استيقظت العاصمة صبيحة أمس على حادثة انحراف قطار عن خط سيره قبل أن يصل بقليل إلى محطة حسين داي بالجزائر العاصمة ما تسبب في وفاة امرأة (55 سنة) وجرح 90 شخصا آخرين، ويتعلق الأمر بسيدة في العقد الخامس من العمر. تميز مكان وقوع حادثة انحراف قطار عن خط سيره بحالة من الرعب والفزع ظهرت على وجوه الركاب الذين كان العشرات منهم بين الجرحى، وكانت الخلعة هي التي تبدو بقوة خاصة على مُحيّا عائلات الركاب الذين سارع الكثير منهم إلى عين المكان، وقد نقل معظم الجرحى إلى مستشفى مصطفى باشا والقبة ونفيسة حمود بارني سابقا ، وفيما تحدثت شاهدات الركاب على أن كل الأمور كانت عادية في انطلاق القطار الذي كان في رحلة من محطة آغا بالعاصمة إلى ثنية ببومرداس، غير أن البعض منهم أشاروا إلى سرعة مفرطة قبل وقوع الحادث بقليل في حدود الساعة 8 سا و10 د قبل أن يبلغ محطة حسين داي بحوالي 150 مترا، الكثير منهم لم يعي أن القطار انحرف واعتبر أن هناك اصطدام بسبب الصوت الذي سمع أثناء وقوع الحادث، في وقت تعالى فيه الصراخ، وتحدث بعض الركاب عن عدم وعيهم بتفاصيل الكثير مما حدث بسبب الفزع. وعقب هذا الحادث مباشرة تنقل الوزير الأول عبد المالك سلال إلى عين المكان للوقوف على مسببات الحادث والاطمئنان على الحالة الصحية للمصابين، فيما أعلنت المديرية المركزية للمنشآت الحديدية بالجزائر العاصمة عن توقف كلي لحركة القطارات من العاصمة باتجاه عدد من الولايات، وشدد الوزير الأول عبد المالك سلال على ضرورة الإسراع في تعيين لجنة تحقيق لمعرفة أسباب الحادث. وألح سلال بعد اطلاعه عن كثب عن حالة المصابين، على الأهمية القصوى التي تكتسيها معرفة مسببات هذا الحادث وذلك عن طريق الإسراع لتعيين هذه اللجنة التي سوف تطّلع على العلبة السوداء لمعرفة مسببات هذه الفاجعة. وأضاف في سياق متصل على ضرورة الإسراع في تحرير السكة الحديدية من بقايا القطار المحطم وذلك لضمان السيرورة العادية للقطارات بهدف عدم تعطيل المسافرين عن مصالحهم. وفي هذا الصدد طمأن المدير العام لمؤسسة السكك الحديدية ياسين جاب الله، المسافرين مؤكدا أن القطارات ستعاود نشاطها العادي. من جهة أخرى، أكد الملازم الأول المكلف بالإعلام لدى مصالح الحماية المدنية لولاية الجزائر سفيان بختي أن المصابين قد تم إسعافهم ونقلهم إلى عدة مستشفيات (مصطفى باشا وبارني والقبة) وهم يشكون من مختلف الإصابات منها الخطيرة والأقل خطورة. كما تم التكفل بالمصابين من حيث الحالة النفسية والذين كانوا مصابين بحالة من الذعر والهلع. وتحدث بيان المديرية العامة للحماية المدنية عن انقلاب 6 عربات لقطار لنقل المسافرين، مؤكدا أنه تم تجنيد إمكانيات مادية وبشرية كبيرة لأجل التكفل الجيد للمصابين، منها 20 سيارة إسعاف تم إرسالهم إلى عين المكان من طرف مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر وكذا الدعم المرسل من وحدة التدريب والتدخل بالحميز، وأن العملية تحت إشراف المباشر للمدير العام للحماية المدنية العقيد مصطفى لهبيري الذي كان حاضرا في عمليات الإسعاف وإنقاذ الضحايا. وأكد المدير العام للمستشفى الجامعي مصطفى باشا، رابح بارة أن سائق القطار يوجد من بين الجرحى الذين تم إسعافهم بالمستشفى.