قامت الشرطة الفرنسية بإخلاء مخيم للمهاجرين غير الشرعيين في المقاطعة 18 بباريس بالقوة، مستخدمة الغاز المسيل للدموع لتفريق ناشطين ومنتخبين، حضروا بعين المكان لدعم المهاجرين. وتم نقل المهاجرين على متن حافلة تحت حراسة أمنية مشددة إلى مكان لم يكشف عنه، وقدر عددهم ب84 مهاجرا. وحضر العديد من الناشطين والمنتخبين لعين المكان للتعبير عن دعمهم للاجئين. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، كما أوقفت عددا من الناشطين. وأقيم المخيم أمام مكتبة فاكلاف هافيل بشارع باغول في المقاطعة 18 في باريس منذ أيام. كان مجموعة من المهاجرين يقضون فيه الليل، فيما كان آخرون يمضون النهار فيه فقط للاستفادة من دعم الجمعيات من أكل وملابس. واستقروا في هذا المكان بعد أن قامت قوات الشرطة بإخلاء مخيم في نفس المقاطعة في الثاني من الشهر الجاري، حيث كان يقيم حوالي 350 مهاجر، معظمهم من السودان وإيريتريا. جدل سياسي وسط اليسار الفرنسي ندّدت بعض مكونات اليسار الفرنسي باستخدام القوة من قبل قوات الشرطة في العملية. وهاجم الأمين العام للحزب الشيوعي، بيير لورون، بشكل مباشر، رئيس الحكومة الفرنسية، مانويل فالس. من جانبهم، طالب منتخبو فريق الخضر في مجلس بلدية باريس عمدة المدينة، آن هيدالغو، بفتح مكان لاستقبال اللاجئين. وتعتب أطراف سياسية محسوبة على اليسار، والمعروفة عادة بدعمها لملف المهاجرين، على الحكومة الاشتراكية الفرنسية أنها لم توفّر أماكن استقبال اللاجئين، مشيرة إلى وعود حكومية سابقة بالتكفل بحالاتهم كل واحدة على حدة. واعتبر المتحدث السابق باسم الحزب الجديد المناهض للرأسمالية ، أوليفي بزونسنو، في مقابلة مع محطة بي. آم. تي. في ، أن تدخل قوات الشرطة الفرنسية لإخلاء هذا المخيم كان في إطار سياسي، وتوخت من ورائه الحكومة مغازلة ناخبي اليمين بصفيه المعتدل والمتطرف. وأوضح بزونسنو، المرشّح السابق للانتخابات الرئاسية الفرنسية، أن هذه العملية تسبق عملية آتية، متحدثا عن مشروع قانون اللجوء الذي سيناقش هذا الصيف. وذهب بزونسنو إلى أخطر من ذلك، حيث نعت الحكومة الفرنسية ب المعادية للأجانب ، فيما لم تظهر المعارضة اليمينية في صورة النقاش الدائر. وعرف اليمين الفرنسي، منذ أن كان ساركوزي رئيسا للبلاد، بمواقف أكثر تشدّدا تجاه قضايا الهجرة.