أطلق الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي مبادرة لإنهاء حالة الانقسام التي يعاني منها حزب نداء تونس العلماني -الذي أسسه بنفسه والذي يقود الائتلاف الحاكم- خشية فقدان الصدراة في البرلمان لخصومه لكنه فجر جدلا واسعا حول التداخل بين الدولة والحزب. وهذا الشهر استقال 32 نائبا من حزب نداء تونس من البرلمان احتجاجا على ما قالوا إنه محاولات لحافظ السبسي نجل الرئيس الباجي قائد السبسي السيطرة على الحزب والانقلاب على هياكله الشرعية. لكنهم علقوا استقالتهم الاسبوع الماضي لإفساح المجال أمام وساطة تنهي الأزمة الحادة التي هزت الحزب الأول في البرلمان حيث يبلغ عدد نوابه 86 نائبا. وتفجر قبل نحو شهرين خلاف حاد في الحزب الذي فاز في انتخابات 2014 بين معسكرين يقود الاول حافظ قائد السبسي نجل الرئيس ويتزعم الثاني محسن مرزوق الامين العام للحزب. ويتركز الصراع حول المناصب القيادية في الحزب وتنظيم هياكله.وفي خطاب قال مكتب الرئيس إنه موجه للشعب تحدث السبسي عبر التلفزيون الرسمي في وقت متأخر عن أزمة نداء تونس بإطناب وأطلق وساطته سعيا لحل الخلاف في الحزب الذي أسسه ولايجاد وفاق يمكن نداء تونس من البقاء كأكبر قوة سياسية في البرلمان. وأضاف "أعلن عن لجنة تتكون من 13 عنصرا ستكون مهمتها ايجاد توافق في صفوف الحزب وضرورة إيجاد حل إما بعقد مؤتمر انتخابي في الحزب أو مؤتمر توافقي". وقال السبسي انه لا يميل إلى مؤتمر انتخابي لأن ذلك يتطلب وقتا طويلا.وكان نجل السبسي قد دعا بدوره هذا الشهر إلى مؤتمر توافقي غير انتخابي وهو ما يرفضه معسكر مرزوق الذي يرى في ذلك انقلابا على الديمقراطية في الحزب وسعيا للسيطرة على دواليب الحزب وسعيا للتوريث. وبعد ساعات قليلة من خطاب الرئيس الباجي قائد السبسي اطلق نشطاء ومدونون حملة واسعة على الانتريت اسمها "اش مدخلني" (هذا لا يعنيني) وسط انتقادات للرئيس بخرق الدستور الذي ينص على منع الخلط بين المهام في الدولة والحزب. وقالوا ان حديث السبسي أمر حزبي خالص لا يعني كل التونسيين بل جزء فقط من ناخبي نداء تونس. ودعت حركة الشعب المعارضة البرلمان إلى مساءلة الرئيس السبسي بعد ما قالت إنه خرق للدستور. وجاء في بيان الحركة أن "رئيس الدولة أطل أمس لا ليُقدم مبادرة تدفع في اتجاه تخفيف الاحتقان بل ليؤكد كونه ليس رئيسا لكل التونسيين." وانتقدت ما وصفته "بانغماس رئيس الجمهورية في شأن حزبي". ولكن السبسي استبق حملة الانتقادات بقوله في خطابه إن الخوض في خلافات نداء تونس أمر مهم لان المقرضين الدوليين يبدون خشية على مسار الانتقال الديمقراطي في تونس معتبرا أن نداء تونس عنصر أساسي ومهم في هذا الانتقال وفي إحداث توازن سياسي في البلاد.