مختصون ينصحون بإخضاع أجهزة التسخين للصيانة في إطار تنفيذ برنامج النشاط المسطر من طرف المديرية العامة للحماية المدنية وكذا مديرية الوقاية والمديرية الفرعية للإحصائيات والإعلام المتعلق بالتحسيس من مختلف أخطار الحوادث المنزلية، لا سيما خطر الاختناق بالغاز ولتفادي هذه الحوادث أو التقليل منها، باشرت مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر، تنظيم الأسابيع الإعلامية التوعوية لفائدة المواطنين عبر كامل تراب القطر، حيث سيتم في هذا الصدد تنظيم أبواب مفتوحة عبر كامل وحدات الحماية المدنية والمؤسسات التربوية المتواجدة في تراب الولاية. حسيبة موزاوي من خلال تسطير برنامج تحسيسي توعوي يهدف إلى تفادي هذه الأخطار أو التقليل من وطأتها والآثار الناجمة عنها من خلال التعرف عن قرب على مختلف العتاد المستعمل للتدخل في مثل هذه الحوادث وتوعية المواطنين وغرس ثقافة وقائية وتبيان القواعد والمقاييس الأمنية الواجب اتباعها، بالإضافة إلى قافلة تحسيسية من مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر تجوب شوارع العاصمة. البرنامج يشمل حملات تحسيسية لفائدة المواطنين لحمايتهم من الأخطار المتعلقة بأخطار الحوادث المنزلية، الاختناقات بصفة خاصة، بالتنسيق مع مختلف القطاعات ذات الصلة وكذا عبر الصحافة ومختلف وسائل الإعلام، يقدم من خلالها إرشادات للمواطنين حول قواعد السلامة المتعلقة بالموسم الشتوي وبرمجة ندوات ومحاضرات على مستوى المدارس والمؤسسات التربوية، دور الشباب ومراكز التكوين المهني يتم فيها تقديم نصائح السلامة وتوضيح الأخطار الناجمة عن تلك الحوادث، توزيع مطويات وملصقات تتعلق بالسلامة من الاختناقات وتعريفهم بالخطر وكيفية إسعاف الضحايا مع إبراز الجوانب الوقائية. من جهتها، شرعت مديرية توزيع الكهرباء والغاز بولاية الجزائر في حملة تحسيسية واسعة للوقاية من الأخطار الناجمة عن الاستعمال السيء للكهرباء والغاز، حسب خلية الاتصال بالهيئة، وسطر في إطار هذه الحملة التحسيسية، التي انطلقت منتصف شهر أكتوبر الماضي وستدوم إلى غاية شهر مارس من السنة المقبلة، جملة من النشاطات الإعلامية الجوارية التي ستمس أكبر عدد من المواطنين بالتنسيق مع أفراد المجتمع المدني والكشافة الإسلامية، كما سيتخلل هذه المبادرة تنظيم أبواب مفتوحة وزيارات ميدانية بالتنسيق مع مديريتي التربية الوطنية والتكوين والتعليم المهنيين لتقديم نصائح وإرشادات لفائدة تلاميذ المراكز التربوية بكافة الأطوار. يعتبر خطر الاختناق بالغاز من بين أحد الكوارث التي تبقى تسجل عند كل فصل برد أو شتاء رغم الحملات التوعوية والتحسيسية التي تطلقها مصالح الحماية المدنية وسونالغاز كل سنة إلا أنه لا يخلو عام إلا ويتم فيه تسجيل عدد من حالات الاختناقات، لاسيما منها بغاز أول أكسيد الكربون السام، ولعل بدايتها كانت بولاية البليدة، حيث تدخلت وحدة الحماية المدنية لدائرة واد العلايف بشارع الإخوة صالحي ببني تامو من أجل إسعاف وإنقاذ عائلة تعرض أفرادها للاختناق بغاز أكسيد الكربون داخل حمام المنزل أثناء عملية الاستحمام، حيث تعرضت الأم 30 سنة وابناها التوأم عبد الإله وناصف 3 سنوات، لاستنشاق غاز واحد أكسيد الكربون السام والقاتل جراء عدم الاحتراق التام لغاز المدينة المنبعث من السخان، تم إسعافهم وإجلاؤهم نحو القطاع الصحي بواد العلايف فيما كانت الأم فاقدة للوعي تماما إثر استنشاقها لكمية معتبرة من الغاز. ومن هنا أشار المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية نسيم برناوي إلى أن من أهم الحوادث المنزلية الاختناق بشتى أنواعه ومنه الاختناق الناتج عن سوء استخدام المدافئ، حيث يكثر استخدام وسائل التدفئة المختلفة وخصوصا تلك التي تعمل على الوقود، أين يتطلب استخدام هذه الأنواع من المدافئ الحذر الشديد في اتباع الطرق السليمة والصحيحة في كيفية تشغيلها وإطفائها وكيفية تزويدها بالوقود كل هذا يشكل خطراً كبيراً على الإنسان، ومن أهم الممارسات الخاطئة في استخدام المدافئ وضع المدفأة داخل الحمام أثناء عملية الاستحمام مما يؤدي إلى زيادة نسبة الغازات السامة والخانقة الناتجة عن عملية الاحتراق وترك المدفأة مشتعلة أثناء النوم سبباً مهما لحدوث عملية الاختناق كما أن المدافئ التي تعمل على الغاز لها دور كبير في عمليات الاختناق، حيث إن عدم تفقد الخرطوم الواصل ما بين الأسطوانة والمدفأة كل فترة من الوقت واستبدال الجلدة مانعة التسرب مع استبدال كل أسطوانة والتأكد من صلاحية الصمام الرئيسي ووضعها في غرف جيدة التهوية هو سبب المشكل. كما أن تركيب سخانات الغاز داخل الحمام أو في الأماكن المغلقة داخل المنزل يؤدي إلى عملية الاختناق بسبب إمكانية تسرب الغاز الخانق مما يؤدي إلى وفاة الأشخاص المتواجدين هناك أثناء عملية الاستخدام. والتدخين له دور كبير ورئيسي في عملية الاختناق، حيث إنه كما نعلم أن المادة الموجودة في أعقاب السجائر تعتبر مادة سامة وخانقة لأنها مليئة بالغازات السامة التي تلعب دورا كبيرا في عملية الاختناق إذا لم تتم التهوية الجيدة والمناسبة للأماكن المغلقة وخاصة غرف النوم، حيث إن الامتناع عن التدخين هو مطلب أساسي ومهم لسلامتنا ووقاية أطفالنا من خطر الاختناق. والاختناق في الجزائر لا يكون فقط من المدافئ وإنما من قارورات الغاز، فهي الوسيلة الوحيدة المتاحة لدى الآلاف من الأسر المعوزة التي لا تستطيع دفع تكاليف المدافئ، وفي هذا خطر أكبر من ناحية الاختناق أو الانفجار، والسنوات الأخيرة أفرزت العديد من الضحايا، خاصة من صغار السن أو أسر بكاملها راحت ضحية الاختناق والعوز لتبقى الوقاية خير من العلاج.