تميزت التظاهرات الخاصة بإحياء الذكرى الثامنة و الأربعين لوفاة عميد الأغنية الأندلسية الشيخ العربي بن صاري بتنظيم أنشطة ثقافية و فنية متنوعة توجت بحفل فني سهار نظم في سهرة يوم أمس الخميس بدار الثقافة عبد القادر علولة لمدينة تلمسان. وخلال هذه السهرة الفنية التي أحيتها الجمعية الثقافية العتيدة "القرطبية" لمدينة تلمسان بحضور عشاق الطرب الأصيل و محبي الشيخ قدمت الفرقة مقاطع من الموسيقى التقليدية المتمثلة في فن الأندلسي و الحوزي و العروبي التي كان يؤديها ببراعة العربي بن صاري في مختلف المناسبات مع ابداع بعد "التوشيات" التي تجاوب معها الجمهور الساهر. كما قدمت بهذه المناسبة خلال معرض بعض صور التي تبرز المسار الفني للعربي بن صاري و أبنائه و الحفلات التي أحياها داخل الوطن و خارجه بالإضافة إلى بعض الآلات الموسيقية التقليدية التي كان يستعملها الفنان الراحل هو وجوقه في مختلف المناسبات مثل الرباب والعود والكمان ... وإلى جانب ذلك عقدت مائدة مستديرة نشطها أساتذة و باحثون في الطرب الأصيل تمحورت أساسا حول المسار الفني للشيخ العربي بن صاري و دوره الهام في المحافظة على التراث الفني و الموسيقي و حمايته من التزييف والاندثار و كذلك الأسفار و التنقلات التي قام بها عبر بعض البلدان الشقيقة والصديقة مع التطرق إلى دور ابنه الأكبر رضوان في مواصلة مسار الشيخ. ويعتبر العربي بن صاري (1863-1964) رمزا من رموز تاريخ تلمسان الفني و الموسيقى وعميد أغنيتها الأندلسية حيث شغل ما يقارب الثمانين سنة ساحة الموسيقى الأندلسية بها .كما ذاع صيته في مختلف أنحاء الجزائر و المغرب العربي. وشارك في العديد من المحافل الدولية لتمثيل الجزائر مثل مؤتمر الموسيقى العربية الأول الذي انعقد بالقاهرة سنة 1932. أما ابنه رضوان ( 1941-2002) فكان يتمتع بموهبة عالية في الفن الأصيل و براعة في تأدية النوبات و المقامات المختلفة الشيء الذي جعله يرتقى بالفن الأندلسي من مفهوم تقليدي قديم إلى آخر أكثر إبداعا و أكثر ثراء بالإحساس.