يبدو أن العمل الخيري لم يعد يقتصر على مكان أو زمان محدّد، وهو الأمر الذي نلمسه من خلال نشاط العديد من الجمعيات الخيرية والتطوعية على مستوى العديد من الولايات الجزائرية، من أجل أن يعم الخير في كل أرجاء الوطن ودعم المحتاجين والوقوف على حجم المعاناة التي يتكبدها إخواننا في مختلف المناطق، ومن بين هذه الجمعيات التي عملت على تحقيق ذلك من خلال جملة النشاطات التي تقوم بها، جمعية الإبتسامة الجزائرية، التي تنشط في إطار محلي عبر ولاية سيدي بلعباس، وللتعرف أكثر عليها، حاورت السياسي رئيس اللجنة الاجتماعية للجمعية، نصر الدين بوقرين، قصد إبراز نشاطاتها وأهدافها التي تسعى من خلالها إلى نشر روح التعاون في المجتمع. * بداية، هلاّ عرفتنا بجمعية الإبتسامة ؟ - جمعية الإبتسامة الجزائرية، هي جمعية محلية ذات طابع خيري وتطوعي، تنشط على مستوى ولاية سيدي بلعباس، تأسّست في شهر نوفمبر من سنة 2012 وتحصلنا على الإعتماد في 16 نوفمبر من ذات السنة، أما عن فكرة تأسيس الجمعية، فقد راودتنا ونحن طلبة بعد نشاطنا في إطار العمل الخيري في شكل مجموعة تطوعية، فقررنا أن نؤسس جمعية للعمل في إطار قانوني ومنظّم، فعملنا على تجسيد ذلك على أرض الواقع. وبخصوص تسمية الجمعية، فقد كان مقررنا وفق الأهداف المسطّرة للجمعية وهو مسح دمعة كل محتاج ورسم الإبتسامة على وجوههم. * ماذا عن النشاطات التي يزاولها أعضاء الجمعية؟ - نقوم بعدة نشاطات، فمنها ما هو خيري ومنها ما هو ثقافي وتحسيسي، ومن بين هذه الأعمال، نقوم بجمع الأموال والملابس ومختلف التبرعات من طرف المحسنين وتقديمها للعائلات المعوزة، وعلى غرار هذا، قمنا بخرجات لدور العجزة ودور الأيتام من أجل إضفاء الجو العائلي لهذه الفئات التي حرمتها الظروف من الإبتسامة والدفء العائلي. أما بخصوص شهر رمضان المعظم، ففيه برنامج خاص بهذا الشهر، حيث نقوم بمساعدة العائلات سواء بتوزيع قفة الشهر عليهم أو تنظيم مطاعم خاصة بشهر الرحمة، وعلى غرار هذا، نقوم بتنظيم مسابقة خاصة بالقرآن الكريم والتي أطلقناها تحت شعار جيل القرآن في طبعتها الأولى، ومن جهة أخرى، نقوم بأيام تحسيسية وتوعوية بهدف مساعدة الطلبة المقبلين على اجتياز الامتحانات النهائية، بهدف دعمهم من الناحية النفسية وتوفير الجو الملائم للمراجعة. * على غرار هذه النشاطات، هل من أعمال أخرى تذكر؟ - هناك بعض النشاطات التي قمنا بها مؤخرا ومن بينها، تكريم خاص لذوي الاحتياجات الخاصة تزامنا مع اليوم الوطني للمعاق والذي يصادف ال14 مارس من كل سنة، حيث قمنا بتوزيع حوالي 12 كرسي لفائدة المعاقين حركيا، كما قمنا أيضا بإطلاق مبادرة خاصة للتبرع بالدم والتي جسّدت في الوسط الجامعي بين الطلبة لتنمية روح التبرع في الوسط الشبابي. * إلى ما تهدفون من خلال كل هذه النشاطات؟ - نهدف من خلال هذه النشاطات إلى رسم البسمة على وجوه العديد من الفئات المحرومة، كما نسعى لنكون واسطة بين المحسنين والمحتاجين وحتى الإدارات العمومية، لتسهيل طرق التواصل بين جميع الفئات الاجتماعية ومحاربة الأعمال البيروقراطية والمساهمة في العمل الخيري، كما نعمل على الحد من ظاهرة الأمية في وسطنا الاجتماعي. * ما هي الشرائح الاجتماعية التي تخصون بها عملكم الخيري هذا؟ - إن النشاطات التي نقوم بها موجّهة لكل الفئات المحرومة والمعوزة وحتى الأيتام والمعاقين وبعض الحالات الاجتماعية التي لا تستطيع التكفل بأفراد عائلتها، حيث نقوم، كجمعية خيرية، بالتكفل بهذه الشرائح من أجل التقليل من حجم المعاناة التي يتكبدونها. * ما هو مصدر الإعانات المتحصل عليها؟ - إن الإعانات المتحصل عليها كلها مقدّمة من طرف المحسنين وأعضاء الجمعية، أما بالنسبة للإعانات من طرف السلطات المعنية، فلم نتلق أي شيء منها. * هل من مشاكل أخرى تعيق عملكم الخيري؟ - على غرار نقص الإعانات، فإن غياب المقر يعد أكبر هاجس للجمعية ومواكبة نشاطاتنا الخيرية. * ما هي المشاريع التي تطمحون إليها؟ - بخصوص المشاريع التي نطمح إلى تحقيقها، فهي كثيرة ومتنوعة، ومن بين هذه الأعمال التي نطمح إليها ونتمنى تحقيقها في القريب العاجل، إن شاء الله، تجسيد مشروع قفة رمضان لهذه السنة مع مسابقة جيل القرآن في طبعتها الثانية، كما نسعى إلى إسعاد المسنين المتواجدين بدور العجزة ببرمجة إحدى الخرجات للحمامات في ولاية معسكر من أجل الترفيه عنهم والتخفيف من معاناتهم بتوفير جو عائلي بهيج تسوده الفرحة والراحة، كما نسعى إلى إنجاح مشاريعنا هذه من أجل تحقيق أهدافنا المسطّرة وتعميمها لمساعدة اكبر قدر ممكن من المعوزين وكذا الأرامل الذين هم بحاجة ماسة إلى يد العون، وعلى غرار هذا، نأمل في فتح مراكز للتكوين في الجمعية من أجل توفير مناصب عمل تغني المحتاجين من ذل السؤال وتحسين أوضاعهم الاجتماعية. * كلمة أخيرة؟ - نشكركم على هذه الإلتفاتة الإعلامية، التي كانت لنا فرصة لا تعوض من أجل التعريف أكثر بجمعيتنا ونأمل أن يكون الله في عوننا، من أجل أن يعم الخير، ونتمنى، من خلال نشاطاتنا وأهدافنا، أن نوصل رسالة للناس من أجل مساعدة المحتاجين ودعمهم، لتحسين أوضاعهم الاجتماعية.