تعاني الأم حديثة العهد بالأمومة من بعض المشكلات التي تصيب الأطفال الرضع دون أن تدري كيف تتعامل معها ومنها البكاء حيث يقضي الرضيع من 6 الى 7٪ من يومه باكيا. ويعد البكاء استجابة لا إرادية لأحاسيس عدم الارتياح من بلل وتبرز وجوع وأحاسيس بالحرارة وغيرها وهناك اختلاف كبير بين الأطفال في بكائهم اليومي واختلاف في استعدادهم للبكاء في مواقف حياتهم المتعددة فالطفل يظهر مشاعره بالبكاء ويتعاطف مع الآخرين بالبكاء. وقد أثبتت الأبحاث الحديثة أن الطفل الذي عمره يوم واحد إذا سمع صوت تسجيل لبكاء طفل متألم فإنه يبكي مع هذا الصوت في حين أنه لا يبكي إذا سمع صوت تسجيل صوته وهذا يدل على أن التفاعل مع آلام الآخرين هي قدرة تولد مع الإنسان. ويحدث البكاء غير الطبيعي عند 15٪ إلى 20٪ من الأطفال ويبدأ مع أول يوم من ولادة الطفل وينتهي في الشهر الرابع. وهو نوع خاص من البكاء المتقطع الذي لا توجد له أسباب وقد يصل إلى درجة البكاء بحرقة لثلاث أو أربع ساعات في اليوم ولمدة أربعة أيام على الأقل في الشهور الثلاثة الأولى من العمر، وهو بكاء يتزايد في حدته حتى الأسبوع السادس من عمر الطفل بمتوسط ساعتين إلى ثلاث في اليوم ينخفض تدريجيا حتى الشهر الرابع. وقد يعتبره البعض دلالة على تأخر نضوج الجهاز العصبي. ويجد الكثير من الآباء والأمهات صعوبة في التعامل مع بكاء الرضيع أثناء الليل والبحث في الأسباب التي قد تكون مسؤولة عن بكاء الطفل من أجل معالجتها. أسباب كثيرة لبكاء الطفل : 1 - بكاء الجوع : وهو بكاء منتظم يبدأ بهمهمة ويزداد قوة وارتفاعا كلما زاد الجوع وطال الوقت بين الوجبات. فبعض الأطفال لا يحصلون على القدر الكافي من الغذاء، فقد ينام الطفل أثناء الرضاعة، ما يجعله ينام دون أن يكون قد شبع. 2 - بكاء الغضب الشديد : وهو بكاء منتظم حاد ويزداد حدة كلما امتنعت الأسرة عن الاستجابة لطلب الطفل 3 - بكاء الآلام : وهو بكاء حاد يعقبه صمت يتنفس خلاله الطفل الصعداء ثم يعود بعدها الطفل للبكاء العنيف، فإذا كان البكاء عاليا ومستمرا فهذا يعني أن الطفل يعاني من الألم والمغص ويفضل في هذه الأحوال زيارة طبيب الأطفال للتشخيص. ولقد أثبتت الدراسات أن الاستجابة السريعة لبكاء الطفل من الألم يقلل من ساعات بكائه. وتجدر الإشارة إلى أن لكل طفل نوبة بكاء خاصة به، ففي بعض الأحيان يمكن للضجيج أن يثير نوبة بكاء لدى الطفل ويمكن للأم العصبية أن تزيد من نوبة البكاء التي تزداد حدّتها بسبب انفعال الأم. وفي مثل هذه الحالات تنصح الأم بضرورة المحافظة على هدوئها والسيطرة على أعصابها. الطبطبة بحنان على ظهر الطفل : إن احتباس الغازات في أمعاء الطفل يؤلمه بشدة ويحتاج عندها إلى لمسات حانية من الأم على ظهره لإخراج الغازات حتى يعود إلى النوم في هدوء. تغيير ملابسه : إن تغيير ملابس الطفل خاصة إذا كان مبتلا لسبب أو لآخر يجعله يعود إلى هدوئه ونومه بارتياح. الهدوء : إن الرضيع مثله مثل كل إنسان يبحث عن الهدوء والراحة في نومه وتفزعه الأصوات العالية أو زيادة الضوء أثناء النوم، إن ذلك يقلق منامه ويتحول معه إلى بكاء خاصة أثناء النوم وليس كل طفل تزعجه الضوضاء .. فعليك اكتشاف طباع طفلك أثناء النوم تغيير وضع الطفل : على الأم أن تتعرف على الجانب الذي يريح الطفل، فقد يكون النوم على الظهر أو البطن أو اليمين أو اليسار .. وقد يرتاح بعض الأطفال عند وضع وسادة أسفل رأسهم وقد يتألم البعض الآخر منها، لذلك يجب أن تجرّب الأم جميع الأوضاع حتى تكتشف ما يريح طفلها وقد يكون تغيير مكان النوم في حد ذاته مريحا للطفل. أصوات مهدئة للبكاء : تتوارث الأجيال أغاني بسيطة نامي ننا هو نامي .. كلمات مثل هووووو وهناك بعض الأغاني والموسيقى الهادئة والتي من الممكن استخدامها لتهدئة بكاء الطفل.