من منا لم يحصل له وأن شعر بألم شديد على مستوى الرقبة أو بالمنطقة المجاورة لها، حيث يمكن أن يرافق هذا الألم أعراضا أخرى كأن يحس المصاب بأزمة حادة من الاكتئاب نتيجة عدم معرفته للأسباب الحقيقية التي لن يتعرف عليها سوى بعد عرض نفسه على طبيب مختص في طب العظام. وفي الإطار نفسه، أكد لنا أحد الأطباء المختصين أن هناك نسبة كبيرة من الأشخاص الذين يعانون من حالات الاكتئاب الناتجة عن الشعور بالألم على مستوى الرقبة والتي تختلف أسبابه من شخص إلى آخر. علما أن الرقبة هي أكثر أجزاء العمود الفقري حركة. ولكونها الأقل حماية من الفقرات الأخرى (وذلك لتيسير الحركة) كالفقرات الصدرية والقطنية، فهي الأكثر تعرضا للإصابة والألم. ومن المعروف أيضاً، أن آلام الرقبة من المشاكل الصحية المنتشرة، حيث لا يكاد يوجد شخص إلا ويشكو منها في وقت ما خلال حياته. أسباب آلام كما تعد العادات المكتسبة للشخص من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة والتي تسبب الإجهاد المستمر لعضلات الرقبة، وذلك عبر الإفراط في استخدامها، كقضاء ساعات طويلة خلف مقود السيارة، أو أمام الكومبيوتر، أو في المكتب، وأيضا بسبب العديد من العادات الخاطئة المكتسبة في طريقة الجلوس أو السير أو النوم. ومن المهم جدا أن يلتزم الشخص بالوضع الصحيح للرقبة أثناء السير أو الجلوس أن يكون الرأس متعامدا مع الجسم كحرف ش اللاتيني. ولكن ما يحدث أثناء السير مثلا، أن ينظر الشخص إلى الأمام، وتلقائيا يصبح الرأس مائلاً نحو الأمام. ومع ثقل الرأس، فإن دفعه نحو الأمام بعيدا عن خط الاستقامة يلقي عبئا على عضلات العنق وعضلات الظهر العلوية. وهنالك أسباب عضوية منها، إصابات الأنسجة الرخوة مثل إلتواء العضلات والأربطة، خشونة الفقرات، إلتهاب الفقرات ومفاصل الرقبة كما هو الحال في مرض إلتهاب الفقرات التيبسي أو إلتهاب المفاصل الروماتويدي، إعتلال جذور الأعصاب وتضيق القناة الشوكية، الكسور خصوصاً الناتجة عن هشاشة العظام، أورام العظام والالتهابات الميكروبية، الانزلاق الغضروفي، الروماتيزمي اللامفصلي وإلتهاب ألياف العضلات، أو بسبب أمراض أخرى كإضطرابات الغدة الدرقية على سبيل المثال. أعراض آلام يشكو المريض من ألم شديد في الرقبة مع تيبس وتصلب في العضلات، وقد تزداد الأعراض مع استمرار العمل لفترة طويلة في وضع الجلوس أو الوقوف. وقد يلاحظ المريض وجود صوت احتكاك أو فرقعة مع حركة الرقبة، كما يصاب بالدوار أو الصداع، وقد ينتشر ألم العنق إلى الكتف، الذراع، الساعد، أو مؤخرة الرأس، أعلى الظهر، وبين لوحي الكتف. ومع الضغط على جذور الأعصاب بالفقرات العنقية، قد يشعر المريض بالتنميل أو الألم أو الضعف في عضلات الذراعين واليدين والأصابع. متى يجب استشارة الطبيب؟ عادة ما يكون تشخيص إلتهاب العضلات يأتي بعد القيام بنشاط ما على مدى ساعات طويلة أو بعد فترة من الإفراط في استخدامها، أو بعد اتخاذ أوضاع تلقي بجهد كبير على عضلات العنق وعلى مدى فترة طويلة. وعادة ما تتحسن العضلات من تلقاء نفسها في غضون بضعة أيام إلى بضعة أسابيع. وينبغي استشارة الطبيب إذا لم تتحسن تلك الآلام خلال أسبوع أو اثنين على الأكثر، أو إذا حصل الألم بسبب إصابة ما، كارتطام الرأس أو العنق، أو امتدت الآلام إلى الكتفين أو إلى الأسفل نحو الذراع، أو صاحبها تخدر أو تنميل في الأصابع. ومن الأمور الأخرى التي تستدعي الذهاب إلى الطبيب مباشرة، الضعف في الذراع أو الساق، أو استمرار الألم، خاصة أثناء النوم، أو الشعور بألم العنق يصاحبه ألم في الصدر. 4 نصائح للتخلص من الألم 1 الوقوف المترهل والرأس والكتفان المائلان للأمام، تضع حملاً إضافياً على الغضاريف والأربطة والعضلات في العنق وأعلى الظهر وبالتالي تزيد من خطر الإصابة بألم العنق. الحرص على الوقوف مرفوع القامة على شكل حرف . ش السير لبضع خطوات عند الوقوف لفترة طويلة، فالوقوف الثابت لفترات طويلة يؤدى إلى إجهاد العضلات والأربطة في منطقة العنق. الوقوف الثابت لفترة طويلة يسبب إجهاد العضلات والأربطة في منطقة العنق. استخدم كرسيا صغيرا قليل الارتفاع، لتناوب وضع إحدى قدميك عليه عند الحاجة للوقوف الطويل أثناء العمل أو في المنزل. 2 الجلوس الحرص على عدم الجلوس المتكرر على الأرض في أي وضع، فهذا الأمر يزيد من حدة الضغط على الغضاريف والأربطة العنقية. تجنب الجلوس على الأرض في وضع التربع أو القرفصاء أو غيرها. الجلوس على الكرسي أثناء تناول الطعام، أو مشاهدة التلفزيون، في وضع زاوية قائمة مع الكرسي مع الحرص على عدم ترك فراغ بين أسفل الظهر والكرسي. وضع مسند ظهر طبي للمحافظة على الجذع مستقيماً. استخدام الكراسي المنزلية الجيدة وتجنب الوثيرة أو اللينة جداً. الوقوف كل نصف ساعة ومزاولة بعض التمرينات الخفيفة التي تقلل من تأثير الجلوس لفترة طويلة. 3 العمل المكتبي عدم الانحناء عند منتصف الجذع. حافظ على الجذع مستقيماً. وضع الذراع اليسرى (إن كنت تستخدمها واليمنى والعكس)على طاولة المكتب للارتكاز وللمساعدة على إبقاء الجذع مستقيماً. الوقوف كل 30 دقيقة ومزاولة التمرينات المنشطة للعضلات تبعاً لتعليمات اختصاصي العلاج الطبيعي. مزاولة تمرينات العنق العلاجية عند الجلوس لفترة طويلة في المكتب. 4 النوم يجب الاهتمام بأسلوب النوم ومواصفات الوسادة. الحرص على استخدم وسادة طبية جيدة تحافظ على إنحناء الرقبة في وضع جيد.