ينصح المختصون المصابين بداء السكري بالمتابعة الطبية الجيدة لحالتهم الصحية و ذلك للوقاية من مضاعفات و تعقيدات المرض التي تتسبب في تدهور الأعضاء النبيلة و تمثل خطورة على صحة المصاب أكثر من داء السكري نفسه. وأشارت في هذا السياق الأستاذة زهيدة مراد مختصة في طب العيون بالمستشفى الجامعي لامين دباغين (مايو سابقا) إلى أن حاسة البصر تأتي في مقدمة الأعضاء النبيلة التي تتأثر من مضاعفات داء السكري. وحثت الاستاذة مراد عشية احياء اليوم الوطني لداء السكري الذي يصادف ال24 مارس من كل سنة على زيارة الطبيب المختص في طب العيون للتأكد من عدم تأثير المرض على العيون. وأوصت بعدم انتظار الشخص المصاب بداء السكري الاصابة بنقص في النظر لزيارة الطبيب لان بلوغ المرض هذه الدرجة يعرض الشعيرات الدموية لشبكية العين الى اختلالات تؤدي الى اصابة الفرد بما يعرف بالريتينوباتي. ونصحت في حالة تعرض بصر المصاب بداء السكري الى هذه الاختلالات باجراء فحوصات للعين و التكفل بتوازن نسبة السكر في الدم حتى يسهل خضوع المريض الى العلاج بالليزر الذي اعتبرته "العلاج الوحيد في الوقت الراهن" و الذي لا يشفي من المرض وانما يحد من تعقيداته. ومن بين مضاعفات هذا المرض أيضا، أشار الدكتور عزالدين غانم مختص في داء السكري الى اصابة الاوعية و الشرايين الدموية التي تتسبب في جلطة شرايين الدماغ وأزمة قلبية بالاضافة الى اصابة الأعضاء السفلى. ونبه إلى أن أعراض أمراض القلب لدى المصاب بداء السكري ليست ظاهرة وتتقدم ببطىء مشددا بدوره على ضرورة زيارة الطبيب المختص في أمراض القلب. كما يؤدي ارتفاع نسبة السكر بالدم الى الاصابة بارتفاع ضغط الدم وانتشار السمنة على مستوى البطن. وحذر المختص كذلك من الاصابة بالقصور الكلوي الذي "لا يقل خطورة عن بقية الامراض السالفة الذكر" مبرزا أن بين 30 الى 40 بالمائة من المصابين بداء السكري يتعرضون الى القصور الكلوي بعد 10 سنوات من الإصابة. ونصح الدكتور غانم المصابين بداء السكري بالقيام بفحوصات طبية منتظمة للكشف عن نسبة ما يعرف ب"الميكرو ألبومين" التي اذا بلغت نسبة من 30 الى 300 مليغرام خلال ساعة في الدم دلت على اصابة الكلى بدرجة وصفها ب"الخطيرة" و تستدعى التكفل العاجل للحد من تعقيدات المرض و بلوغه العجز الكلوي. ومن المضاعفات الخطيرة الاخرى التي يتسبب فيها الداء ذكرت الاستاذة فوزية سكال مختصة في داء السكري اصابة القدم التي "تفقد الحساسية نظرا لاصابة الشرايين الدموية". وأشارت الى أن خمس (1/5) المصابين بداء السكري يتعرضون الى بتر الرجل ونسبة 50 بالمائة من بينهم يموتون خلال السنوات الخمس الاولى بعد قطعها. وأضافت أن بين 30 الى 70 بالمائة من المصابين بداء السكري معرضين الى تعقيدات وظائف شرايين القدم. ولتفادي بتر قدم المصاب بداء السكري يؤكد المختصون على ضرورة التكفل المتعدد الاختصاصات الذي يقى من هذا المشكل الصحي بنسبة 80 بالمائة و يقلل من شغل المصابين بداء السكري لاسرة المستشفيات. ويشيرون الى أن تعرض قدم الفرد الذي يعاني من داء السكري الى الإصابة بجروح أو رضوض يستدعي عناية خاصة قبل وقوع تعقيدات تؤدي الى تقرحات أو تعفن وبالتالي بتر الرجل أو الساق. ولحماية قدم المصاب بداء السكري من التعرض الى بعض الاصابات ينصح المختصون بارتداء حذاء من الجلد المريح و زيارة الطبيب منذ الوهلة الاولى لبروز اصابة ولو خفيفة. ويشددون على أن داء السكري أصبح مرضا واسع الانتشار ويستدعي تربية صحية للمجتمع للوقاية من أخطاره.