تواصل الأطراف المالية المشاركة في الحوار الذي تشرف عليه وساطة دولية بقيادة الجزائر، تجندها لإيجاد حل شامل وتفاوضي للأزمة في شمال مالي في الوقت الذي دعا فيه مجلس الأمن إلى استئناف فوري لمفاوضات السلام، حيث انعقد، أمس، بالجزائر العاصمة اجتماع بين الحكومة المالية وفريق الوساطة الدولية للحوار المالي الشامل برئاسة وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة والوزير الأول المالي موديبو كايتا، وذلك تحضيرا للجولة الخامسة من الوساطة الدولية للحوار المالي الشامل التي تقودها الجزائر. ونوه لعمامرة في كلمته الافتتاحية بحضور الوزير الأول المالي مما مكنه -كما قال- من التقاء فريق الوساطة الدولية، مشيرا إلى حكمته وإسهامه في تذليل الصعوبات، فبعد أربع جولات من المفاوضات التي انطلقت بالجزائر تتواصل الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق سلام شامل ونهائي، حيث سلم مشروعه للأطراف قصد الشروع في المشاورات اللازمة، ومن جهته أكد الوزير الأول المالي موديبو كايتا أمس على أهمية التوصل في أسرع وقت ممكن إلى إتفاق للسلم والمصالحة في مالي في إطار مسار مفاوضات الجزائر مشيدا بما تم التوصل إليه لحد الآن من تقريب للرؤى وتكفل بالإنشغالات. وأكد كايتا في كلمته خلال إجتماع تحضيري بين الحكومة المالية وفريق الوساطة الدولية بالجزائر لحساب الجولة الخامسة من الحوار المالي أنه بقوة الإقناع التي يحظى بها فريق الوساطة وجهود الإستماع التي تم بذلها تم التوصل إلى وثيقة مشروع إتفاق السلم والمصالحة، مؤكدا أن هذه الوثيقة تحظى بأهمية بالغة لدى حكومته. وجدد الوزير الأول المالي استعداد الحكومة المالية لدعم جهود الوساطة من أجل التوصل وبشكل سريع إلى إتفاق شامل للسلم والمصالحة، لافتا إلى أن عامل الوقت يمثل تحديا آخر لا يقل أهمية وأن الشعب المالي هو الخاسر الكبير في حال التأخر في التوصل إلى إتفاق. وشدد على ضرورة التوصل إلى تحقيق السلم والأمن في البلاد، مشيرا إلى أن مسار الحوار الجاري في الجزائر لا يعد لقاءً بين أعداء وإنما حوارا بين إخوة فرقاء هدفهم المشترك هو تحقيق الأمن . وأشار إلى أنه خلال أشهر من العمل تمكن فريق الوساطة من التقريب بين المجموعات المسلحة في الشمال ، وهي مهمة ليست بالسهلة وتتطلب جهودا كبيرة للتكفل بإنشغالات كل الأطراف والإستماع إليها ، مشيدا بجهود فريق الوساطة وعلى رأسها الجزائر الذي قام بهذا الدور بكل مسؤولية. وبهذا الخصوص شدد كايتا على أهمية تحقيق الأمن في ربوع التراب المالي بما في ذلك مناطق الشمال كرهان أساسي سيسمح لقاطني الشمال من الإستفادة من التنمية على أكمل وجه ، مشددا على أهمية توفر شرط العدالة الإجتماعية بين كل المواطنين الماليين وأن مالي المستقبل لا يوجد فيها مواطنون من درجة ثانية، وأن كل هذه التحديات مرتبطة بنجاح جهود الوساطة التي تقودها الجزائر. وأثنى الوزير الأول المالي على الخبرة التي تحظى بها الجزائر في هذا المجال، موضحا أن زيارته هذه تأتي في إطار دعم مسار الحوار وامتننانا للجهود التي يبذلها فريق الوساطة وعلى رأسه الجزائر في هذا الصدد . يشار إلى أن فريق الوساطة الدولية للحوار المالي يضم إضافة إلى الجزائر كلا من الإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة التنمية لغرب إفريقيا. ويأتي عقد المفاوضات الجوهرية بين أطراف النزاع في مالي في مرحلتها الخامسة استكمالا للمراحل السابقة التي إحتضنتها الجزائر منذ شهر جويلية الماضي وتوجت بتوقيع حكومة مالي والحركات السياسية المسلحة الست الناشطة في الشمال المالي على وثيقتين تتضمنان خارطة الطريق للمفاوضات في إطار مسار الجزائر وإعلان وقف القتال .