يشهد العمل التطوعي تطورا ملحوظا ويظهر ذلك من خلال تأسيس العديد من الجمعيات الخيرية والتطوعية التي تعمل ضمن العمل الجمعوي، من أجل تنمية روح التعاون والتضامن في الوسط الاجتماعي، ومن بين الجمعيات الناشطة من أجل تحقيق ذلك، جمعية الإحسان الخيرية لولاية برج بوعريريج وللتعرف أكثر على الجمعية التي تبذل قصارى جهدها من أجل العطاء الأمثل لمختلف الشرائح المحرومة في المجتمع، حاورت السياسي ينغريب سعد الدين، أحد أعضاء الجمعية الذي أكد على أهمية العمل التطوعي في المجتمع. * بداية، كيف كانت فكرة تأسيسكم للجمعية؟ - إن للعمل الخيري قيمة إنسانية كبيرة وهو من بين السلوكيات الحضارية التي تتميز بالوعي والثقافة والمسؤولية، فهو يلعب دورا مهما وإيجابيا في تطوير المجتمع وتنميته من خلال نشاط الجمعيات الخيرية التي تتيح لكل الافراد المساهمة في البناء الاجتماعي والاقتصادي وتنمية الشعور بالمسؤولية تجاه المحتاجين، وعليه، فإن فكرة تأسيسنا للجمعية جاءت من هذا المنطلق منذ سنة تقريبا وهي جمعية تطوعية تهتم بمختلف الفئات والشرائح المحرومة في المجتمع وكذا بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة واليتامى، فبسبب الظروف القاسية التي تعاني منها هذه الفئة في ظل غياب التكفل الاجتماعي، عملت الجمعية من خلال نشاطاتها الى التقليل من معاناتهم والوقوف على مختلف حاجياتهم خاصة المرضى الذين يعجزون عن العمل، وتضم الجمعية مجموعة شباب يجمعهم حب الخير والعمل لإسعاد الآخرين. * وماذا عن النشاطات التي تقومون بها؟ - بخصوص النشاطات التي نقوم بها على مستوى الجمعية، فهي متنوعة ومتعددة وتختلف حسب المناسبات الدينية والوطنية والتي تساهم في إدخال الفرحة على قلوب المحتاجين من خلال تقديم بعض المساعدات الإنسانية لليتامى، الأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة وكذا المصابين بالأمراض المزمنة، وتتمثل هذه المساعدات في تقديم كراسٍ متحركة لفئة المعاقين وتقديم كراسٍ خاصة بالأطفال، كما نقوم بتوفير الأدوية المرضى الذين يعانون من صعوبة توفير الدواء لغلاء ثمنها او لأنها غير متوفر في ارض الوطن، وعلى غرار هذا، قمنا مؤخرا بمساعدة إحدى العائلات المعوزة لإجراء عملية جراحية لابنتها، حيث جمعنا لها مبلغا معتبرا وقمنا بإرسالها الى خارج الوطن من اجل العلاج، و هي الآن تتماثل للشفاء، والحمد لله، كما ان الجمعية تولي عناية خاصة باليتامى من خلال توفير مختلف متطلبات الحياة كالغذاء والملابس حيث قمنا، قبل أيام، بتوزيع مجموعة من الملابس على الأطفال اليتامى وأمهاتهم وذلك بمناسبة عيد النصر. وعلى غرار هذه الأعمال، فان أعضاء الجمعية يقومون بزيارات دورية للمستشفيات المتواجدة عبر إقليم الولاية، للتقليل من الإحساس بالوحدة وكذا الوقوف على حاجيات المرضى خاصة القادمين من ولايات أخرى. * من أين تتلقى الجمعية دعمها المادي لمزاولة جل هذه النشاطات؟ - تعتمد الجمعية في مختلف نشاطاتها على مساهمات الأعضاء وتبرعات المحسنين، كما أننا نتلقى ميزانية معتبرة من قبل السلطات المحلية وكذا المحسنين ممن يساهمون معنا في إنجاح مختلف النشاطات وتوفير مختلف الاحتياجات الضرورية خاصة للمرضى. * هل هناك مشاكل تعيق عملكم الجمعوي؟ - ليس لدينا مشاكل تعيقنا سوى نقص الإمكانيات، حيث نتوفر على أفكار وطاقات كبيرة للعمل الخيري، لكن نقص الدعم يعيقنا ويجعل بيننا وبين العمل الخيري عائقا، فالمحتاجين في الولاية كثيرون وعدم التكفل بهم يزيد من معاناتهم، فهم يعيشون في حرمان كبير خاصة المرضى الذين يتألمون يوميا في صمت لعجزهم عن توفر الدواء، فنحن لدينا مشاريع كثيرة بصدد الدراسة وننتظر الدعم للبدء في إنجازها. * وما هي المشاريع التي تطمحون إليها؟ - في حقيقة الأمر، نعمل على توسيع نطاق عملنا، لنصل للعمل في عدة ولايات مجاورة، للوقوف على حجم المعاناة التي تتكبدها العديد من العائلات المعوزة بالخصوص في المناطق النائية، على غرار المشاريع الاخرى التي تعود بالفائدة على كل المرضى المحتاجين وكذا اليتامى وذوي الاحتياجات الخاصة. * كلمة أخيرة؟ - نشكركم جزيل الشكر على هذه الوقفة الإعلامية التي منحتها لنا جريدة السياسي ، من أجل تقريب مهمتنا الجمعوية من المجتمع والتي من شأنها ان تساهم في مساعدة ومساندة العديد من الشرائح المحرومة لخدمة المحتاجين وإرضاء رب العالمين والمساهمة في رقي المجتمع والتقليل من نسبة الحرمان فيه، وكذا غرس روح التضامن والتعاون بين الفئات الاجتماعية خاصة فئة الشباب.