هل تؤثر المشروبات على الوزن؟ عندما يتبع أحدنا حمية أو أحد الأنظمة الغذائية لإنقاص الوزن، غالباً ما يشغل تفكيره عن الطعام الذي يجب تناوله، ولكن لا يفكر ماذا يشرب، فأثبتت الإحصائيات أن المشروبات تمثل 50 % من السعرات الحرارية التي يحصل عليها الفرد. ولذلك فاختيار المشروب المناسب قد يؤثر على عملية الأيض، الشهية، وكذلك ينقص من إجمالي السعرات التي تتناولها. والآن سوف نعرض بعض المشروبات ومدى تأثيرها على الوزن. 1- المياه الغازية: في كل مرة تتناول فيها المياه الغازية، فإنك تزيد المئات من السعرات الحرارية المتناولة دون جدوى، مما يعمل أو يساعد على زيادة الوزن. 2- الماء: استبدال المياه الغازية بالماء يقلل مئات من إجمالي السعرات الحرارية المتناولة يومياً، ولا يقف أثرها في إنقاص الوزن عند ذلك، بل إن تناول كوبين من الماء قبل الوجبة يساعد على الشعور بامتلاء المعدة سريعاً وبهذا لا يأكل المرء كثيرا. كما أثبتت الدراسات الحديثة أن تناول كميات كافية من الماء يوميا (على الأقل 8 أكواب يوميا ) له تأثير إيجابي على عملية الأيض، كما أنه لو تناول الفرد 17 أونص من الماء يوميا يزداد معدل الأيض أو معدل الحرق 30 % لدى كل من السيدات والرجال. ويبدأ هذا التأثير بعد 10 دقائق من تناول الماء ويصل إلى قمته بعد 30-40 دقيقة. كما أثبتت الدراسات أنه على مدار العام، إذا استمر الفرد في تناول لتر ونصف من الماء يوميا سوف يحرق الجسم 17,400 سعر حراري إضافي، أي ما يقدر بخمس باوندات (2,5 كلغ). 3- العصائر الطبيعية: تحتوي عصائر الفاكهة على سعرات حرارية عالية مثلها مثل المشروبات الغازية، ولكنها في المقابل تحتوي على مكونات طبيعية والعديد من الموارد الغذائية. وهنا تكمن المشكلة، فنحن بحاجة إلى هذه المكونات الغذائية والفيتامينات ومضادات الأكسدة المتواجدة بالعصائر الطبيعية، ولكن دون كم هائل من السكريات. ولهذا يجب تناول العصائر الطبيعية التي تحتوي على كميات قليلة من السكريات سواء عن طريق تناول العصائر الطبيعية المصنعة منزلياً دون إضافة السكر إليها، أو اختيار العصائر المعبأة بعد قراءة المكونات جيداً واختيار العصائر التي تحتوي على أقل قدر من السكريات والسعرات. 4- عصائر الخضروات: عصائر الخضروات تحتوي على نفس القيمة الغذائية لعصائر الفاكهة بنصف كمية السعرات الحرارية. حيث يحتوي كوب عصير الطماطم على 41 سعرا حراريا، بينما يحتوي كوب عصير البرتقال على 122 سعر حراري. كما أن عصائر الخضروات التي تحتوي على الألياف يساعد على الشعور بالشبع وتقليل الشعور بالجوع. 5- عصائر الفواكه المقدمة بالمطاعم: على الرغم من الفائدة الغذائية المتواجدة بالفاكهة، إلا أنه أثناء التقديم قد يتم إضافة بعض المقبلات كالأيس كريم أو العسل أو السكريات التي ترفع معدل السعرات إلى السماء. لذا يفضل عملها منزلياً للتحكم بمستوى السعرات. 6- الألبان قليلة الدسم: تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم ضروري ومفيد جداً للجسم، وتساعد أيضاً على إنقاص الوزن، حيث أثبتت الدراسات الحديثة أن تناول كميات أكثر من الألبان أو تناول منتجات الألبان يساعد فى إنقاص الوزن. ولكن يجب مراعاة أن تكون هذه المنتجات قليلة الدسم (كالزبادي قليلة الدسم والأجبان قليلة الدسم). 7- مشروبات الطاقة: معظم مشروبات الطاقة تعتبر بمثابة (قنبلة سعرات حرارية) كالمشروبات الغازية تماماً، إلا أنها قد تحتوي على مزيد من المواد الغذائية. ولكن من الممكن أن تحصل على هذه الفائدة الغذائية والفيتامينات من أطعمة أقل في مستوى السعرات. لذا، إن كنت مهتما بإنقاص الوزن يمكنك الحصول على الترطيب المطلوب أثناء الرياضات بتناول الماء وتناول بعض الأطعمة التي تحتوي على فيتامينات وعناصر غذائية بعد الرياضات الشاقة والعرق الكثيف. 8- القهوة السوداء: عندما تكون بحاجة إلى تناول الكافيين؛ فالقهوة هي أفضل اختيار (مقارنة بالمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة)، حيث أن القهوة السوداء لا تحتوي على سعرات عالية وغنية بمضادات الأكسدة مما يجعلها الأختيار الأمثل. أثبتت الدراسات أن تناول كميات معتدلة من القهوة (حوالي 3-4 أكواب يومياً) من الممكن أن يساعد على ضبط المزاج العام ويحسن مستوى التركيز، كما يقلل نسبة الإصابة بالنوع الثاني من الداء السكري وأنواع مختلفة من السرطان. ولكن يجب توخي الحذر واستشارة الطبيب إذا كان المرء يعاني من مشكلات الإرتجاع أو مشكلات بالمعدة وكذلك اضطرابات النوم والأرق، مرضى الداء السكرى، مشكلات النزيف، وكذلك عند نوبات الإسهال. 9- القهوة المعدلة: مجرد إضافة الكريمة أو المذاقات الخاصة للقهوة، يجعل من القهوة بوابة إلى كميات هائلة من الدهون والسكريات، فالقهوة الخاصة (كالكابتشينو) قد يحتوي الكوب الواحد إلى ما يصل 570 سعر حراري لكل كوب، مما قد يتعدى محتوى السعرات الحرارية لوجبة كاملة! إذا كنت لا تفضل القهوة السوداء يمكنك إضافة المحليات المصنعة قليلة السعرات، حتى تحافظ على مستوى السعرات منخفضاً. 10- الشاي الأخضر: الشاي الأخضر هو الإختيار الأمثل إذا كنت تسعى لإنقاص الوزن، حيث أنه لا يحتوي على سعرات حرارية كما أنه يحفز إنقاص الوزن. على الرغم من أنه ليس واضح تماماً حتى الآن كيف يساعد الشاي الأخضر على إنقاص الوزن إلا أن الدراسات أكدت فعاليته. حيث أن فائدته لا تستمر إلا لساعات قليلة، لذا يجب تناوله على الأقل مرتين يومياً لضمان أقصى إستفادة منه، كما يجب ألا يزيد مجموع ما يتناوله الفرد يومياً عن 5 أكواب. كما يفضل توخي الحذر لدى مرضى الأنيميا حيث أنه قد يزيد مستوى الأنيميا، مشكلات النزيف، حالات القلق المرضى، اضطرابات النوم، مرضى القلب أو السكر أو الكبد، ارتفاع ضغط الدم. 11- الليمون بالزنجبيل والشاي الأخضر: قد يفضل البعض هذا الخليط لما له من فائدة غذائية ومذاق رائع، كما أنه لا يحتوي على سعرات حرارية، مما يجعله خيار مناسب جداً لمن يرغبون بإنقاص الوزن. ولكن قد يكون للّيمون أثر سلبي لدى مرضى ارتجاع المرئ وأمراض المعدة لذا يجب استشارة الطبيب أولاً. كما يجب توخي الحذر عند إضافة الزنجبيل لدى مرضى القلب، الداء السكري، مشكلات النزيف. 12- المشروبات السكرية: المشروبات السكرية مرتبطة ارتباط وثيق بزيادة الوزن، خصوصاً عند وجود استعداد جيني للسمنة، حيث يزداد احتمالية الإصابة بالسمنة إلى 235 % عند من يتناولون المشروبات السركية مرة أو أكثر يومياً مقارنة بغيرهم. هل تناول المشروبات الباردة يزيد تراكم الدهون؟ بالعكس، فإن تناول المشروبات وهي باردة يساعد على فقدان المزيد من السعرات الحرارية، وذلك عن طريق استهلاك المعدة المزيد من السعرات لموازنة درجة حرارة المشروبات إلى درجة حرارة الجسم، مما يساعد ولو بالقدر القليل على فقدان الوزن. كما أن تناول المياه باردة قد يكون بديلا رائعا للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة مما يجعل لها ميزة إضافية بقدرتها على إنقاص الوزن. هل يؤثر شكل الكوب وعادات الشرب على إنقاص الوزن؟ قد يكون الأمر بسيطا، ولكن بالفعل اختيار كوب طويل ورفيع أفضل من اختيار كوب قصير وواسع. فالخداع البصري يجعلك تشرب 25-30 % أقل من المشروب الذي تتناوله. حيث أثبتت الدراسات أن الأشخاص بطريقة غير واعية يشربون كميات أكبر في الكوب القصير الواسع مقارنة بالكوب الطويل. ولذا، يجب على كل فرد أن يراعي جيداً ما يشربه والمحتوى الغذائي له لضمان أفضل مستوى من الصحة ودوام العافية.