لا يزال المئات من مواطني ولاية بجاية على غرار القاطنين بمناطق شميني وسوق أوفلة وتيبان وأكفادو يطالبون من السلطات المعنية التحرك لربط سكناتهم بشبكة غاز المدينة الذي يعدّ الغائب الأكبر منذ سنوات طلت، في ظل البرودة الشديدة التي تعرفها المنطقة والمعاناة التي يتكبدونها كل فصل شتاء، وهو ما أخرجهم عن صمتهم، حيث قاموا بداية الأسبوع بغلق الطريق الوطني رقم 26 الرابط بين بجاية والبويرة بالضبط بمدينة تقريث (50 كلم غرب بجاية)، أين وجد أصحاب السيارات أنفسهم محاصرين بسبب غلق السكان للطريق الوحيد المؤدي نحو الغرب لدخول بجاية أو جيجل أو الخروج منها لبلوغ البويرة عبر ثلاث مقاطع، وهي مدخل تقريث وبالمكان المسمى المعقل وبوتاغوت حيث عرف الطريق الذي يعبره يوميا ما لا يقل عن 30.000 مركبة شللا تاما. وقد دفعت هذه الوضعية بمرتادي الطريق سيما العارفين منهم للمنطقة إلى اتخاذ عدة طرق ثانوية والإنحدار ب30 كلم مرورا بمدينة صدوق والقرى المجاورة لزونينة، وهو الأمر الذي نجم عنه اكتظاظ وازدحام كبيرين وتعطل لمصالح المواطنين سيما منهم الموظفين الذين تعذّر عليهم الوصول إلى مناصب عملهم. ويأتي هذا التصعيد في المطالبة بالغاز الطبيعي عقب سلسلة من الإحتجاجات نظمها سكان مناطق شميني وسوق اوفلة وتيبان وأكفادو عقب التشاور فيما بينهم، آخرها كان الاحتجاج المنظم أمام مقر الولاية حيث طالبوا بربطهم بشبكة الغاز الطبيعي -خاصة كما ذكره أحد المحتجين- أن القناة الرئيسية للتوزيع تمر عبر إقليم الدائرة، مضيفا بأن وعود ربطهم بهذه الشبكة تعود إلى سنة 2011 غير أنه و إلى غاية اليوم لم تجسد. ومن جهته طمأن الوالي السكان بأن المشروع مسجل رسميا وأن الأشغال مبرمجة لإطلاقها اعتبارا من جانفي 2015، داعيا إياهم إلى الصبر والتحلي بروح المواطنة قائلا: (أنه لا تحل المشاكل بخلق مشكل آخر)، فيما أكد مدير الطاقة والمناجم عمر سبع أمر تسجيل المشروع لفائدة هذه المناطق، مؤكدا أن هذا الإجراء لم يأت كنتيجة ضغط من طرف السكان، بل هو برنامج ولائي يقضي بربط إلى غاية 2019 ما يناهز 57.000 منزل. وبخصوص هذه المناطق الأربع يرتقب وضع 21 كلم من شبكة النقل وربط 7618 منزل -يضيف المتحدث- الذي أكد أن أشغال الربط سيتم بعثها بمجرد توفر الإعتمادات المالية والإنتهاء من الإجراءات المتعلقة بإعلان المناقصات.