أكدت المنظمة الدولية للهجرة، أن عدد المهاجرين الذين لقوا حتفهم غرقا في البحر المتوسط منذ بداية عام 2015 بلغ 2350 شخص، على الأقل، مشيرة إلى أن المهاجرين وملتمسي حق اللجوء ينحدرون بالأساس من سوريا وإفريقيا، فضلا عن آخرين من باكستان وبنغلاداش. وأوضحت المنظمة، أن تفاقم أعداد اللاجئين وملتمسي حق اللجوء إلى أوروبا سببه تدهور الأوضاع في بلدان المنشأ والعبور بما فيها الصراعات في ليبيا وسوريا والعراق ونيجيريا وغيرها من البلدان التي تعاني انعدام الأمن الاقتصادي أو الانهيار الأمني. وصرح المتحدث الإعلامي باسم المنظمة، جويل ميلمان، بمقر الأممالمتحدة في جنيف، أن عدد القتلى المسجلين منذ الخامس من أوت الجاري بلغ 350 شخص، مشيرا إلى أن المنظمة لا تنظر إلى مصرعهم على أنه حادث، بل تنظر إليه كجريمة يرتكبها المهربون عديمو الضمير، كما لفت ميلمان إلى أن اللاجئين الأفارقة هم دوما الأقل حظا في تلك الرحلات القاتلة، حيث يعتبرهم المهربون أقل قيمة نظرا لأنهم يسدّدون أتعابا أقل لترحيلهم فضلا عن عدم حصولهم غالبا على سترة نجاة. وأوضح أن آخر قتلى عمليات الهجرة السرية كان 49 شخصا قضوا بسبب استنشاقهم غازا ساما على متن سفينة كانت راسية بقناة صقلية وعلى متنها قرابة ال300 شخص. وفي ظل كل هذا، يتساءل مراقبون عن من ينقذ هؤلاء الابرياء من المصير المحتوم الذي يواجهونه في كل مرة؟ حيث يلقون بأنفسهم الى التهلكة وجميع الدول الغربية تتفرج حتى المنظمات الدولية عاجزة عن إيجاد حل لهذه القضية الشائكة التي تحصد الارواح كل يوم. المهاجرون إلى أوروبا يسجلون أرقاما قياسية بوتيرة متسارعة وقد تجاوز عدد المهاجرين الذين وصلوا حدود الاتحاد الأوروبي خلال شهر جويلية ال107 آلاف شخص، وفقا لبيانات أوروبية رسمية مع استمرار تدفق المهاجرين إلى اليونان. وتشير هذه البيانات إلى أن أعداد المهاجرين سجلت ثالث رقم قياسي شهري على التوالي، ففي جوان الماضي، بلغ عدد المهاجرين 70 ألف، علما أن وتيرة وصول المهاجرين تسارعت في الأسابيع الأخيرة، ما يشكل ضغطا غير مسبوق على سلطات مراقبة الحدود في إيطاليا واليونان والمجر. وكشفت هيئة فرونتكس الأوروبية المعنية بمراقبة الحدود في الاتحاد الأوروبي أن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى حدود الاتحاد الأوروبي ارتفع بمقدار ثلاثة أضعاف خلال شهر جويلية مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي.