القرآن الكريم مليء بالقصص الذي ذكره الله سبحانه وتعالى لنعتبر منه، وليكون لنا فيه آيه، ومن بين هذا القصص، قصص الآباء والأبناء، فقد ورد في القرآن قصص عدة منها قصة نبي الله نوح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام وحكايته مع ابنه الذي رفض أن يركب معه السفينة لينجو من الطوفان. ويروي لنا القرآن الكريم تلك القصة، ففي بداية الطوفان حمل نبي الله نوح عليه السلام مَن أمر الله بحمله وكانوا ثمانين رجلاً، وقيل غير ذلك. وكان فيها نوح وثلاثة من بنيه هم: (سام) و(حام) و(يافث) وأزواجهم وتخلف عنه ابنه قيل اسمه: (يام) وقيل (كنعان) وكان كافرًا. وقال تعالى: (وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم) (هود: 41). ونادى سيدنا نوح ابنه الذي تخلف عن ركوب السفينة قائلاً: (وَنادى، نوحٌ ابنَهُ وَكانَ في مَعزِلٍي، بُنَيّ اركَب مَعَنا وَلا تَكُن مَعَ الكافِرينَ)، فرد الإبن عليه: (قالَ سَاوى إِلى جَبَلٍ يَعصِمُنى مِنَ الماءِ)، فخاطبه بني الله نوح قائلا: (قالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ)، فانتهى الحوار بينه وبين أبيه نبي الله نوح بغرقه. وهنا تحركت الأبوة عند نبي الله فنادى ربه كما ورد بكتاب الله العزيز: (وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقّ و أنت أحكم الحاكمينُ) (هود: 45)، فأراد نوح أن يقول لله أن ابنه من أهله المؤمنين وقد وعده الله بنجاة أهله المؤمنين فأجابه الله عز وجل: (قال يا نوح إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) (هود: 46). فنوح عليه السلام لم يعلم بحقيقة ابنه وأنه من الكافرين، وبعدما سمع نوح قول ربه ندم عما صدر منه و(قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (هود: 47)