هناك نوعين من مغص الرضع 1- نوع خفيف: حيث يكون الطفل سريع الإنفعال والبكاء في الساعات الأولى من الليل. 2- نوع شديد: هنا يبدأ الرضيع وبدون سابق إنذار نوبة من البكاء الشديد مع احمرار في الوجه، يرفع رجليه إلى بطنه يتبعه بصراخ عالي الحدة، ثم ينتهي فجاءة ليتبع بعد عدة دقائق بنوبة أخرى، ويستمر ذلك ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميا. غالبا ما يحصل ذلك في الليل وأحيانا في ساعة معينه من الليل، وفي بعض الرضع قد يحصل ذلك ليلا أو نهارا، وقد يصاحبه انتفاخا في البطن، وقد يخف الألم بعد خروج الهواء أو البراز من الشرج. إن مغص الرضع يبداء في الأسبوع الأول أو الثاني من عمر الرضيع، ويكون أشد حدة في الأسبوع السادس، يبدأ بعدها يخف تدريجيا إلى نهاية الشهر الثالث وقليلا ما يمتد إلى الشهر الرابع. إن الأبحاث الطبية إلي الآن لم تتوصل إلى السبب الرئيسي الذي ينتج عنه مغص الرضع، ولكن هناك عدة أسباب تحاول توضيح ذلك... 1- الحساسية لبعض أنواع الأطعمة التي تتناولها الأم: لقد وجد أن تناول الأم للمواد التي تحتوي على حليب البقر تسبب المغص عند الرضع الذين توجد لديهم حساسية ضد بعض أنواع البروتينيات التي يحتوي عليها حليب البقر، وقد لوحظ أن ثلث الرضع الذين يعانون من هذه الحالة قد اختفى عندهم المغص عند توقف الأم عن تناول هذه الأطعمة، وقد وجد أن هناك علاقة بين مغص الرضع وتناول بعض الأطعمة مثل القرنبيط، الملفوف، البصل، القهوة. 2- زيادة الغازات التي تدخل إلى أمعاء الرضيع خلال فترات الرضاعة، وخصوصا إذا كانت طريقة إرضاع الطفل خاطئة أو عدم تجشاء الطفل بعد إرضاعه. 3- عدم تطور الجهاز العصبي لبعض الأطفال الرضع، حيث تتجاوب المراكز العصبية مبكرة للألم عند أي انتفاخ في الأمعاء. 4- الضغوطات النفسية والتوتر: لقد وجد أن هناك علاقة قوية بين مغص الرضع والضغوطات النفسية التي تتعرض لها الأم خلال فترة حملها، خصوصا إذا كان الزوج يظهر شعورا سلبيا خلال فترة الحمل والولادة. إن ما يجب عليك القيام به إذا كان طفلك الرضيع يشكو من هذه الأعراض، هو عرضه على الطبيب ليؤكد لك أن الذي يشكو منه طفلك هو مغص الرضع وليستثني أي حالات مرضيه أخرى تؤدي إلى البكاء الشديد للطفل مثل الْتهابات الأذنين، الْتهابات المجاري البولية، والتسكير الجزئي للأمعاء. إن الطفل الذي يعاني من مغص الرضع ذو صحة جيدة ولا يعاني من أية أعراض أخرى، فإذا كان هناك أعراض مثل المراجعة، الإسهال، الحرارة أو أية أعراض أخرى، يجب ذكرها إلى الطبيب ليتسنى تشخيص طفلك بدقة. إن ما يقوم به الطبيب هو التأكد من أن نمو وتطور الطفل طبيعي، إن أجراء الفحوصات المخبرية غالبا ما يكون غير ضروري باستثناء فحص البول وزراعته. العلاج لا يوجد علاج شاف تماما إلى الآن لمغص الرضع، ولكن هناك عدة أمور يقدمها الطبيب لمساعدتك في التعامل مع هذا الأمر. 1. تأكدي تماما أن طفلك الذي يعاني من مغص الرضع هو طفل تطوره ونموه طبيعي. 2. لا يفضل إعطاء أي نوع من مضادات المغص، فليس لها فائدة تذكر. 3. إن أفضل علاج لمغص الرضع هو أن تجدي طريقة مريحة يتجاوب معها طفلك ويتوقف عن البكاء، مثال ذلك المشي مع هز الطفل، إصدار أصوات موسيقية تشد انتباه الطفل. 4. الأدوية الخاصة لمغص الرضع والتي تم اكتشافها مؤخرا (simithicone): أحيانا تكون ذات فائدة وأحيانا لا تكون، ولكن بسبب الأعراض الجانبية لا يفضل إعطائها آلا في حالات معينة. 5. خذي قسطا من الراحة بإعطاء طفلك لشخص آخر ليقوم برعايته وخصوصا إذا كنت متعبة وتريدين النوم وحتى تتكيفي مع هذه الفترة من حياة طفلك. 6. بعض الأعشاب الطبية كالبابونج والنعناع قد تكون أكثر فائدة من الدواء، ولكن إعطائها في هذا العمر المبكر لم يثبت سلامته إلى الآن. 7. الإمتناع عن تناول بعض المأكولات مثل القرنبيط الملفوف أو تناول القهوة أو التدخين. إن أهم شيء يجب أن تعريفية كأم، أن طفلك سليم وأن هذه الحالة لن تستمر مدى الحياة، بل سوف تنتهي مع انتهاء الشهر الثالث من عمر طفلك، وأن لا يساورك الخوف أو القلق وأن يتم التعاون بين جميع أفراد الأسرة حتى ينتهي هذا الوقت العصيب من حياة الطفل والأسرة.