- الصداع المرضي من أنواع الصداع ما يعرف بالصداعات المرضية. وقد سميت بذلك لأنها تعجز صاحبها فلا يستطيع أن يواصل عمله، ومن أسمائها: الأصدعة الصفراء، والأصدعة نصف الجمجمية، وصفاتها تختلف باخْتلاف الفرد، ولكن تجمعها صفات عامة. ويصف الأطباء مثالاً نموذجياً منها فيقولون إنه صداع يصحبه غثيان، فهو يأتي نوبات، يفرّق بينها أسبوع أو شهر أو زمن أطول، وهو يبدأ عادة باضطراب في البصر، فيرى صاحبه أضواء ترقص، وقد يرى نقاطاً، وقد يَعْمَى عمىً طارئا قصيراً، فلا يرى أشياء في أوسط مجال البصر، أو أشياء على الجانب، وقد يأتي بعد ذلك ألم في الرأس غاية في الشدة، ينحصر في نصف واحد من الرأس (ومن أجل هذا سمي النصفي) وصاحبه يَمْشط شعره من فوقه فيتألم كثيراً، والمصاب يحسّ باختلال مزاج واسترخاء، ويحس بالدوار، ويمتنع عليه العمل كان ما كان، وينتهي بأن يُفرغ المريض ما في المعدة، ثم يسقط على الفراش لينام. - صداع أورام المخ هناك صداعات أخرى تنشأ من أسباب هي في الرأس ذاته، نتيجة مرض فيه أو خراج، أو التهاب سحاء، ويكون الألم في الصباح عادة، ثم يخف كلما تقدم النهار، ويزيد فيه الانحناء أو التوتر، أو حتى السعال. وباطراد المرض يبلغ صاحبه حالاً يشتد فيها الألم فلا يجد سبيلاً للخلاص إلا الرقاد في سكون كامل. - الصداع النفسي وينجم عن بعض اختلالات في الجسم. ومن أمثلة ذلك حكاية فتاة كانت تشكو صداعاً مستمراً، وتتعاطى أقراصاً علها تذهب به فما يذهب، ودام الحال سنتين، وفحص الطبيب جسمها فلم يجد فيه ما يعزو إليه الصداع، فاتجه يفحص الفتاة نفسها، فعرف أنها متزوجة، وأن لها حماة تكرهها، وتتدخل في أمورها فتعكّر عليها صفوها، وهذه الحماة بدأت تدمر حياة هذه الفتاة بإهدار كرامة الزوجة إعلاناً في جمع من صاحباتها، وظل هذا الحادث حياً في ذاكرتها، لا تستطيع نسيانه أبداً. وبعدما اطّلع الطبيب على كل هذا عمل على تفادي أسبابه، وعندئذ فقط انقطع صداع الفتاة، فلم يعد إليها. - الصداع الذي قد يصعب تقييمه الصداعات التي تصيب مؤخرة الرأس، تكون أصعب بعض الشيء في تقييمها. وغالباً توصف بكونها أعراضاً مصاحبة لضغوط حياتية أو توتر، ولذلك يطلق عليها صداع التوتر . وهذه الصداعات يمكن أن تنجم عن تشنج في العضلات العلوية للظهر والأكتاف، وفي الأغلب يتلاشى هذا الصداع عندما تتم معالجة آلام العضلات. وصداع التوتر يمكن معالجته بمسكنات الألم، ومنها مثلاً الأسبرين والنابروكسين أو الأيبوبروفين. - إلْتهاب أعصاب مؤخرة الرأس إذا كنت تعاني تيبساً في عضلات مؤخرة أكتافك، وفي الجزء العلوي من الظهر وفي الرقبة، من الممكن أن تصاب بصداع في خلفية الرأس، وأحياناً ينجم الصداع في مؤخرة الرأس عن أعراض أكثر تعقيداً ومن حالات يصعب تشخيصها. وأحد الأسباب الشائعة لهذا النوع من الصداع -غير المرتبط بالتوتر- هو إلْتهاب أعصاب مؤخرة الرأس الناجم عن صدمة أو رض، أو من التهاب يصيب عصب الأوكسيبتال (عصب مؤخرة الرأس). ولعل أفضل طريقة لتشخيص هذا الإلتهاب -الذي يصيب أعصاب الرأس الخلفية- هي أن يقوم الطبيب بعمل تخدير موضعي لكي يتمكن من معرفة ما إذا كان تجميد العصب يريح المصاب أم لا. وفي الأغلب يصف الأطباء عقار غابابينتين الذي يتميّز بفعاليته ونجاعته في معالجة آلام الأعصاب. - إلْتهاب أوردة جانب الرأس هناك حالات نادرة، يعاني فيها بعض الأشخاص من حالة تسمى ب التهاب أوردة جانب الرأس ، وهو عرض قد يؤدي إلى الإصابة بالعمى. وهذا النوع من الصداع يحس به المصاب عادة على جانبي الرأس، لكنه يظهر أيضاً في مؤخرة الدماغ بسبب تجاور ومحاذاة أوردة خلفية الرأس مع الأعصاب (أعصاب خلفية الرأس). وعموماً يصيب هذا الصداع من تخطوا سن الخمسين، فإذا كنت ضمن هذه الفئة العمرية وتعاني على نحو مفاجئ صداعاً في مؤخرة الدماغ، فاستشر طبيباً في أسرع وقت ممكن. وحتى إذا كنت تشغل وظيفة تتطلب منك الجلوس لفترات طويلة، لا تفترض أنك مصاب فقط بصداع توتري بسيط، فهنالك الكثير من الحالات الأشد خطورة والتي يمكن للصداع في مؤخرة الرأس أن يكون من أعراضها. ولذلك ينبغي عليك استشارة طبيب إذا اختبرت أي نوع من أنواع الصداع الذي يصيب خلفية الدماغ. وفي الأغلب، يمكن معالجة صداعات مؤخرة الرأس بعقاقير مقاومة الالتهابات، التي لا تحتوي على ستيرويد، وبإجراء تدليك للكتف والرقبة، ووضع ضمادة ساخنة، أو ببعض تقنيات الإراحة والهدوء. والأمر المهم الذي ينبغي تذكره هو ضرورة مقابلة الطبيب إذا عانيت صداعاً استمر معك لأكثر من يوم.