تحتضن اليوم الجزائر اجتماعا دوليا حول تجفيف منابع تمويل الإرهاب وتجريم الفدية، الذي كانت الجزائر السباقة إلى الدعوة إليه، وذلك في إطار الندوة الدولية حول مكافحة التطرف بواشنطن، حيث لقيت مبادرة الجزائر ترحيبا من طرف المشاركين، لما للتجربة الجزائرية من صدى على الصعيد الدولي، حيث لطالما رفضت الجزائر دفع الفدية لعدم إعطاء المجموعات الإرهابية الإمكانيات والقدرات لمواصلة أعمالهم، وتعتبر أول بلد مبادر بالاتفاقية الإفريقية لمكافحة الإرهاب. ويبرز أحمد ميزاب رئيس اللجنة الجزائرية الإفريقية للسلم والمصالحة أن الجزائر استفادت كثيرا من تجربتها في مجال محاربة الإرهاب، الذي اكتوت به خلال العشرية السوداء، وهي تتحرك على المستوى الدولي في إطار تعميم هذه التجربة باعتبار أن محاربة ومكافحة الإرهاب لا يعني فقط توظيف القوة دون توظيف أساليب أخرى تمنع انتشار هذه الظاهرة . وأضاف ذات المتحدث خلال نزوله ضيفا على برنامج ضيف الصباح للقناة الأولى: على هذا الأساس تتحرك الجزائر لاستباق وقوع الفعل لأن الجزائر انتقلت من مرحلة تلقّي الضربات إلى مرحلة صد ووقاية من تلقي هذه الضربات، وهذه المرحلة تكمن أساسا في تجفيف منابع تمويل الإرهاب من خلال تجريم دفع الفدية أولا، حيث بات مَطلبا لاستصدار قانون دولي حول هذا الأمر . وأكد ذات المتحدث أن التنظيمات الإرهابية جنت أكثر من 220 مليون دولار كعائدات من الفدية، مشيرا إلى أن هذه الأموال مكنتها من التمدد والانتشار والتغول أيضا، لذلك دعت الجزائر مرارا لتجريم دفع الفدية لأن ذلك يساهم في تغولها وانتشارها ويعترف بهذه التنظيمات، والجزائر لا تعترف بها لأنها لا تمتلك لا قيم إنسانية ولا مبادئ، على حد تعبيره. ويذكر أن الجزائر باشرت منذ خمسة عشر سنة خلت عدة أعمال في إفريقيا في إطار مكافحة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويل الإرهاب مما جعلها تصبح رائدة في هذا المجال، حيث كانت أول بلد مبادر بالاتفاقية الإفريقية لمكافحة الإرهاب التي صادقت عليها قمة رؤساء الدول الإفريقية خلال الدورة ال35 التي عقدت سنة 1999 بالجزائر، كما كان لها الفضل في التوقيع على البروتوكول الإضافي للإتفاقية الإفريقية لمكافحة الإرهاب المصادق عليه سنة 2004 من قبل رؤساء الدول الإفريقية وهذا في إطار مكافحة الإرهاب في إفريقيا. وكان الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل قد أكد أن الجزائر التي تسهر على أن تكون مكافحة الإرهاب فعالة تتصدى أيضا للأسباب والمشاكل المتعلقة بتمويل الإرهاب، مجدِّدا تأكيده أن الجزائر لطالما رفضت دفع الفدية لعدم إعطاء المجموعات الإرهابية الإمكانيات والقدرات لمواصلة أعمالها. وأوضح مساهل قائلا أنه يجب أن يتخذ المجتمع الدولي إجراءات صارمة وموحدة في مجال مكافحة الإرهاب لاسيما تجفيف منابع تمويل الإرهاب . وأخيرا تعمل الجزائر على استدعاء اجتماع رفيع المستوى حول تمويل الإرهاب لاسيما تجريم دفع الفدية. كما سيتخذ الاتحاد الإفريقي مبادرة لتتمكن الجمعية العامة الأممية من إجراء مفاوضات حول البروتوكول الإضافي للإتفاقية الدولية حول مكافحة الإرهاب الذي سيخصص لتمويل الإرهاب وتجريم دفع الفدية.