الحي لأجل التحقق من عدم وجود أية خسائر بشرية وهو نفس الوضع بالنسبة لمصالح الحماية المدنية. المياه تحاصر دار العجزة ومن جهة أخرى فقد انغمرت عدة طرقات ومداخل المؤسسات على غرار مؤسسة EVSM التي لم يستطع حتى أصحاب السيارات الدخول اإليها نظرا للارتفاع الكبير لمنسوب المياه، وهو نفس الوضع بالنسبة لدار العجزة بسيدي موسى التي من المستحيل أن تمر إلى داخلها لذات السبب. بوثلجة: «البناء الفوضوي والاستثمار الفلاحي عملا على سد قنوات الصرف التقليدية» ومن جانبه علال بوثلجة رئيس بلدية سيدي موسى أكد خلال اتصال ل«السياسي» أن الأمطار تهاطلت بكثافة خلال 12 ساعة الأخيرة وهو ما جعل المسؤولين يقضون ليلة بيضاء في كل النقاط السوداء التي مستها الفيضانات، مع تجنيد كافة الفرق والإمكانيات المادية لأجل القيام بعمليات الضخ وتصريف المياه التي لم تستطع قنوات الصرف احتوائها نظرا للتدفق الهائل للمياه وهو ما جعل مسؤولو البلدية يستنجدون بمصالح الحماية المدنية وكذا مؤسسة سيال الذي كانوا على قدم وساق. وأشار بوثلجة أن مشكل الصرف الصحي هو مشكل قديم منذ الوقت الكلونيالي أين كانت هناك قنوات صرف تقليدية إنسدت بفعل البناء الفوضوي والاستثمار الفلاحي ما جعل المياه تفيض على الطرقات وتتسرب إلى داخل السكنات وهو ما حدث جراء تساقط الأمطار ليلة أول أمس. رئيس بلدية مفتاح: «لم نتعرض إلى أية خسائر بشرية أو مادية» أكد دحمان عبد الرحمان رئيس بلدية مفتاح أن وسط المدينة لم يعرف أية فيضانات في حين كانت هناك بعض التسربات لمياه الأمطار ببعض الأحياء مرجعا السبب إلى قيام بعض المواطنين بالبناء غير الشرعي فوق قنوات الصرف التقليدية التي سدت عن آخرها ولم تؤدي دورها ما جعل المياه تتدفق بشدة وتتسرب إلى السكنات، حيث تضرر سكن واحد إثر انهيار جدار الذي لم يخلف أية خسائر بشرية، ليضيف أن مصالح الحماية المدنية كانت في عين المكان. المياه تغمر الطريق الوطني رقم 13 ب«واد تليلات» أكد الملازم برناوي نسيم المكلف بالإعلام على مستوى الحماية المدنية في اتصال ل«السياسي» أنهم قاموا بالعمل على امتصاص المياه على مستوى ولاية بومرداس التي عرفت تسربات للمياه ببلدية حمدي وهو نفس الوضع بالنسبة لبلدية البليدة والبوينان مع تسجيل إنهيار بعض السكنات الهشة الفوضوية وتسرب المياه ل19 منزل ببن رمضان. كما أضاف أنه كانت هناك تسربات للمياه على مستوى 15 منزل تمكنت مصالح الحماية المدنية من امتصاصها، وفيما يخص الطرقات فقد تم غلق الطريق الوطني رقم 13 ب«واد تليلات» إثر انغماره بالمياه.