كلفت قمة الاتحاد الأفريقي الخامسة والعشرون اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب بإعداد تقرير عن وضعية حقوق الإنسان بالمناطق المحتلة من الجمهورية الصحراوية وتقديمه إلى الدورة القادمة التي ستعقد في جانفي العام المقبل. ويأتي هذا القرار بعد امتناع المحتل المغربي من السماح للجنة الأفريقية المذكورة بزيارة المناطق المحتلة في إطار زيارة كانت قد قامت بها إلى الأراضي المحررة من الجمهورية الصحراوية ومخيمات اللاجئين الصحراويين ، وطالب الزعماء الأفارقة حكومة الاحتلال المغربية الى التعاون مع اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب بعدما رفع المجلس التنفيذي لوزراء الخارجية الأفارقة بتقرير إلى القمة يشجب فيه الموقف المغربي المعرقل لعمل اللجنة.
ونقلت وكالة الانباء الصحراوية عن مراقبين أن هذا التصرف المغربي السلبي يدل على أن المغرب يريد إخفاء ماهو معروف من لدن جميع المنظمات العاملة في هذا الحقل ومن طرف الرأي العام .
وسجلت القمة إخفاق مجلس الأمن الدولي من تمكين بعثة المينورسو من صلاحية مراقبة حقوق الإنسان والإقرار عنها، باعتبارها البعثة الأممية الوحيدة التي تمنع من هذه المأمورية بسبب رفض فرنسا العضو الدائم بالمجلس المذكور.
وطالبت القمة الخامسة والعشرون للاتحاد الأفريقي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتحمل مسؤولياته وحل القضايا المتعلقة باحترام حقوق الإنسان ووقف الاستغلال اللاشرعي للثروات الطبيعية الصحراوية . من جهته اعتبر محمد سالم ولد السالك عضو الأمانة الوطنية وزير الشؤون الخارجية أن مصادقة القمة الخامسة والعشرون للاتحاد الأفريقي على قرار تطالب فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة بتحديد تاريخ لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية يدل على اشمئزاز القادة الأفارقة . وأضاف محمد سالم ولد السالك في تصريح لوكالة الأنباء الصحراوية أن العرقلة والمماطلات التي انتهجها المغرب للتملص من الالتزامات التي وقع عليها في إطار مخطط التسوية لسنة 1991 تبرهن كذلك على الامتعاض من تواطؤ دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي مع المحتل الشيء الذي شل من قدرة الأممالمتحدة على فرض احترام الطرف المغربي لالتزاماته .
وأكد وزير الشؤون الخارجية أن الاتحاد الأفريقي مصمم وجاد في مسعاه الاستراتيجي بغية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية آخر مستعمرة في أفريقيا ، حيث أكد العديد من الزعماء الأفارقة أثناء المناقشات أن إفريقا لن تشعر بالحرية الكاملة مادام الشعب الصحراوي يرزح تحت الاحتلال .
وكانت قمة الاتحاد الأفريقي قد صادقت على قرار تاريخي طالبت فيه من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتحديد تاريخ لتنظيم الاستفتاء والدفاع عن وحدة أراضي الصحراء الغربية كما طالبت فيه مجلس الأمن الدولي بفرض احترام حقوق الإنسان ووقف نهب الثروات الطبيعية في الصحراء الغربية وإزالة العراقيل التي تحول دون ذلك.