إرتفاع السكر في الدم او ما يعرف بمرض السكري، يعتبر من الامراض المزمنة المنتشرة بين الكثير من الناس حول العالم، وهناك الكثير من الدراسات والأبحاث التي تجري دائما لفهم هذا المرض أو لإكتشاف علاج يساعد في السيطرة أو حتى شفاء السكري، حيث أن المرض نفسه له أعراض وعلامات معينة وأيضا له مضاعفات كثيرة. أظهرت الدراسات أن الكثير من مرضى السكري يجهلون أو لا يعلمون عن بعض الفحوصات المطلوبة والمهمة للتحكم بهذا المرض والتي تساعد في السيطرة على مستوى السكر في الدم وبذلك تقلل من خطر مضاعفاته، من أهم هذه الفحوصات: 1- فحص الهيموغلوبين أ.1 سي ما يعرف بفحص السكري التراكمي يساعد هذا الفحص المريض والطبيب على معرفة مدى مستوى ارتفاع السكر خلال فترة معينة 3 أشهر. خلايا الدم الحمراء تحتوي على الهيموغلوبين الذي يحمل الأكسجين لجميع خلايا الجسم، جزيئات السكر الغلوكوز الموجودة في الدم تلتصق بجزيئات الهيموغلوبين ويسمى ب الهيموغلوبين السكري GLYCATED HEMOGLOBIN، وكلما زاد مستوى السكر في الدم زادت نسبة التصاق السكر في الهيموغلوبين ومن هنا أتت فكرة هذا الفحص. المعدل الطبيعي للهيموغلوبين أ.1 سي في الناس الطبيعيين (5%)، وأكثر من 7 % تدل على أن المريض لا يعتني ولا يتحكم بمستوى السكر في الدم. والمطلوب من مريض السكري أن تكون نتيجة الفحص أقل من 7 %). وهذا يدل على أن المريض يتحكم أكثر بمستوى السكر، إما عن طريق اتّباع حمية غذائية مناسبة وملائمة له أو عن طريق ممارسة التمارين الرياضة (عمل جهد كاف لحرق السكر في الدم) أو يدل على أنه ملتزم في العلاج الموصوف له من قبل الطبيب وأن العلاج مناسب له. وكلما قلت نتيجة الفحص (أقل من 7 %)، كلما كانت المضاعفات أقل، وينصح بعمل هذا الفحص كل 3 أشهر ولا يحتاج للصيام للقيام بذلك. 2- فحص العين هو عبارة عن فحص لحدة النظر وفحص دقيق لشبكية العين، حيث يقوم طبيب العيون بقطر مادة في العين وذلك لتوسيع البؤبؤ لفحص شبكية العين، استمرار ارتفاع السكر في العين يتلف الشعيرات والأوعية الدموية والخلايا العصبية في العين، وبزيادة نسبة الارتفاع ومدة ارتفاعه يزيد من إتلاف هذه الخلايا، يقوم الجسم بالرد ببناء شعيرات دموية جديدة على الشبكية هذه الشعيرات الجديدة تقلل من حدة البصر وتضغط على الشبكية وبالتالي يمكن أن تتلف الشبكية وتؤدي إلى فقدان البصر. هذا الفحص يساعد طبيب العيون في التنبه لهذه الحالة مبكرا وعلاجها عن طريق عملية جراحية بسيطة، ويساعد الطبيب المتخصص في مرض السكري إما بتنبيه المريض باتّباع حمية، أو زيادة جرعة الدواء أو حتى تغيير الدواء كليا. الوقاية هي أهم طريقة لتجنب تلف العين، وذلك باتّباع تعليمات الطبيب المسؤول وإجراء الفحص على الأقل كل مرة إلى مرتين في السنة (كل 6 أشهر). عند سؤال الطبيب لكثير من المرضى عن مدى رؤيتهم وكيفيتها يكون جوابهم بأنهم يبصرون جيدا، وهنا ينصح الأطباء المتخصصون بأنه حتى لو كان المريض يبصر جيدا يجب عليه إجراء هذا الفحص، وذلك يساعد بالفحص المبكر، الوقاية، والمحافظة على حدة البصر جيدا. 3- فحص القدم من مضاعفات السكري إتلاف الشعيرات والأوعية الدموية والخلايا العصبية للجسم بشكل عام وللجلد أيضا بشكل خاص، حيث هذا التلف يؤثر على التروية الجيدة للجسم وخصوصا القدمين، استمرار ارتفاع السكر وتلف الأعصاب يؤدي لعدم شعورالمريض بالأ لم في قدميه خصوصا إذا وجدت بعض التقرحات أو الجروح. فقد الإحساس وعدم اهتمام المريض برعاية قدميه يؤدي إلى مضاعفات اكبر مثل إلتهاب هذه الجروح والتقرحات، نمو البكتيريا والجراثيم، موت الأنسجة المحيطة بها، وبالتالي تؤدي إلى الغنغرينا (gangrene) ويؤدي لبتر أصبع القدم أو أكثر أو حتى بتر القدم كاملة مع تفاقم الأزمة. ينصح المريض بفحص قدميه كل يوم (ملاحظة أي تغييرات على القدم من ناحية) احمرار، تغيير الجلد، تغيير حجمه، وجود جروح، تقرحات وغيرها، وأيضا عند كل زيارة للطبيب (على الأقل كل 6 أشهر)، حيث من المستحسن بأن يأخذ الطبيب نظرة على القدمين وفحصهما جيدا.