كسبت مدينة وهران الرهان ورفعت التحدي، بعدما أن تم اختيارها لاستضافة الدورة ال19 للألعاب المتوسطية المقررة سنة 2021 من قبل اللجنة الدولية للألعاب المتوسطية خلال اجتماعها ببسكارا بإيطاليا. ويعكس اختيار هذه المدينة الثانية بالبلاد قوة ملف الترشح الذي قدّمته السلطات المعنية والحجج المقنعة المقدمة من قبل كل الذين دافعوا على ملف وهران. وقد أحرزت مدينة وهران عن جدارة شرف تنظيم هذه التظاهرة الرياضية كما تبرز ذلك نتائج عملية الانتخاب: 51 صوتا لصالح عاصمة الغرب و17 صوتا لمدينة صفاقس التونسية. وقد حظي ترشح مدينة وهران بدعم من قبل السلطات العليا للبلاد وكذا المواطن البسيط الذي يرغب في أن تسلط كل الأضواء على مدينة سيدي الهواري التي ستصبح سنة 2021 عاصمة الرياضة المتوسطية أين يسود السلام والصداقة والأخوة والنتائج والروح الرياضية. وقد أولى كل من السلطات المحلية والساكنة والتجار والجمعيات والحركة الثقافية والرياضية وفئات أخرى من المجتمع اهتماما خاصا لهذا الحدث الرياضي الذي من شأن أن يعطي ديناميكية للمدينة ويؤكد البعد المتوسطي لهذه المدينة التي لم تدير إطلاقا ظهرها للبحر. وقد عرفت المرحلة التي سبقت التصويت عمل إعلامي وتحسيسي تم القيام به من أعلى مستوى للتأكيد بان وهران مستعدة لاستضافة هذا الحدث الرياضي في أحسن الظروف. وقد أكد الوزير الأول عبد الملك سلال لدى زيارته وهران في جوان الماضي للسلطات المحلية والمواطنين على الدعم الكامل للحكومة على كل الأصعدة وفي مستوى هذا الحدث الذي يجمع دول حوض الأبيض المتوسط. وبالنسبة للسلطات المحلية فان اختيار وهران لاحتضان الألعاب المتوسطية هو مناسبة لمضاعفة الجهود وإتمام في الآجال المشاريع المقررة لهذا الحدث الرياضي وكذا إعطاء دفع أكبر للديناميكية المتعددة الأشكال التي يعرفها مسار التنمية المحلية. واعتبر رئيس المجلس الشعبي الولائي لوهران، عبد الحق كازي تاني، أن هذا الاختيار يمثل نصرا كبيرا لوهران ولكل الجزائر واعترافا بالجهود المبذولة في كل المستويات للوصول إلى هذه النتيجة التاريخية. وقد أوضح الوالي عبد الغني زعلان، أن كل القطاعات يتم التكفل بها وتتطور من خلال مختلف البرامج التي بادر بها رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، وذلك من اجل هدف واحد: إعطاء للولاية المكانة التي تستحقها وجعل منها قطب حضري للإشعاع الصناعي والاجتماعي وثقافي متوسطي. وقال وهران ستكون في الموعد وفي المستوى، هذا أكثر من تحدي بالنسبة لنا، هو التزام لنا جميعا مواطنون وسلطات . وهران مدينة حاضرية.. سياحية وتاريخية تملك مدينة وهران، التي ستستضيف ألعاب البحر الأبيض المتوسط لسنة 2021، مقومات الحاضرة المتوسطية الكبرى ويدعمها في ذلك حركيتها متعدّدة الأشكال ومشاريعها المهيكلة الهامة وجمالها وطبيعتها الخلابة، ونوعية الهياكل القاعدية التي تجعل من المنطقة جذابة. وقد استقبلت شواطئ وهران فقط خلال شهر أوت 12 مليون مصطافا وهي أرقام تعكس مدى الجاذبية التي تميز هذه المدينة. وهران مدينة مضيافة ودافئة ومرحة لا تترك زائرها غير مكترث بما يجري حوله وذلك بفضل مرح ومزاح وبهجة وتفاؤل قاطنيها. ومما لا شك فيه أن وهران تتوفر على كل المقومات لتتطلع إلى تنمية متجانسة ومتعدّدة الأشكال بفضل المشاريع التي تم البدء فيها منذ بضع سنوات. وقد أصبحت مكانتها تتعزز وتتأكّد على الصعيدين الوطني والدولي، بفضل استقبالها للعديد من التظاهرات والأحداث الكبرى التي كللت بالنجاح. كما تحتضن وهران منذ سنة 2013 مكتب المنظمة غير الحكومية آر 20 لمنطقة شمال إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط وهو امتياز تتمتع به القليل من المدن في مختلف بقاع العالم. هذه المنظمة غير الحكومية التي أنشأها الحاكم السابق لولاية كاليفورنيا الأمريكية، أرنولد شوارزنيغر، تهدف إلى إقامة اقتصاد أخضر و خلق مشاريع خاصة لحماية البيئة. ويوجد بعاصمة الغرب عدد معتبر من الفنادق من صنف 3 إلى 5 نجوم وستتدعم قريبا بمشاريع جديدة أشرفت أشغالها على الانتهاء كما تضم شبكة طرقات كثيفة ويعرف كل من مطارها و ميناءها البحري حركية متزايدة. وسيتم توسيع خط الترامواي بالمدينة الذي يمتد على مسافة 18 كلم إلى غاية القرية الاولمبية المستقبلية ببلقايد شرقا و غربا إلى المحطة الجوية المستقبلية. وسيسمح استلام توسعة خط الترامواي في سنة 2017 من نقل 6 ملايين مسافر في السنة. ومدينة وهران هي أيضا مدينة العلوم والمعرفة حيث تتوفر على ثلاثة أقطاب جامعية وحظيرة تكنولوجية ومركز لتركيب الأقمار الصناعية المصغرة وهي تمشي بخطى ثابتة نحو المستقبل. كما تعتبر وهران حاليا ورشة مفتوحة على الهواء الطلق، فهي مدينة تتوسع وتتطور باستمرار شرقا وغربا. ومن أجل تأكيد أكثر بُعدها المتوسطي، افتتحت بها مؤخرا حديقة حضرية كبرى مطلة على البحر، داحضة بذلك كل الإدعاءات القائلة بأنها مدينة تدير ظهرها للبحر. وفي منشور مخصص للألعاب المتوسطية 2021، قال والي وهران، عبد الغني زعلان نحن مستعدون لاستضافة أي حدث تلتزم به بلدنا في الوقت المحدّد وبالمستوى المطلوب. وهو أكثر من تحدٍّ، هو التزام بالنسبة لنا جميعا مواطنين وسلطات وإداريين وغيرهم . وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي: فوز وهران بالتنظيم كان مستحقا وكنا متفائلون بقدرتنا على تنظيم الحدث أكد وزير الشباب والرياضة، الهادي ولد علي بمقاطعة بيسكارا الايطالية، أن فوز مدينة وهران بتنظيم الألعاب المتوسطية 2021 كان منتظرا. وصرح الوزير، عقب الإعلان عن فوز وهران في ختام أشغال الجمعية العامة للجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط قائلا أنا سعيد بهذه النتيجة الايجابية لوهران وللجزائر. هذا الفوز كنا ننتظره لكن لم نرغب المبالغة في التفاؤل تجنّبا لتكرار سيناريو الترشح لتنظيم كأس إفريقيا لكرة القدم، فرغم تفاولنا بقوة ملفنا، إلا أننا لم نفز في الأخير. الأمر الذي جعلنا نتوخى الحذر في تصريحاتنا . وبفخر، أضاف الوزير ملفنا كان أحسن بكثير من ملف صفاقس، فالمصوتون أعجبهم العرض الذي قدّمناه وقوة ملفنا وهو أمر لم يكونوا ينتظرونه، بدليل انهم لم يطرحوا خلال العرض إلا سؤالا واحدا فقط، يتعلق بالميزانية المخصصة للألعاب التي كانت تبدو لهم كبيرة، رغم ان الامر عادي بالنسبة للجزائر التي تخصص ميزانيات كبيرة لتطوير وتنمية جميع الولايات . ونوه المسؤول الأول على قطاع الشباب والرياضة بالمجهودات التي بذلتها العائلة الرياضية لإنجاح هذا الملف وافتكاك شرف تنظيم الألعاب، مردفا فزنا بفضل التنظيم الجيد وتظافر جهود الجميع في دعم هذا الملف الذي حضرنا له بعناية، إذ لم نترك أي شيء للصدفة . وأخبر المسؤول نفسه أن المنشآت الرياضية التي يتم بناؤها للألعاب المتوسطية 2021 ستكون جاهزة في 2019 وأن نسبة الأشغال فيها بلغت مرحلة جد مرضية، على حد تعبيره. وفي الأخير، أعرب ولد علي عن أمنيته في أن تكون وهران نموذجا لترقية مختلف الرياضات في باقي ولايات الوطن. يذكر أن الجمعية العامة للجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط اختارت بالإجماع مدينة وهران لاحتضان الألعاب المتوسطية لعام 2021 ب51 صوتا مقابل17 صوتا لمدينة صفاقس التونسية. وعقب عملية التصويت التي تأتي عشية انطلاق الطبعة الأولى لألعاب البحر الأبيض المتوسط الشاطئية المقررة من 28 أوت الى 6 سبتمبر المقبل بمدينة بيسكارا الايطالية، تم التوقيع على عقد التنظيم بحضور رئيس اللجنة الدولية للألعاب المتوسطية، الجزائري عمار عدادي ووالي وهران، عبد الغني زعلان ورئيس اللجنة الرياضية والأولمبية الجزائرية، مصطفى بيراف.