حالة طوارئ بالعاصمة، عائلات تبيت في العراء وأخرى تحتج وتكسر مقرات البلديات خلفت الأمطار الطوفانية التي تساقطت على العاصمة خلال اليومين الماضيين وتجاوز معدلها 50 مم خسائر بشرية ومادية معتبرة بعدد من أحياء العاصمة، خاصة ببلدية بني مسوس حيث سجل قتيل وجريحان في انهيار جدار فاصل بين مستشفى بني مسوس وحي عين فران تليها بلدية بوزريعة التي شهدت إصابة شخص إثر انهيار جدار منزل هش، وغيرها من الأحياء التي عزلت بشكل كامل بعد أن غمرت مياه الأمطار أحياءها وانقطع الطريق المؤدي إلى حي شوفالي، باب الوادي، عين البنيان وبن عكنون. أرجعت الفيضانات التي مست العديد من أحياء العاصمة خلال اليومين الماضيين ذاكرة الموطن العاصمي إلى نكبة حملة باب الوادي، خاصة بعد رؤيته لمنظر انهيار المنازل، قطع الطرقات وانسداد البالوعات بشكل أحدث حالة طورائ خاصة بعدما شلت حركة المرور بها وشهدت انقطاع التيار الكهربائي وانسداد في قنوات الصرف. وكانت مصالح الحماية المدنية قد تدخلت لتدارك الوضع. أمطار الربيع تقتل شخصا وتصيب آخرين بجروح بليغة ببني مسوس عاش سكان بلدية بني مسوس بعد الأمطار الغزيرة التي تساقطت خلال 48 ساعة الماضية حالة رعب بعدما غمرت سيول الأمطار العديد من الأماكن مما حولها إلى منطقة منكوبة، خاصة بحي عين فران حيث سجلت وفاة الشاب المدعو ”لمين” صاحب 28 سنة إثر انهيار الجدار الفاصل بين المستشفى والحي وذلك بعد أن تجمعت المياه في الجهة الخلفية للجدار وأصبحت على شكل سد حيث بدأت أجزاء منه تنهار تدريجيا وبوصول الضحية إلى المكان من ليركن سيارته انهار الجدار عليه وجرفته قوة المياه بشكل دفع سكان الحي إلى التدخل لإنقاذه غير أنه مع غياب الإمكانيات وقوة دفع المياه عجزوا عن ذلك. وذات المشهد تكرر مع والده الذي تم إنقاذه في اللحظة الأخيرة غير أنه أصيب بجروح على مستوى الرأس استدعت نقله على وجه السرعة إلى مستشفى بني مسوس. الحادثة وقعت مع الشاب رضا صاحب 20 عاما الذي تعرض إلى جروح بسيطة. هذا دون الحديث عن الخسائر المادية التي أحصيت تحطم 15 سيارة وجرف العديد منها فضلا عن المحلات الموجودة بالحي التي تعرضت للتخريب عن آخرها ولم يسلم سكان الحي سواء المستأجرين أو أصحاب المنازل من كارثة المياه المارة عبر الجدار والتي أغرقت جل المنازل الموجودة بالمكان والمقدر عددها بأزيد من 500 سكن عاش سكانه ليلة بيضاء، وهي الحادثة التي دفعت سكان الحي إلى الخروج للشارع وتكسير مقر البلدية تعبيرا عن رفضهم لتماطل مسؤوليهم في حل قضيتهم، خاصة وأن حيهم شهد في سنتي 2001 و2005 نفس الحادثة ولم يتم الإعلان عنها من طرف السلطات، ما اعتبروه تضليلا للرأي العام الذي تحدث عن كارثة باب الوادي متناسيا تماما الأوضاع التي عاشتها المناطق القريبة منها، غير أن أخطرها - حسب شهادات سكان الحي - التي حدثت ليلة أمس عندما رأى سكان الحي جدارا بطول 20 مترا ينهار بشكل أحدث هزة كبيرة أرعبت سكان عين فران والمناطق المجاورة له. ولم يختلف الوضع كثيرا بحي سيلاست حيث تقطن 1000 عائلة في بنايات قصديرية بمحاذاة الوادي الذي ارتفع منسوب مياهه إلى أزيد من مترين، ما أجبر السكان على الخروج إلى الشارع والاستنجاد بالمصالح المعنية التي عجزت عن احتواء الوضع ما اضطر سكان الحي إلى إخراج العائلات للمساحة المجاورة لمحاولة إخراج المياه التي تسببت في انهيار العديد من السكنات التي اضطر أصحابها للهرب والركض إلى الأهل والأقارب من أجل حمايتهم، في حين جرفت مياه الأمطار المارة بطرقات بلدية بني مسوس العديد من الشاليهات المحاذية لحي 50 مسكن. منكوبي الأمطار الطوفانية ببوزريعة يستنجدون بالسلطات عاش سكان الأحياء الفوضوية حالة طوارئ ببوزريعة نتيجة مياه الأمطار التي اجتاحت منازلها وعرضت قاطنيها إلى الهلاك، وهو ما حدث مع شخص يبلغ 48 عاما حيث تعرض إصابة خطيرة بسبب انهيار منزله الهش الواقع بحي الساحل، وهو الوضع الذي استاء منه الناقلون الذين أبدوا سخطهم الشديد من تعطل حركة المرور الناتجة عن انجراف التربة التي أدت إلى غلق الطريق ومجمعات أخرى غمرتها المياه بعد انسداد البالوعات. عائلات تبيت في العراء والسيول تحاصر شخصين في سيارة ببئر توتة ومست الأمطار الغزيرة التي تساقطت على العاصمة وضواحيها العائلات القاطنة على ضفاف الأودية، خاصة وادي الحميز الذي عاش جيرانه ليلة بيضاء بعد ارتفاع منسوب المياه بشكل أجبرهم على المبيت في العراء لتفادي وقوع أي كارثة بشرية وهو الأمر الذي دفعهم إلى الاستغاثة بمصالح الحماية المدنية التي أمضت معهم ليلة كاملة للحيلولة دون وقوع كارثة أخرى، خاصة وأن العديد من السكان رفضوا أن يتركوا أثاثهم تجرفه المياه ما جعلهم في مواجهة معهم لم تنته إلا بالتدخل المكثف لمصالح الحماية المدنية التي تعاملت مع المشكل واحدة بواحدة، على اعتبار أن المساعدات تختلف من عائلة إلى أخرى وهو ما دفع السكان في الصباح الموالي للتوجه إلى المصالح المحلية من أجل إيجاد حل عاجل لمشكل الوادي ”إلا أنه لا حياة لمن تنادي” على حد قولهم. الوضع ذاته شهده وادي بني مسوس الذي ارتفع منسوب مياهه إلى درجة انقطع معها الطريق المؤدي من بني مسوس نحو غابة باينام، تحديدا في الحي المعروف بقميدري، حيث استدعى الأمر تدخل الحماية المدنية بعد نداءات الاستغاثة التي أرسلوها فور أن غمرتهم المياه وخرج السكان إلى الشارع والطريق المحاذي الذي امتلأ لدرجة تسببت في تعطل حركة المرور ساعات بسبب ركود المياه في الطرقات وانسداد البالوعات ما ساهم في تفاقم المشكل، وهي نفس الواقعة على مستوى العديد من أودية العاصمة حيث شهد سكانها الويلات جراء الامطار التي أدت كذلك إلى محاصرة شخصين داخل سيارة ببئر توتة بالقرب من موقع المياه على الساعة الخامسة صباحا، حيث تقدمت مصالح الحماية المدنية لإخراجهما من السيارة التي غمرتها مياه الأودية. كما عرفت العديد من أحياء العاصمة حركة احتجاجية بعدما اجتاحت مياه الأمطار منازلهم وأجبرتهم على الخروج للشارع للتنديد بالوضع الذي دفعهم إلى تكسير مقر البلدية وقطع الطريق للمطالبة بحضور السلطات للوقوف على الفاجعة التي تلحق بهم في كل مرة نتيجة الأمطار. الأمطار تغرق منازل وتسجل وفاة شخص وجرح 3 آخرين في حوادث انهيار سجلت مصالح الحماية المدنية خلال 24 ساعة الماضية 128 تدخل حسب المكلف بالإعلام على مستوى الحماية المدنية سفيان بختي، مرتبط بالتساقط الكثيف للأمطار، غير أن أخطرها سجل ببلدية بني مسوس التي شهدت أحياءها العديد من الحوادث على غرار حي عين فران الذي يعتبر منطقة مرور المياه حيث سجلت في حدود السادسة والنصف مساء وفاة شخص نتيجة انهيار جدار من الخرسانة وإصابة والده بجروح خطيرة، فضلا عن إصابة شاب آخر بجروح استدعت نقله إلى مستشفى بني مسوس وإنقاذ العديد من السيارات ببني مسوس، بوزريعة والشراڤة، ناهيك عن إنقاذ شخصين محصورين داخل سيارة ببئرتوتة وفرق الحماية المدنية تمكنت من تقديم المساعدة للمواطنين قبل حدوث الكوارث حيث سخرت 1200 عون حماية، الشاحنات وسيارات الإسعاف اللازمة، وهو ما عملت على توفيره مصالح الحماية المدنية التي أكدت أن كوارث كهذه تستدعي توفير كافة الإمكانات خاصة عندما تكون نداءات الاستغاثة كثيرة حيث يقتضي الأمر في بعض الأحيان الاستعانة بوحدة الحماية المدنية للدار البيضاء والوحدات الأخرى إن كانت الكارثة أكبر، مفندا شائعة ما حدث خلال اليومين الماضيين بأنه مثل ”حملة باب الواد” لأن كل المعطيات تختلف، وهو الأمر الذي دفع المدير العام رفقة الأمن الوطني إلى زيارة المواقع الحساسة التي تلقوا منها نداءات على غرار باب الوادي، فريفالون، بوزريعة، ووادي أوشايح، حيث تأكدوا من عدم وجود أي بوادر لفيضان. خالدة بن تركي المدير العام للحماية المدنية العقيد الهبيري ل”الفجر” الكارثة تحكمنا فيها لكن المسؤولية تتحملها البلديات التي لم تمتثل لقواعد النظافة حمّل العقيد مصطفى الهبيري، المدير العام للحماية المدنية، مسؤولية الكارثة التي حلت أمس بعدد من أحياء العاصمة لمسؤولي البلديات الذين لم يمتثلوا لتعليمات قواعد النظافة وفق المراسلة التي قامت بها الحماية المدنية مؤخرا، مؤكدا في تصريح ل”الفجر” أن ما حدث بباب الوادي جراء تهاطل الأمطار سببه انسداد قنوات الصرف الصحي التي لم تنظف حسب تعبيره. وقال المدير العام للحماية المدنية، العقيد مصطفى الهبيري، في تصريح ل”الفجر” على هامش متابعته الميدانية لتدخل عناصر الحماية المدنية في الكارثة التي حلت ببلدية باب الوادي جراء التهاطل الكثيف للسيول، إن أسباب الفيضانات ترجع إلى انسداد قنوات الصرف الصحي، خاصة الرئيسية، مؤكدا أن المسؤولية تتحملها البلدية التي لم تمتثل لقواعد النظافة وفق التعليمة التي أرسلت بها مصالح الحماية المدنية لجميع ولايات الوطن. وأضاف العقيد الهبيري في نفس التصريح أن السيول التي كادت تجرف بلدية باب بالوادي تحكمت فيها مصالح الحماية المدنية التي جندت لبلدية باب الوادي وحدها أكثر من 350 عون وإمكانيات بشرية وتقنية هائلة. كما كشف المسؤول الأول عن الحماية المدنية أن مصالحه ستوفد تقرير مفصل عن النظافة وحالة قنوات الصرف الصحي بالعاصمة لاتخاذ التدابير الاحتياطية تحسبا لأمطار فجائية بالعاصمة خلال هذه الأيام حسب العقيد مصطفى لهبيري. حميدي. م
سكان الأحياء القصديرية متخوفون من الأمطار الطوفانية أدت السيول المتدفقة منذ أول أمس على العاصمة إلى انهيار 3 بيوت قصديرية بحي الثكنة العسكرية ببلدية بولوغين، نتيجة انجراف التربة ناحية الوادي، ولحسن الحظ لم تسفر عن أية إصابة بشرية، إلى جانب انهيار 6 بيوت فوضوية بحي الرملي ببلدية جسر قسنطينة، ما جعل سكان الأحياء القصديرية يعيشون هلعا كبيرا خوفا من الغرق وسط تلك السيول المنهمرة على مساكنهم الهشة، كما قضت العديد من تلك العائلات الليل خارج بيوتها خوفا من سقوطها فوق رؤوسهم. الأمطار كادت تغرق بلديات وسط وشرق العاصمة لم تنج بلدية حسين داي هي الأخرى من الأمطار التي كادت تغرق العاصمة، أول أمس، بسبب اجتياح المياه الراكدة لوسط الطرقات والسكك الحديدية للقطارات والترامواي بسبب انسداد البالوعات، حيث شهدت هذه المنطقة انسدادا تاما لحركة المرور عطل المواطنين عن التنقل لوجهتهم إلى حين جلاء تلك المياه وتدخل الفرق التقنية لآسروت والحماية المدنية لفتح المجاري المائية وتنظيفها، وهو ذات الأمر الذي شهده الطريق الرابط بين ساحة 1 ماي بسيدي امحمد والقبة وعين النعجة وكذا حسين داي، حيث انسدت الطريق بشكل نهائي مما أدى لعرقلة المرور، كما عرفت بلدية المحمدية عبر العديد من أحيائها انسدادا واسع النطاق، على غرار حي الليدو ذي الكثافة السكانية الكبيرة الذي كاد يغرق في المياه وعجز المشاة وحتى أصحاب المركبات عن المرور من خلال تلك الطرقات المليئة بالحفر العميقة ومياه الأمطار، إلى جانب حي تماريس الذي عجزت السيارات السياحية عن المرور عبر طرقاته الغارقة في سيول الأمطار التي غطت حتى الأرصفة والمساحات الخضراء المجاورة لها، مما أدى لغلق الطريق عن كامله بحلول الساعة الخامسة مساء، فيما أدت تلك الأجواء إلى غلق العديد من المحلات بساحة ميرة ببلدية باب الوادي نتيجة تدفق كميات كبيرة من الأمطار إلى داخلها، كما تم سقوط عدد من الأشجار الكبيرة عبر الطريق السريع الرابط بين بلديتي بئر خادم وبئر توتة أدت لشل حركة المرور، كذلك الوضع بحي البدر ببلدية باش جراح الواقع على ضفاف الوادي والذي يفيض على سكان الحي ومحلاته عند تساقط كميات كبيرة وبصفة مستمرة من الأمطار ملحقا أضرارا مادية كبيرة بقاطني المنطقة. وكانت مصالح الحماية المدنية قد سجلت العديد من التدخلات على غرار حوادث تسربات مياه الأمطار إلى العديد من السكنات الاجتماعية المدنية بولاية البليدة، إلى جانب جلاء مياه الأمطار من قبل أعوان الحماية المدنية بكل من 3 سكنات ومؤسسة تعليمية بولاية تيبازة غرب العاصمة، فيما سجل تصدع 3 مباني بحي العربي بن مهيدي بولاية عين تيموشنت.