لازال الغاز او كما اصبح يسمى بالقاتل الصامت يصنع أحداثا ماساوية لما تسببه من أضرار بليغة تصل في كثير من الأحيان لحدّ الوفاة، وإن اختلفت أسباب التعامل بالغاز بين تهاون واللامبالاة المواطن من جهة، وسوء استغلالها من جهة ثانية، لكن تبقى استعمال معدات التدفئة غير مطابقة للمعايير القانونية والتركيب العشوائي لقنوات الغاز وراء حدوث مآسي عديدة ما جعل بهذه الاخيرة تعرف منحى تصاعدي في السنوات الاخيرة خاصة في المجمعات السكنية التي تم ربطها مؤخراً بغاز المدينة و عليه عمدت الجهات الوصية لاطلاق برنامج تحسيسي مكثف لتوعية المواطنين بمخاطر الإختناق، وطرق الوقاية منه وكيفية التعامل معه مع كيفية تقديم الإسعافات الأولية والحركات المنقذة للمصابين. مدفآت مستعملة وأخرى مقلدة تثير الرعب يرجع الكثير من المواطنين أن من بين أهم الأسباب التي أدت إلى حوادث الاختناق بالغاز، جهل العديد منهم وتعمدهم على استعمال أجهزة تدفئة مستعملة و اخرى مقلدة ، وكثيرا ما يلجأ هؤلاء مع بداية دخول فصل الشتاء إلى أسواق الخردة لاقتناء أجهزة التدفئة المعطلة التي يعيدون تصليحها واستعمالها داخل غرف النوم، وفي هذا الصدد يقول أحد باعة هذه الأجهزة بمنطقة حمادي بولاية بومرداس إن المواطنين يعمدون إلى اقتناء هذه الأجهزة نتيجة ضيق الحال لأن ثمنها يبقى في متناولهم مع الارتفاع الكبير في ثمن أجهزة التدفئة أوروبية الصنع، وهو ما اجمع عليه العديد من المختصين الذين اكدوا بدورهم ان اقتناء أجهزة تدفئة مقلدة لا تتوفر على مقاييس السلامة، يشكل خطورة كبيرة و في ذات السياق اشار محمد بائع لاجهزة التدفئة ببلدية الشراقة الى خطورة استعمال المواطن لتجهيزات ضعيفة الجودة وذات أسعار منخفضة، يكون ضمان سلامتها لفترة محدودة. كما أكد على وجود تجهيزات مزيّفة تباع للمواطنين تتسبب في مقتلهم.و في ذات السياق اضاف ذات المتحدث ان أغلب مسبّبات الحوادث تعود إلى ضعف الجودة بالنسبة للتجهيزات المقتناة من طرف المواطن، والتي تحتوي في بعض الحالات على تسربات، على غرار المدفئآت وسخانات المياه، حيث أكد أن المواطن يفضّل اقتناء تجهيزات مقلّدة بأثمان قليلة رغم الخطورة التي تشكلها على حياته.فالإهمال عواقبه وخيمة وهي التي تشكل حوادث الاختناق بالغاز، فهي إلى جانب أنها تتسبب في مقتل أشخاص بصور درامية، فقد قضت في كثير من المرات على أسر بأكملها أو أفراد منها، نتيجة الإهمال أو الجهل بخطورة الغاز الذي يؤدي تسرب القليل منه وفي ساعات معدودة إلى نتائج لا تحمد عقباها، ورغم الحملات التحسيسية التي تقوم بها مختلف الأجهزة من حماية مدنية ودرك وغيرها، إلا أن أخبار الموت بالغاز تطل علينا مع بداية كل فصل شتاء تنقل تعرض عائلات بأكملها إلى الاختناق بالغاز أو انفجارات في منازل ومستودعات نتيجة تسرب الغاز الذي غفل الناس عن مراقبته، وأدى ذلك إلى حوادث عديدة تصدرت الأخبار، ويبدو أن كل هذه الحوادث لم تدفع المواطنين إلى توخي الحذر والتعامل مع الغاز ومختلف الأخطار الأخرى بجدية أكبر والدليل على ذلك أن الحوادث ما تزال تتكرر رغم حملات التوعية والتحسيس. التركيب العشوائي لقنوات الغاز يهدد حياة المواطنين. و في ذات السياق اكدت فتيحة صادقي المكلفة بالاعلام على مستوى من مديرية مؤسسة توزيع الكهرباء و الغاز ببلدية جسر قسنطينة ، أن من أهم أسباب انفجارات الغاز الإصابات التي تحدثها مصالح الأشغال العمومية عند قيامها بأشغالها، حيث تبين لنا في معظم الأحيان أن سبب الانفجارات هو تسرب الغاز واحتباسه لفترة طويلة وذلك إثر الثقوب التي تنجر عن الأشغال العمومية التي لا يتم الإخبار عنها من قبل العمال بل يكتفون بردمها متجاهلين خطورة الأمر، كما لا يخفى على أحد أن الغاز يمكن أن يتسرب ويمتد ويخرج من أماكن مختلفة تكون في العديد من الأحيان من المراحيض أو صهاريج المطبخ مما يسبب الاختناق أو يؤدي إلى الانفجار بمجرد حدوث شرارة.كما أن البناء العشوائي فوق شبكات الغاز يصعب على سونالغاز معرفة مكان التسرب.أما الربط العشوائي الذي يقوم به بعض الرصاصين غير المحترفين وعدم اعتمادهم على شهادة أمان تؤدي بهم إلى التسبب في حوادث رهيبة تحصد سنويا العديد من الأرواح. غياب التهوية بالمنازل يسبب الاختناق و لا ترتبط حوادث الغاز بوجود الثقوب في الأنابيب أو في رداءة الأجهزة أو بل يمتد إلى حوادث أخرى قد تأتي في صمت و دون سابق إنذار ألا و هي الاختناقات بغاز ثاني أكسيد الكربون القاتل، حيث يجهل الكثير نقطة مهمة و ضرورية للمنازل أثناء فصل الشتاء و هي مساحات التهوية و التي تعتبر ركيزة أساسية لتفادي حدوث الاختناقات و لغياب التوعية يعمد الكثير على سد جميع منافذ المنزل من نوافذ و أبواب لغرض الحصول على دفئ أكثر و يبقي المدفأة مشتعلة طيلة الليل و أخطرها في فترات الذروة للنوم مما قد يضاعف الخطر أكثر باستنشاق الأشخاص للغاز السام القاتل و الذي لا ينذر و لا يعطي أية إشارات معينة سوى الشعور بالفتور و النعاس الشديد و هو ما أطلعنا عليه فوزي حيث اخبرنا بأنه في فصل الشتاء و أثناء تشغيله المدفأة اكتشف بأنه يشعر بتعب و نعاس شديدين و صعوبة في التنفس وصعوبة في الاستيقاظ صباحا إلى ان تفطن بأن ذلك سببه المدفأة و التي كان يبقيها مشتغلة طيلة الليل و يضيف بأنه أصبح يقوم بتهوية المنزل و إشعال المدفأة إلا لساعات فقط لتفادي اختناقات بغاز ثاني أكسيد الكربون و تضيف لامية في ذات السياق بأن إفراطها في زيادة درجات حرارة المدفأة تسبب لها في الكثير من المشاكل الصحية و من أبرزها ضيق في التنفس يصاحبه خمول و إرهاق إلى أن نصحها الطبيب بتهوية المنزل قدر الإمكان. اجراءات و تدابير وقائية لتفادي حوادت الغاز ويجمع مختصون من رجال الحماية المدنية وأطباء اختصاصيين على ضرورة إطفاء المدفأة قبل النوم، والحرص على تهوية الغرفة باستمرار لترك المجال لتجديد الأكسجين، إذ أن انعدامه إلى جانب استمرار انبعاث أول وثاني أكسيد الكربون، يؤديان إلى زيادتهما في الهيموغلوبين مما يؤدي إلى حدوث تسمم في الدم واختناق. من جانبه، يؤكد اختصاصي أمراض وجراحة القلب الدكتور مراد.خ أن الدماغ أهم أجزاء جسم الإنسان يليه القلب والكلى والكبد فأولوية دخول الأكسجين يكون لهذه الأجزاء ومن ثم باقي أنحاء الجسم. ولأن الاحتراق يحتاج إلى الأكسجين فإن المواد العضوية وهي المواد المحترقة تعمل على استهلاك كمية الأكسجين الموجودة لإتمام عملية الاحتراق الدائم، وفي حال نقص الأكسجين فإن أول المتأثرين بذلك الدماغ والقلب مما يجعل الشخص يفقد الوعي ويدخل في غيبوبة، حسبه. ويحذر المختصون من عدم ترك المدافئ مشتعلة أثناء النوم؛ لأن ذلك يؤدي إلى زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو، فضلا عن زيادة أول أكسيد الكربون السام الذي يحل محل الأكسجين في الدم مؤدياً إلى الاختناق. ويشددون على تجنب وضع المدفأة داخل الحمام أثناء الاستحمام، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة نسبة الغازات السامة والخانقة الناتجة عن عملية الاحتراق، مؤكدين على ضرورة المحافظة على توفير التهوية المناسبة. فالغاز سلاح ذو حدين غالبا ما يؤدي إلى خسائر بشرية ومادية إذا لم يتم التحكم في مساره بدءا من المصدر ونهاية بالمستعمل، مرورا بشبكات التوزيع المثبتة داخل المدينة. ومن جهته أوضحت فتيحة صادقي بأن مصالحهم مع اقتراب كل فصل شتاء تنطلق في الحملات التحسيسية حول التصرفات الجيدة لمنع الكوارث كما أنها تقوم بدراسات حول الحوادث التي تقع مضيفة بأن أغلب الحوادث تقع لعدم مطابقة الشبكة الأساسية للغاز للمعايير المعمول بها حيث قد تحتوي على ثقوب يتسرب منها الغاز و قد تحدث شرارات من الهواتف أو عود كبريت مما قد يسبب انفجار ، دون ان ننسى سوء التركيب حيث يركب الكثير أجهزة تسخين المياه داخل الحمام دون أن يزودها بالمنفذ الذي يطرح الغاز المحروق و الذي هو عبارة عن الأنبوب الخارجي و من جهة أخرى لا ينبغي تركيب أجهزة تسخين المياه داخل الحمام و الأهم من ذلك ننصح المواطنين بترك فتحة للتهوية للسماح للغاز المطروح بالخروج حيث أن التهوية يمكنها تجنيب المواطن العديد من الكوارث كما يجب تنظيف المدفأة من الغبار قبل استعمالها و يجب ايضا وضع منافذ التهوية السفلى و العليا تلك التي تتواجد بالأبواب و المطابخ و تنظيفها من الغبار أيضا و الأهم من ذلك يجب الحرص على احتراق الغاز المنبعث من المدفأة احتراقا تاما ، و في الأخير تصرفات بسيطة تمنع حدوث الكثير من الحوادث. الحماية المدنية تحسس.... و لتفادي اخطار و حوادث الاختناق بالغاز اطلقت مديرية الحماية المدنية لولاية غرداية قافلة متنقلة للتحسيس بأخطار حالات استنشاق الغاز الطبيعي في فترة الشتاء لاسيما من خلال استعمال مدفئات الغاز والسخانات المائية. وتهدف هذه القافلة التحسيسية التي تأتي بمبادرة للمديرية العامة للحماية المدنية إلى الرفع من مستوى الأمن واليقظة لدى المواطنين ضد الحوادث المنزلية القاتلة التي تتسبب فيها تسربات الغاز لاسيما غاز أول أوكسيد الكربون حسب ما أوضح مدير الحماية المدنية. وستجوب هذه القافلة المتجولة خلال أسبوع 13 بلدية بولاية غرداية من أجل إرساء لدى المواطنين ثقافة اليقظة لتفادي التسمم جراء استنشاق الغاز المتسرب بسبب خلل في عمل تجهيزات التدفئة المقلدة الصنع وانعدام الصيانة لوسائل التدفئة كما أضاف المقدم عبد المالك بوبرتاخ. وسيعمل منشطو هذه التظاهرة الوقائية على تحسيس المواطنين من أجل التفحص الدوري لخلل أو عطب المعدات إلى جانب فوهات التهوية للمواقع المجهزة بالمدفئات أو السخانات المائية . كما ستستهدف هذه الحملة شرائح أخرى من المجتمع على غرار تلاميذ المتوسطات والثانويات بإعتبارهم وسائط اجتماعية لتقديم نصائح حول الإستعمال الجيد للغاز الطبيعي وغاز البوتان إلى جانب المواطنين وذلك من خلال تنظيم لقاءات لتقديم إرشادات ونصائح جوارية وتوزيع مطويات تشمل معلومات واحتياطات واجب اتخاذها للإستعمال الجيد للغاز والمعدات الكهرومنزلية المقلدة الصنع . واستناد لحصيلة ذات السلك النظامي فقد تم إنقاذ 11 ضحية جراء استنشاقها للغاز من طرف عناصر الحماية المدنية بولاية غرداية خلال سنة 2014و في ذات السياق أطلقت الحماية المدنية بالجزائر أسبوعا وقائيا وتحسيسيا على الصعيد الوطني حول خطر الاختناق بالغاز حسب ما أفادت به المديرية العامة للحماية المدنية في بيان لها.و أوضح ذات المصدر أنه خلال هذا الأسبوع سيتم تنظيم أيام مفتوحة على مستوى وحدات الحماية المدنية و قافلات محلية ستجوب مختلف المناطق للقيام بإعلام جواري و تحسيس المواطنين حول مخاطر الاختناق والأضرار التي قد تنجم عنه والسلوكات الواجب تبنيها للحفاظ على حياتهم .و أظهرت إحصائيات الحماية المدنية أنه تم إنقاذ أكثر من 1.457 شخص استنشقوا غاز الكربون و تسجيل وفاة 161 شخص خلال سنة 2014 مقابل 208 حالة وفاة سنة 2013.و أوضح البيان أن أغلبية الوفيات بسبب الاختناق جراء استنشاق الغاز تعود إلى خطأ في الوقاية في مجال الأمن .و أكدت الحماية المدنية أن هذه الأخطاء تتلخص عامة في سوء أو نقص التهوية و عدم تطابق أجهزة التدفئة للمعايير و تركيب هذه التجهيزات من طرف مستخدمين غير مؤهلين .و أشار ذات المصدر في الاخير إلى أن المواطنين مدعوون للمشاركة في هذه النشاطات من خلال التقرب من مصالح الحماية المدنية .و من جانبها اطلقت مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر الكائن مقرها بالطريق الولائي 115/ براقي –الحراش، مقابل مستشفى سليم زميرلي إلى مركز التكوين المهني- الحراش2-. قافلة تحسيسية للوقاية من اخطار هذا القاتل الصامت كما تنظم المديرية أياما دراسية من 04 إلى 08 نوفمبر، لنفس الموضوع على مستوى المؤسسات التعليمية و مراكز التكوين المهني بجوار الأحياء السكنية المستغلة حديثا.بينما تشهد الأيام ما بين 08 إلى 10 نوفمبر أبوابا مفتوحة على مستوى المركز الثقافي مصطفى كاتب الكائن بشارع ديدوش مراد بلدية الجزائر الوسطى .