تميز الحفل الختامي للتظاهرة الثقافية والفنية الخاصة بتخليد الذكرى الخمسين لوفاة عميد الأغنية الأندلسية الشيخ العربي بن صاري بتلمسان بتنظيم بدار الثقافة عبد القادر علولة ، سهرة أندلسية من إحياء الجوق الأندلسي الكبير. وقد أدى هذا الجوق المتشكل من 102 عضو يمثلون نخبة من الموسيقيين والعازفين الناشطين بمختلف الجمعيات الأندلسية العتيدة لعاصمة الزيانيين مثل القرطبية و غرناطة و أحباب الشيخ العربي بن صاري و لاسلام و رياض الأندلسي مقاطع من الموسيقى التقليدية المتمثلة في الطرب الأندلسي والحوزي والعروبي التي كان يؤديها العربي بني صاري. كما أتحف ذات الجوق الجمهور الساهر المتشكّل أساسا من عشّاق الطرب الأندلسي وهواة التراث الموسيقي الأصيل بجملة من التوشيات و الاستخبارات الفردية ، فضلا عن بعض الأغاني الخفيفة في الطابع الحوزي قبل تكريم بعض الموسيقيين والأجواق التي شاركت في هذا الأسبوع مثل جمعية الأندلس لمدينة سيدي بلعباس و جمعية المغربية لمدينة معسكر. ومن جهة أخرى، ذكر عامر برحو عبد الحق، مدير دار الثقافة المشرفة على تنظيم هذه التظاهرة، بالدور الرائد الذي قام به الشيخ العربي بن صاري أثناء مشواره الفني للمحافظة على التراث الأندلسي وحمايته من الضياع، مذكّرا بمختلف الحفلات والمهرجانات التي شارك فيها الشيخ الذي ولد سنة 1863 وتوفى في 24 ديسمبر 1964 بمسقط رأسه تلمسان. وقد انتظم خلال هذا الأسبوع الذي دام من 20 إلى 26 ديسمبر معرض للصور يبرز المسار الفني للعربي بن صاري وجوقه والحفلات التي أحياها داخل الوطن وخارجه، بالإضافة إلى بعض الآلات الموسيقية التقليدية التي كان يستعملها الفنان الراحل مع جوقه في مختلف المناسبات مثل الرباب والعود والكمان. وإلى جانب ذلك، انتظمت مائدة مستديرة نشطها أساتذة وباحثون تمحورت أساسا حول المسار الفني للشيخ العربي بن صاري ودوره في المحافظة على التراث الفني والموسيقي وحمايته من التزييف والاندثار وكذلك الأسفار والتنقلات التي قام بها عبر بعض البلدان الشقيقة والصديقة مع التطرق إلى دور ابنه الأكبر رضوان في مواصلة.