أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى أن مشروع المجمع الفقهي سيرى النور قريبا لجعل الفتاوى نابعة من مؤسسة مسؤولة وهي المجمع، وسيضم فقهاء ونخبة من الأطباء وعلماء الاجتماع وحقوقيين والمكتتبين وهم الباحثين الخبراء والكفاءات الوطنية من مختلف التخصصات. وأوضح الوزير أول أمس أن المجمع الفقهي سيكون إما رئيسا أو مديرا أو مفتيا للجمهورية محبذا أن يكون مفتي الجمهورية قبل أن يبرز أن المجمع الفقهي سيكون جامعا لكل مذاهب الدين الإسلامي ليكون له معنى، وأشار محمد عيسى إلى أن الذين يرفضون هذا الإطار في الفتوى يريدون التمييز ولا يريدون خدمة المجتمع الجزائري . وكشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف عن سعي دائرته الوزارية إلى تقنين إجراءات تفيد المؤسسات الاقتصادية والتجارية مع مصالح الضرائب في حال تقدمت بزكواتها لصندوق الزكاة، مرجئا في السياق تقويم عملية الحج للموسم الجاري إلى عودة آخر حاج جزائري من البقاع المقدسة. وقال وزير الشؤون الدينية لدى نزوله ضيفا على برنامج صدى الأحداث لإذاعة القرآن الكريم، إن قوانين الجمهورية تتكفل بالمؤسسات الاقتصادية والتجارية الكبيرة التي تقدم مساهمة خيرية في الإشهار والتكفل بالمحيط من خلال حساب تلك المساهمة من الوعاء الضريبي، ونحن في وزارة الشؤون الدينية قد قدمنا طلبا بإضافة من يقدم الزكاة في هذا المجال ليتم إنقاصه من وعائها الضريبي . وأوضح: بحيث إذا قدمت أي مؤسسة اقتصادية زكاتها بقيمة 10 ملايير سنتيم سيتم إنقاص المبلغ من وعائها الضريبي، كما نسعى إلى تخفيف الرسوم على تحويل الأموال إلى حسابات المستفيدين، التي تثقل كذلك صندوق الزكاة وتضيف عليه نفقات إضافية . وأكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف أن ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين بالجزائر حقيقية في القانون الجزائري لكن لا يجب أن يقرأ القانون في مادة واحدة ، مذكرا أن الدستور الجزائري ينص على أن الإسلام دين الدولة ويضمن حرية المعتقد كذلك . غير أنه ذكر أيضا أن القانون يمنع التبشير لغير الدين الإسلامي بالجزائر، ويعتبر أن الأشخاص الذين يدعون لديانة أخرى جُناة، ويُطردون خارج الوطن إن كانوا أجانب أما الوطنيين فيعاقبون بالسجن والغرامة لأنها جريمة في القانون ، مضيفا أن عدد المتنصرين بالجزائر قليل جدا والدولة الجزائرية لا ترى فيهم خطرا عليها . وأكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف استعداد الجزائر لرفع عدد الأئمة المنتدبين إلى البلدان الأوروبية تلبية لحاجيات الجالية الاسلامية هناك. وقال نتوقع أن تكون طلبات لرفع عدد الأئمة المنتدبين بمساجد أوروبا ونحن مستعدون لذلك تلبية لحاجيات الجالية المسلمة بفرنسا وإسبانيا وبلجيكا وبريطانيا وإيطاليا وأمريكا الشمالية وهي المَوَاطن التي تستقطب الإمام الجزائري ، كما قال. وذكر الوزير أن الجزائر تنتدب كل 4 سنوات حوالي 120 إمام مقيم لخدمة المساجد في أوروبا وهو عدد غير كافٍ، والذي أشار أن الجزائر ليست هي من تحدد هذا العدد. وأشاد الوزير في هذا السياق بالدور الذي يقوم به الأئمة الجزائريون المنتدبون بمساجد فرنسا، مشيرا إلى أن هؤلاء الأئمة متشبعين بالمرجعية الدينية الوطنية التي تفرض على الفرد خدمة المجتمع الذي يعيش وينشط فيه . من جهة أخرى دعا الوزير محمد عيسى النخبة المثقفة إلى الدفاع عن الإسلام ونفي صفة التطرف عنه في فضاء وجيه .