شهدت معظم الأسواق والمحلات، عشية حلول شهر رمضان، حركة غير عادية سواء في الفترة الصباحية أو المسائية، حيث اكتظت الشوارع عن آخرها جراء الاستعدادات المكثّفة للعائلات الجزائرية لاستقبال هذا الشهر الفضيل، بعد أن وجدت نفسها بين مطرقة غلاء الأسعار التي قفزت إلى أعلى مستوياتها، وسندان الضروريات، وعلى إثر هذه الحركية التي تشهدها العديد من الأسواق الجزائرية وفي ظل الإنتشار الرهيب لظاهرة ارتفاع الأسعار ولهفة المواطن على اقتناء كل المستلزمات، ارتأت السياسي القيام بجولة استطلاعية لرصد بعض جوانب هذه اللهفة التي يعيشها المواطنون ككل سنة. تدافع في الأسواق.. رغم ارتفاع الأسعار وما زاد من إبراز مظاهر اللهفة لدى المواطنين، هو رغم ارتفاع الأسعار، إلا أنهم يتدافعون في الأسواق من أجل اقتناء أكبر قدر ممكن من المستلزمات والخضروات وغيرها من الأمور اللازمة لهذا الشهر، وهو ما أثار استغراب البعض من المواطنين، ليقول في هذا الصدد جمال الجزائري يشكو من ارتفاع أسعار اللحوم والخضر لكنه يملأ القفة باللهفة وهو الامر الذي يحير ، وفي ذات السياق، قالت سليمة من العاصمة والتي التقينا بها في السوق البلدي لم نفهم لماذا يحتاج المواطن مثلا خبزتين ويشتري أربعة او ستة لتكون مآلها في الأخير المزابل ، والغريب في الأمر أن المستهلكين يدركون جيّدا ذلك وهو ما اعترف به بعض المستهلكين الذين تقربت منهم السياسي ، والذين أكدوا بأنه في شهر رمضان الكريم لا يستطيعون مقاومة الإغراءات التي تفرضها عليهم المخابز ومختلف المحلات بطريقة غير مباشرة عن طريق اعتمادها عرض ما لذ وطاب في هذه المناسبة، التي في الكثير من الأحيان لا تؤكل ونهايتها تكون في أكياس القمامة. وفي ذات الصدد، يقول عمار، 38 سنة الملاحظ في شهر رمضان أن العائلات الجزائرية تسرف إسرافاً زائداً وغير معقول والكل يعلم أنهم لا يأكلونه بل يذهب الطعام إلى مكب النفايات، فهذه الظاهرة خطيرة تهدّد الأسرة والمجتمع، فالكثير من العائلات تقوم بشراء وتحضير كميات كبيرة من الطعام بكافة أنواعه وتقوم بإعداده وطبخه وتحضيره لتناوله على وجبة الإفطار، ولكن الذي يحدث، وبكل أسف،أن هذه العائلات لا تستهلك ربع هذه الكميات الكبيرة التي قامت بشرائها وتحضيرها ويتم رمي الباقي في القمامة، مستهترين بالنعم التي أنعمها الله علينا، مُتناسين انه يوجد عائلات لا تجد ما تُفطر عليه أو ما تسدُ به جوعها . جمعية حماية المستهلك تطلق حملة ضد التبذير في رمضان وفي خضم انتشار ظاهرة اللهفة في كل رمضان، ارتأت جمعية حماية المستهلك بتيبازة تنظيم حملة للتحسيس وتوعية المواطنين لتجنّب هذه الظاهرة وهو ما صرح به بن عباس حمزة، رئيس جمعية حماية المستهلك بتيبازة في اتصال ل السياسي ، مؤكدا أن سبب التبذير راجع الى العادات التي ارتبطت بها العائلات الجزائرية ويظهر ذلك من خلال عملية استعداد العائلات لهذه المناسبة ويرجع التبذير الى عدم التحكم في ميزانية البيت وافتقار المواطن الجزائري للثقافة الاستهلاكية، وعليه، ارتأينا كجمعية تعنى بحماية المستهلك تنظيم حملة ضد التبذير لترشيد الثقافة الاستهلاكية، لتفادي هذه الظاهرة التي تعرف انتشارا كبيرا كل سنة في مثل هذا الشهر . إمام: التبذير والإسراف محرم ولمعرفة حكم الدين في هذه الظاهرة التي يشهدها شهر رمضان كل سنة، يقول الإمام سعد الدين إن هذه الظاهرة تتكرر كل ما حلّ شهر رمضان الكريم والغريب في الأمر أن جميع المستهلكين على يقين تام بأن الدين الإسلامي ينبذ التبذير والمبذرين، لكن رغم هذا، فالإفراط في اقتناء مادة الخبز والعديد من المواد الاستهلاكية يرتفع كل سنة خاصة في شهر رمضان، والله، سبحانه وتعالى، نهى عن الإسراف في الطعام وذلك في قوله تعالى كلوا واشربوا ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين ، فإن الإسراف في الطعام حرام لان الإسراف في الاكل الحلال يعد محرما وطرفي النقيض يقولان الاسراف والشح والبخل حرام، لان الإسراف هو تبذير في غير محله، فالتبذير والإسراف سبب يؤدي بصاحبه إلى الكبر وطلب العلو في الأرض قال، صلى الله عليه وسلم: (كلوا واشربوا وتصدقوا من غير سرف ولا مخيلة)، كما ان الإسراف سبب من أسباب الضلال في الدين والدنيا، وعدم الهداية لمصالح المعاش والمعاد، قال الله، تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ، لذا يجب على المواطنين تفادي هذه المظاهر المرتبطة ب اللهفة وغيرها من الأمور التي قد تؤدي الى الحرام .