وسط خلاف عميق بشأن الصراع في سوريا وتورطهما في دعم مباشر لأطرافه مع عدم قدرة أي طرف على إنهاء النزاع لصالحه، تأتي زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى طهران لتلطيف الأجواء بين الجارين المتنافسين من أجل التمهيد لحل توافقي يراعي مصالحهما ومصالح شركائهما في سوريا. ورأى رئيس مركز الشرق للدراسات السياسية، مصطفى اللباد، أن تركيا تعاني عزلة إقليمية وضغوطا دولية بعد فشل الرهان على الإخوان في مصر، وعدم حدوث إختراق في الملف السوري التي أصبح لها فيه نفوذ بدعم المعارضة. وحققت إيران التي بدأت علاقتها بالغرب في التحسن على وقع إتفاق نووي، مكاسب بتعديل كفة القوة لصالح حليفتها الحكومة السورية، مما مكّن الأخيرة من الصمود حتى الآن. لكنها تدرك في ذات الوقت صعوبة استمرار حليفها بشار الأسد في الحكم وسط الضغوط الدولية، بحسب اللباد. وأمام هذه المعطيات، فإن محاولة التقارب الإيراني التركي تأتي لتلطيف الأجواء تمهيدا لتوافق إقليمي في سوريا، بحسب اللباد. ووقعت إيرانوتركيا خمس اتفاقات في مجال التجارة والطاقة والثقافة على هامش زيارة أردوغان لطهران واجتماعه مع المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني. وقال أردوغان لدى وصوله طهران إن (عام 2014 سيشهد مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين)، بينما قالت الخارجية الإيرانية إنها تتطلع لعلاقات جيدة وحوار يخدم المصالح الإقليمية. ورأى اللباد أن الحل في سوريا يجب أن يراعي مصالح جميع الأطراف بما فيها مصالح طهران وموسكو وأنقرة والغرب والدول العربية. وقال: (مع عدم وجود منتصر حتى الآن، سيكون الحل عبارة عن إتفاق طائف سوري على غرار اتفاق الطائف اللبناني عام 1989، بمعنى توزيع السلطة على الأطراف بما يحافظ على مصالح اللاعبين الإقليميين). لكن على الرغم من ذلك، يبقى مضمون الحل وتفاصيله مرهون بالوضع الميداني على الأرض وقدرة الأطراف المتنازعة على تحسين وضعها بما يحسن موقفها التفاوضي، بحسب الخبير السياسي.