شهد عام 1973 ولادة أسطورة أرجنتينية اسمه خافيير زانيتي، الذي أصبح بمرور السنوات رمزا لنادي إنتر ميلان، الذي انتقل للعب في صفوفه سنة 1995 بعد أن انطلق مشواره مع توليرس وبانفيلد. الأرجنتيني الكابيتانو ، كما يحلو للجميع مناداته لم تكون بداياته مع الإنتر سهله بل كانت متواضعة نسبيا قبل أن يعود، ليثبت للجميع أنه أحد أفضل من شغل مركز الظهير الأيمن في تاريخ كرة القدم، حتى إن كان لم يحصل على حقه الإعلامي كاملا ربما بسبب شخصيته المنطوية والهادئة والتي جعلته أحد القلائل في عالم كرة القدم من لا يمتلك عدوا حيث أن أخلاقه والتزامه ووفاءه لناديه فرضت على الجميع احترامه بما في ذلك البرازيليين، الذين في العادة لا يحبون الأرجنتينيين أو مناصري جوفنتوس وميلان، الذين يكرهون كل ما يرمز للإنتر. عشق.. إنتماء وعطاء.. هكذا هو زانيتي قصة عشق زانيتي مع الإنتر المستمرة إلى يومنا هذا والتي انطلقت يوم 13 ماي 1995، جعلته يلعب في هذا النادي 849 لقاء في مراكز الظهير الأيمن والأيسر والوسط الدفاعي ووسط أيسر وأيمن مدة 18 سنة و7 أشهر كاملة خلالها أبدع وتميز عن غيره من اللاعبين. زانيتي كان أهم العناصر في تاريخ النادي الذي تأسّس سنة 1908 وسيبقى كذلك أبرز من حمل شارة قائده لأنه رفض أن يبدله بأي نادٍ آخر رغم العروض الكثيرة التي كانت تصله. زانيتي الذي عاش الحلو والمر مع الإنتر، سيمر من يريد تصفح التاريخ على اسمه، لأنه ببساطة رمز العطاء والوفاء وروح الإنتر. من راوغ زانيتي.. فقد راوغ العالم تألق زانيتي الكبير جعل عاشقي الكرة المستديرة في إيطاليا وخاصة محبي الإنتر يصفونه ب الحائط أو الصخرة ، التي تتوقف عندها كل محاولات المنافس حتى وصل الأمر بالبعض للتأكيد أن: من راوغ زانيتي، فقد راوغ العالم لأن أي لاعب يمكن أن يرواغ أي مدافع لكن حدودته تقف عند زانيتي حيث يتذكر الكثيرون كيف نجح اللاعب الأرجنيتين في تحجيم مواطنه ميسي في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا سنة 2010 ولم يسمح له بتخطيه ولو مرة واحدة حيث فاز عليه في جميع الصراعات الثنائية. زانيتي ورغم كون منصبه الأصلي هو كلاعب ظهير أو وسط ميدان دفاعي، فإنه معري جدا وقادر على التقدم بسرعة نحو الهجوم ومراوغة أي لاعب خاصة وأنه يجيد اللعب بالقدمين اليمنى واليسرى، كما أن من ميزاته هو امتلاكه لتسديدات قوية. 4 إنذارات وطرد في مسيرة ب21 سنة و1105 لقاءات زانيتي الذي حطّم كل الأرقام سواء بعدد مشاركاته مع المنتخب الأرجنتيني الذي لعب معه 145 لقاء أو مع الإنتر الذي وصل إلى لعب 849 لقاء بألوانه دون كلل أو ملل أو تخاذل أو هبوط في المستوى مع ثبات في الأداء وخاصة الأخلاق والانضباطية، يبقى ربما اللاعب الوحيد في العالم الذي طيلة مشواره الذي يدوم منذ 21 سنة وتحديدا منذ سنة 1992 حين انطلق في الأرجنتين مع نادي توليرس، لم يتحصل إلاّ على 4 بطاقات صفراء في مجموع 1105 لقاءات رسمية لعبها وبطاقة حمراء واحدة كانت بسبب اعتراض على الحكم أمام أودينيزي في الجولة ال14 من الدوري الإيطالي موسم 2011 / 2012. 2010.. الخماسية التاريخية مع مورينيو ودموع البطل ووصل زانيتي إلى قمة عطاءه في موسم 2009/2010 حين حقق مشوارا خرافيا مع ناديه الإنتر تحت قيادة المدرب مورينيو جعله يتوج ب5 ألقاب كاملة سنة 2010 يبقى أبرزها دوري أبطال أوروبا الذي أبكى الكابيتانو كالطفل الصغير في سهرة 22 ماي خاصة وأن ذلك اللقب جاء بعد 45 سنة لم يتربع فيها النادي اللامباردي على عرش الكرة الأوروبية وهو الذي توج أيام قبلها بالدوري الإيطالي للموسم الخامس على التوالي وبكأس إيطاليا تحت قيادة مورينيو الذي أثنى كثير على لاعبه وقال مباشرة بعد التتويج في مدريد بشأن زانيتي: هو يفرحني دائما وأفرح خاصة لما نتدرب صباحا، لأنه دائم الابتسامة وهو مثير للعاطفة في التدريب ويجعل كل من يعمل معه سعيدا. أنا أقولها بفخر أن خافيير سيكون صديقا لي للأبد . وكان ذلك تصريح مورينيو الأخير قبل أن يغادر الإنتر نحو ريال مدريد. الإعتزال ليس مقررا اليوم.. وتحطيم الأرقام مازال ممكنا وبعد أن اعتقد الجميع أن زانيتي سيعتزل لعب كرة القدم الموسم الأخير بعد الإصابة الخطيرة التي تلقاها والتي أبعدته مدة 7 أشهر عن الميادين، فإن انضباط اللاعب وجديته جعلاه يعود إلى الميادين التي يبدو أنه لا يريد هجرها في الوقت الحالي مع إصرار الجميع على بقاءه ومواصلة تحطيم أرقامه القياسية ومنها رقم باولو مالديني أكثر اللاعبين مشاركة في الدوري الإيطالي والذي لعب أكثر منه 41 لقاء بعد أن وصل زانيتي حتى الآن إلى رقم 607 لقاءات. وبشأل اعتزاله، سأل مؤخرا رئيسه السابق، ماسيمو موراتي، الذي كان رده مدويا حيث قال بالحرف الواحد: زانيتي هو مستقبل الإنتير، دائما يضيف الفارق في النادي سواء فوق الميدان أو خارجه. بالنسبة لشغله منصبا إداريا في النادي هذا غير ممكن الآن، لأنه مازال أمامه الكثير للعب فوق الميدان مع الإنتر . استقرار عائلي ونشاط خيري زاد من احترام الجميع له زانيتي الذي يعيش مشوار كروي رائع، هو يعيش كذلك في منزل وقفص ذهبي هادئ بعد أن عاش أجمل قصة حب مع المصورة المحترفة باولا، التي تزوج منها يوم 23 ديسمبر 1999 بعد علاقة استمرت منذ شبابه معها وهو الذي تؤكد الكثير من التقارير الصحفية أن أجرى حصة تدريبية صبيحة حفل زفافه حتى يحافظ على لياقته البدنية خاصة وأن الإنتر كان ينتظره يومين بعدها لقاء في الدوري المحلي. زانيتي ورغم التزاماته مع الإنتر وعائلته، فإن ترجم جانبه الإنساني من خلال نشاطه كسفير عند الفيفا لحملة انسانية تمت في الأرجنتين من أجل حماية الأطفال وتقديم ضمانات لهم بعد الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلد سنة 2001 ، كما أنه مع زووجته باولا، قام بافتتاح مؤسسة خيرية باسم مؤسسة بوبي وهي أيضا لمساعدة الأطفال الذي يقول بشأنهم زانيتي: لما أعود بذاكرتي إلى طفولتي، تأتي في ذهني مشاهد ملموسة منها الجيّد ومنها السيء. أنا من الأشخاص الذين عانوا في طفولتهم وحتى إن كنت لا أعيش في بلدي حاليا، إلاّ أنني أعلم ما يحصل. هناك تأثير مدمر على الأطفال، إنه الفقر . زانيتي يزور الجزائر بعد الانجازات الكبيرة والمشوار الجيّد للنجم الأرجنتيني، قام بتلبية دعوة من أجل حضور حفل الكرة الذهبية لأحسن لاعب في الجزائر وقدّم الجائزة لمهاجم المنتخب الوطني، إسلام سليماني، وبذلك، تكون أول زيارة لأسطورة الانتر والمنتخب الأرجنتيني إلى الجزائر. البطاقة الفنية: الإسم: خافيير آديلمار زانيتي الجنسية: الأرجنتين ولد يوم 10 أوت 1973 (40 سنة) المكان: بينونيس آيرس بالأرجنتين مشواره الإحترافي: الموسم: 1992-1993: تالاريس (33 لقاء - هدف) الموسم 1993-1995: بانفيلد (66 لقاء - 4 أهداف) إنتر ميلان: من 1995 حتى الآن (849 لقاء - 21 هدفا) مع المنتخب الأرجنتيني: المنتخب الأولمبي 1996 (12 لقاء) المنتخب الأول 1994-2011 (145 لقاء - 5 أهداف) السجل: مع الإنتر: متوج بدوري أبطال أوروبا 2010 متوج بكأس الاتحاد الأوروبي 1998 منشط نهائي كأس الاتحاد الأوروبي 1997 متوج بكأس العالم للأندية 2010 منشط نهائي كأس أوروبا الممتازة 2010 بطل إيطاليا 2006، 2007، 2008، 2009 و2010 نائب بطل إيطاليا 1998، 2003 و2011 متوج بكأس إيطاليا 2005، 2006، 2010 و2011 منشط نهائي كأس إيطاليا 2000، 2007 و2008 متوج بكأس إيطاليا الممتازة 2005، 2006، 2008 و2010 مع الأرجنتين: ميدالية ذهبية في الألعاب الأمريكية 1995 ميدالية فضية في الألعاب الأولمبية 1996 منشط نهائي كوباأمريكا 2004 و2007 منشط نهائي كأس القارات 2005