جدّد مصطفى بيراف رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، التأكيد على حيازة مدينة وهران على حظوظ وافرة لاحتضان دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2021، مشيرا إلى نجاعة الاستراتيجية التي تتبعها السلطات العليا في الجزائر، التي أخذت على عاتقها تدعيم ملف ترشح مدينة وهران لاستضافة هذا الموعد المتوسطي. جاء ذلك في منتدى جريدة "منبر الغرب"، الذي حل بيراف ضيفا عليه صبيحة أمس، بفندق "الميرديان"، رفقة والي الولاية السيد عبد الغني زعلان، وعبد الحق كازي تاني رئيس المجلس الولائي، ونور الدين بوخاتم رئيس بلدية وهران، والقنصل العام لفرنسا، وأعضاء وفد اللجنة الأولمبية الرياضية الفرنسية برئاسة دونيس ماسيقليا، وشخصيات وأسماء رياضية معروفة صنعت مجد الرياضة الجزائرية في مختلف التخصصات في السنوات السابقة كبلومي، بن جميل، بنيدة مراح، قدور وغيرهم، وممثلي 21 اتحادية جزائرية، وكذا العديد من الجمعيات الرياضية والمجتمع المدني بوهران. ولقد كانت فرصة متاحة لبيراف وزعلان لإطلاع الحضور، ممثلين لمختلف الهيئات والقطاعات التي لها علاقة مباشرة بملف ترشح وهران أو التي يُنتظر منها تقديم الدعم اللازم له على آخر المستجدات والتحركات، منها ما أفصح عنه بيراف بأن أغلبية اللجان الأولمبية قد عبّرت عن تأييدها لوهران لاحتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2021 بعد اقتناعها بأهمية الإمكانيات التي تتوفر عليها مدينة وهران. بيراف قال أيضا بأنه "يجب تكثيف العمل الدعائي من أجل تقديم مدينة وهران في أحسن صورة، وهي كذلك، وأن لا نستحي من نقائصنا، بل علينا مواصلة الجهد بإخلاص، وفي إطار جماعي لمحوها". وواصل يقول: "لن أبوح بسر إذا قلت لكم بأن لجنة التفقد للمجلس الدولي للألعاب المتوسطية المكلفة بتقييم ملف المدن المترشحة، والتي تفقدت المنشآت الرياضية والفندقية والسياحية بوهران منذ أكثر من أربعة أشهر، وكذلك وفد اللجنة الأولمبية الرياضية لفرنسا، قد عبّروا عن اقتناعهم بالمسؤولين المحليين، وبقدرة مدينة وهران على تلبية كل الشروط، وتنظيم الموعد المتوسطي 2021". واستطرد بيراف: "رغم تفاؤلنا إلا أنه يجب أن نبقى يقظين، ونعمل بجد، متعاونين، كل في منصبه حتى نضمن التصويت لملف وهران يوم 27 أوت القادم ببيسكارا الإيطالية". وأشار رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية إلى أن وزارة الشؤون الخارجية تقوم بجهود مكثفة لإنجاح ملف ترشح وهران. وقال إن وزارة الشؤون الخارجية نظمت بمناسبة إحياء الذكرى ال 53 لعيدي الاستقلال والشباب، حفلا كبيرا، دعت إليه سفراء بلدان البحر الأبيض المتوسط، لتحسيسهم وإقناعهم بأن الجزائرووهران على وجه الخصوص، قادرة، وتتوفر على إمكانيات استضافة هذه المنافسة الرياضية المتوسطية، ويبقى توجيه البوصلة يضيف بيراف لإشراك سكان وهران في هذه الديناميكية؛ إذ أن ورشة كبيرة ستُفتح بوهران وعلى جميع المستويات في حال اختيارها لاحتضان هذا الموعد المتوسطي. من جهته، شدّد والي الولاية السيد عبد الغني زعلان في تدخّله، على ضرورة رص كل الجهود، وكافة الإمكانيات والوسائل الممكنة حتى تنجح مدينة وهران في نيل شرف استضافة دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2021، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بهذا الشأن، مؤكدا على إجبارية أن يساهم الجميع كلٌّ في موقعه حتى ينجح ملف مدينة وهران، ودعا الوهرانيين بوجه خاص إلى تفعيل عمل جواري مكثف، وإلى التجند من أجل مدينتهم حتى تكسب هذا الموعد المتوسطي الهام. وأضاف يقول: "4650 جمعية تطالب بتنظيم طبعة 2021 لألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، وعندما تلتحم إرادة الحكومة الجزائرية مع المجتمع المدني فلا يمكن إلا أن نتوقع نتيجة طيبة". وأبرز زعلان الجهود التي تبذلها السلطات العليا للبلاد منذ أكثر من سنة، لتهيئة كل الوسائل لاحتضان هذا الحدث الرياضي الهام للجزائر ومدينة وهران على وجه الخصوص، حيث استعرض مختلف المشاريع الرياضية والثقافية والاقتصادية والتنموية عموما التي سيستفيد منها الرياضيون وشباب مدينة وهران، وتسهل تحركات وإقامة الوفود المشاركة في حال الفوز بطبعة 2021، هذه المشاريع التي تشهدها مدينة وهران منذ سنوات، كالمركب الأولمبي متعدد الرياضات، والملعب الأولمبي الذي بلغت نسبة الأشغال به 60 في المائة، ويُنتظر تسليمه منتصف السنة القادمة (2016)، والقرية المتوسطية التي ستنتهي بها الأشغال سنة 2017. أما على الصعيد الثقافي، فهناك جهود تُبذل من أجل أن تستعيد مدينة وهران زخمها الثقافي، معتمدة على إرثها الحضاري الغني، ونفس الشيء على الصعيد السياحي مادامت وهران يضيف زعلان مدينة جميلة تستحوذ على معالم تاريخية وحضارية رائعة، يجب دعمها والتعريف بها متوسطيا. وأكد زعلان أن السلطات المحلية لن تتوقف عند هذا الحد، بل ستكثف من مبادراتها تدعيما لملف وهران المترشحة لاستضافة هذا الموعد المتوسطي، منها ما هو علني وآخر سرّي، "وذاك من حقنا"، قال السيد الوالي. ولقد سبق تدخّل بيراف وزعلان عرض فيلم وثائقي يثمّن المؤهلات والقدرات التي تتوفر عليها مدينة وهران؛ من منشآت رياضية واقتصادية، وإبراز قدراتها السياحية، وإنجازاتها العمرانية، ومواقعها الطبيعية والتاريخية. للإشارة، فقد حل وفد عن اللجنة الأولمبية الرياضية لفرنسا بوهران مساء الأحد الماضي، برئاسة رئيس ذات اللجنة دونيس ماسيقليا في إطار معاينة مدى استعداد المدن المترشحة لهذا الموعد الرياضي المتوسطي (وهران وصفاقس التونسية)، حيث يُرتقب الحسم في المدينة التي ستحتضنه يوم 27 أوت القادم بمدينة بيسكارا الإيطالية.