* كيف ومتى نمارس الرياضة في شهر رمضان المبارك؟ تعتبر ممارسة الرياضة في شهر رمضان المبارك من العادات الصحية التي يُنصح بمزاولتها لما لها من فوائد عديدة تنعكس بشكل إيجابي على صحة الإنسان. فالنشاط البدني المنتظم يدعم ويحسن عمل الأعضاء الداخلية والعمليات الحيوية في جسم الإنسان ويخفف من التوتر وضغوط الحياة التي قد يعاني منها الإنسان، وقد يقي من الكثير من الأمراض التي قد يتعرض لها. ولا ننسى دور النشاط البدني المنتظم وتأثيره الإيجابي في عملية إنقاص الوزن فهو داعم مهم ورئيسي لعملية حرق الدهون والتخلص من السوائل والسموم المحتبسة في الجسم ويستلزم تطبيق هذا النشاط البدني، ضرورة اتباع نظام غذائي صحي متوازن قليل السعرات الحرارية يسهل ويسرع من عملية خسارة الوزن بصورة طبيعية. ولتوخي الحذر، فإن ممارسة النشاطات البدنية والرياضة بشكل عام في شهر رمضان المبارك تتبع محاذير وضوابط مهمة جدا يجب أن توضح خاصة مع قدوم شهر رمضان الحالي في أجواءٍ صيفية حارة تمتاز بطول فترة ساعات الصيام. * المحاذير والضوابط المرتبطة بممارسة الرياضة في شهر رمضان 1- تمتاز النشاطات البدينة المحبذ ممارستها في شهر رمضان بأنها ذات نوعية خفيفة أو متوسطة الشدة والكثافة ولا تتطلب جهداً كبيراً ولامقاومة عالية قد تصل بالجسد أحيانا إلى مرحلة الإنهاك ومن الأمثلة على ذلك: رياضة المشي ورياضة الآيروبيك والقفز بالحبل والتمارين السويدية البدنية الخفيفة والأجهزة التدريبية المعروفة كالتردميل والدراجة وغيرها. 2- أمام الرياضي وقتان مفضلان لممارسة النشاط البدني، الأول قبل وجبة الإفطار بما يقارب الساعة والربع، حيث يستطيع الرياضي من خلالها أن ينهي تدريبه بالكامل قبل موعد الإفطار بمدة زمنية قصيرة لا تتجاوز ال15 دقيقة وسبب تقصير المدة الزمنية الفاصلة بين لحظة إنهاء التدريب والإفطار هو محاولة تعويض الجسم بالسوائل والأملاح المعدنية المفقودة بأسرع وقت ممكن لتجنيبه العوارض الصحية التي من الممكن أن تلُمّ به نتيجة التدريب في جو رمضاني صيفي حار يمتاز بطول ساعات الصيام، ويضيف بعض المختصيين أن ممارسة الرياضة قبل الإفطار بمدة بسيطة تعمل على زيادة كفاءة الجسم في التخلص من السموم الناتجة عن عمليات التمثيل الغذائي، إلى جانب تنشيط الدورة الدموية وزيادة الشعور بالراحة والإسترخاء. والثاني بعد وجبة الإفطار بما يقارب 2 ونصف إلى 3 ساعات، حيث يتم خلال هذه الفترة هضم الطعام بكفاءة وأريحية ليتم استخلاص الطاقة وإعادة شحنها إلى أعضاء الجسم الحيوية ولايجوز بتاتا ممارسة أي مجهود بدني قبل الوقت المحدد لأن طاقة وجهد وتركيز الجسم بالكامل يكون منصبا على إتمام عملية الهضم، ويضيف بعض المختصيين أن الفائدة المرجوة من ممارسة التمارين بعد الإفطار تتمثل في أنها تحفّز وتسرع من عمليات الأيض وحرق الطاقة المستمدة من الطعام الممول للجسم. 3- المدة الزمنية المخصصة للحصة التدريبية في شهر رمضان المبارك لا تزيد عن 60 دقيقة تمارس بما لا يزيد عن 5 أيام أسبوعيا وتقسم على النحو الآتي: الإحماء الجيد قبل مزاولة النشاط لمدة 5 دقائق، يليه أداء تمارين إطالة لمعظم عضلات الجسم لمدة 5 دقائق، ثم ممارسة النشاط البدني الرئيسي لمدة لا تقلّ عن 30 إلى 45 دقيقة، يليه بعد ذلك تمارين إستشفاء وتبريد لمدة 5 دقائق. 4 - لا ينصح بممارسة الرياضة قبل الإفطار من قبل الأشخاص الذين يعملون لساعات طويلة بدون إنقطاع، وبالأخص الأعمال التي تستلزم التنقل من مكان لآخر في هذا الجو الصيفي الحار، ومن قبل الأشخاص الذين لا يتمتعون بمقدار جيد من اللياقة البدنية وقدرة تحمل التعب والعطش ونقص الأملاح المعدنية، ومن قبل الأشخاص الراغبيين في زيادة كتلتهم العضلية، ولاينصح أيضا بممارسة الرياضة قبل الإفطار في حالة الإرتفاع الشديد لدرجة الحرارة والرطوبة والظهور العمودي للشمس خاصة في الأماكن المكشوفة. فممارسة الرياضة خلال الجو الصيفي الحار تُفقد جسم الإنسان الكثير من السوائل والأملاح المعدنية المختزنة عن طريق عملية التعرٌق، والتي يقوم من خلاليها الجسم بموازنة درجة حرارته بالإضافة إلى طول فترة الصيام والتي تمتد ما بين ال14 الى 16 ساعة والتي لا يتم خلالها تمويل الجسم بأي من العناصر الغذائية اللازمة له وأهمها الماء. وللتوضيح، إزدياد شدة وكثافة وجهد النشاط البدني المبذول يؤدي إلى إستنزاف مقدار اكبر من الطاقة المستهلكة والممولة بالأساس من النظام الغذائي، فإذا نفذت هذه الطاقة إضطر الجسم للبحث عن مصادر أخرى كالغلايكوجين العضلي والكبدي والدهون المختزنة في الجسم، لذا يجب التحذير من أن نفاذ الطاقة واستنزاف الأملاح المعدنية والسوائل من الجسم قد يؤدي الى عواقب صحية كالصداع والتموُج الضوئي والإغماء واخطرها الجفاف الذي قد يؤدي الى الإضرار ببعض الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان كالكلى. 5- يجب أن يختار الرياضي مكانا صحيا لممارسة الرياضة يمتاز بالتهوية الجيدة والنظافة العامة وعدم الإكتظاظ والإزدحام، والإعتدال في درجة حرارة ورطوبة المكان، وعدم وجود مخلفات وعوادم ملوثة منتشرة كما هو الحال عند ممارسة الرياضة بالقرب من خطوط سير المركبات الرئيسية. 6- من يعاني من أمراض وعوارض صحية مزمنة، عليه العودة إلى الطبيب المختص المشرف على حالته.