بلغ إنتاج الجزائر من البطاطا خلال الموسم الفلاحي 2014/2013 حوالي 44 مليون قنطار ما سيسمح بتغطية الطلب الوطني وبأسعار مستقرة، حسبما أكده أمس، ممثلون عن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية الذين أرجعوا سبب ارتفاع الأسعار خلال الأيام القليلة الماضية إلى خلل في تموين الأسواق مع غياب تجار التجزئة. ورغم تراجع إنتاج البطاطا خلال موسم هذه السنة ب بحوالي 20ر10 % مقارنة بموسم 2013/2012 (49 مليون قنطار) إلا أن هذه الكمية ستكون كافية لإشباع الطلب الوطني دون الاستعانة بالاستيراد وبأسعار مستقرة، حسبما أكده مدير الدراسات على مستوى وزارة الفلاحة طه حموش خلال ندوة صحفية نظمها الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين. وتقدر حاجيات السوق الوطنية من هذه المادة الواسعة الاستهلاك بنحو 40 مليون قنطار سنويا بحسب معطيات حموش، كذلك رئيس مجلس إدارة الديوان الوطني المهني المشترك للخضر واللحوم. وبهذا فإن انخفاض انتاج البطاطا خلال الموسم الأخير جاء لضبط السوق -من حيث الإنتاج- بعد أن أدى الفائض المسجل خلال موسم السنة الماضية إلى انهيار الأسعار ما أدى بدوره إلى خسائر مادية معتبرة للفلاحين. ومن جانبه أكد مدير عام الديوان الوطني المهني المشترك للخضر واللحوم بن علال صحراوي أنه تم ضخ منذ بداية سبتمبر وحتى الأسبوع الفارط أكثر من 50 ألف طن من البطاطا المخزنة وأكثر من 100 ألف طن خلال أيام العيد ما انجر عنه استقرار تموين السوق بهذه المادة وبأسعار مستقرة نوعا ما على مستوى أسواق الجملة . وبلغ سعر البطاطا المبردة على مستوى أسواق الجملة للخضر والفواكه أيام قبل عيد الأضحى بين 45 و55 دج بينما تتراوح حاليا ما بين 38 و47 دج فيما يبلغ سعر البطاطا الطازجة بين 50 و64 دج حسب معطيات صحراوي. إلا أن أسعار منتوج البطاطا على مستوى أسواق التجزئة تجاوز في أحيان كثيرة عتبة 100 دج رغم هذه الوفرة. وأرجع المسؤولان سبب هذا الارتفاع إلى وقوع خلل في التموين نتيجة غياب الحلقة الأخيرة في سلسلة تموين المستهلك ألا وهي تجار التجزئة . الأمر لا يستدعي القلق فالمخزون موجود بوفرة ما سيسد حاجيات السوق إلى غاية شهر نوفمبر القادم لكن غياب تجار التجزئة أيام قبل العيد وبعده، أثّر على توفير المنتوج بأسعار منخفضة، حسبما أفاده صحراوي الذي أكد أن الفلاحين اضطروا خلال الفترة المذكورة- إلى إعادة منتوجهم إلى المخازن. ومن جانبه اعتبر حموش أن غياب تجار التجزئة أثر سلبا على أسعار جميع المنتجات الفلاحية وحتى على أسعار بعض المنتوجات الأخرى المقننة. وأفاد أنه تم الشروع منذ بداية أكتوبر الجاري في ضخ كميات اضافية من البطاطا المخزنة بكمية تقدر بنحو 2 مليون قنطار لعرضها في السوق بصفة منتظمة ما سيؤثر على تراجع أسعار المنتوج. ومن جانبه اعتبر رئيس الفيدارلية الوطنية لأسواق الجملة للخضر والفواكه عاشور مصطفى أن أكثر من 60 % من أسعار الخضر والفواكه و80 % من أسعار البطاطا يحددها مضاربون خارج هذه الأسواق ما يؤثر على أسعارها. فيما دعا الأمين العام للتجار والحرفيين الجزائريين صالح صويلح وزارة التجارة إلى تنظيم أسواق الجملة للخضر والفواكه وتسقيف أسعار المواد الفلاحية الواسعة الاستهلاك على غرار منتوج البطاطا.