يشارك 25 مخرجا لأفلام قصيرة ووثائقية في الطبعة الثانية من الأيام الوطنية للفيلم القصير والوثائقي، التي افتتحت، أمس، بالوادي وسط حضور مكثّف للهواة والمحترفين من عشّاق الفن السابع. وتتميز الطبعة الثانية لهذه التظاهرة السينمائية، التي أضفت حركية للمشهد الثقافي المحلي، بإدراج الأفلام القصيرة كمادة سينمائية جديدة تدخل المنافسة، باعتبار أن الطبعة الأولى من هذا الحدث كانت قد اقتصرت على الأفلام الوثائقية، وذلك في محاولة جادة من اللجنة المنظمة لفتح مجال المشاركة أمام أكبر عدد ممكن من الشباب الهواة والمحترفين الناشطين في هذا المجال السينمائي. وقد توزعت الأعمال السينمائية المشاركة بين 16 فيلما قصيرا وتسعة أفلام وثائقية سيتنافس أصحابها على مدار ثلاثة أيام كاملة على المرتبة الأولى في كل مادة فيلمية. وتنوعت المواضيع، التي تناولتها الأعمال السينمائية المشاركة، بين التاريخية التي تروي بطولات من صنعوا أمجاد الجزائر إبان الثورة التحريرية المجيدة والاجتماعية التي تعكس مدى التنوع الثقافي والتراثي الذي تزخر به مختلف مناطق الجزائر وأخرى تتناول مظاهر اجتماعية بعضها وليد التحولات التكنولوجية الراهنة وأفلام أخرى تروي أحداث وطنية ودولية، كما أوضح المنظمون. وسيتم ضمن هذه الفعاليات تنظيم ورشة حول كتابة السيناريو ينشطها السيناريست، جمال محمدي، وهي عبارة عن دورة تكوينية في هذا المجال موجهة إلى الهواة والمحترفين المشاركين في التظاهرة، لتمكينهم من ترقية قدراتهم في ميدان كتابة سيناريو الأعمال السينمائية. ويحضر هذه الأيام الوطنية مدير المهرجان المغاربي للفيلم الوثائقي العلمي بمدنين بتونس، محمد ثابت، ومدير المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخربيكة بالمغرب، الدكتور بوشعيب المسعودي، الذي اختير عضو لجنة التحكيم، وسينشط هذه الأمسية ندوة بعنوان الوثائقي أصل السينما وهو عنوان إصداره الجديد. وسيتم بالمناسبة، تكريم المخرج والسينمائي الجزائري سعيد عولمي الذي سيعرض لأول مرة بالجزائر فيلمه الجديد العودة ، وهو فيلم اجتماعي يروي عودة المغتربين إلى أرض الوطن بعد معاناة كبيرة في بلاد المهجر بأوروبا. وتهدف هذه الأيام الوطنية للفيلم القصير والوثائقي إلى فتح مجال المنافسة أمام الهواة والمحترفين في مجال الإنتاج السينمائي، لإبراز مواهبهم وقدراتهم الفنية وتوجيهها لتأسيس سينما هادفة تساهم، إلى حد بعيد، في بناء المجتمع وتؤرخ لوقائعه وأحداثه الوطنية، لتكون مرجعا أكاديميا بامتياز للأجيال القادمة، وفقا لما صرح به مدير الثقافة، حسن مرموري. الجدير بالذكر أن الأيام الوطنية الثانية للفيلم القصير والوثائقي تنظمه مديرية الثقافة لولاية الوادي، بالتنسيق مع نادي وقفات ضوئية التابع لدار الثقافة محمد الأمين العمودي .