غياب غاز المدينة يجبر السكان على الاحتطاب وعيش حياة بدائية المفرغة العمومية تهدّد المواطنين بأوبئة خطيرة أزمة الماء تتواصل منذ سنوات
تعدّ بلدية الداموس بولاية تيبازة من البلديات الساحلية التي تحوي على مواقع اثرية هامة وسياحية بامتياز، غير أن الإهمال الذي يطالها يجعلها بعيدة كل البعد عن تطلعات زوارها ومواطنيها، ما يستدعي التدخل العاجل للسلطات المحلية والولائية التي من شانها النهوض بذات البلدية سياحيا، ناهيك عن ضرورة تعميم عديد المرافق على غرار شبكات المياه الشروب والغاز وقنوات الصرف الصحية التي تعد على رأس المطالب التي يدعو المواطنين إلى تلبيتها، كل ما سبق ذكره وغيرها رصدته السياسي خلال زيارة ميدانية قادتها لبلدية الداموس. منعرجات خطيرة تستقبل زوار الداموس أثناء توجهنا إلى بلدية الداموس شدّنا للوهلة الأولى وقبل الدخول إلى المدينة خطورة الطريق الرابط بين منطقة الأرهاط والداموس الذي يمتاز بكثرة المنعرجات، حيث اشتكى سكان المدينة والمقبلين عليها من مختلف بلديات تيبازة وخارجها ضيق المسلك وعلوه، مبدين تخوفهم من صعوبة الطريق الذي يفتقر للحواجز الأمنية رغم سيره في نفس الاتجاه. كما أشار ذات المتحدثين ل السياسي إلى الإقبال الكبير الذي يشهده الطريق خلال فصل الصيف لما تمتاز به المدينة من طابع سياحي في ظل توفرها على الشريط الساحلي الذي يعدّ القبلة المفضلة لعديد السياح والزوار من مختلف الولايات، حيث طالب سكان الداموس من السلطات المحلية توفير حواجز أمنية من شأنها ضمان سلامة مستخدمي الطريق، خاصة وأن الطريق شهد عديد الحوادث المميتة. سكان دوار رمامن يطالبون بالتهيئة الحضرية أثناء تواجدنا ببلدية الداموس شد انتباهنا الوضع المزري الذي تتقاسمه عشرات العائلات المقيمة بدوار رمامن المتواجد أقصى الحدود الغربية للداموس، حيث اشتكى السكان العزلة والتهميش في ظل غياب التهيئة الحضرية عن مختلف المسالك المتواجدة بالدوار والطرقات المؤدية إليه مما تسبب في صعوبة التنقل إلى ذات المكان خاصة في فصل الشتاء حيث تتحول حركة السير المروري إلى شبه مستحيلة جراء واقع التهيئة الحضرية الكارثي. وفي سياق متصل، فقد طالب قاطنو الدوار الهيئات المحلية ربط المنطقة بشبكة الإنارة العمومية التي تغيب هي الأخرى عنه ما يفرض على قاطنيه حظر تجوال بساعات مبكرة من الليل، مبدين تساؤلاتهم واستفساراتهم عن أسباب استثنائهم من برمجة العمليات ذات الصلة بالتهيئة الحضرية على غرار باقي الأحياء المتواجدة ببلدية الداموس. أزمة المياه الشروب تتواصل لسنوات لا يزال سكان عدد من الدواور يعانون نقصا فادحا في المياه الشروب، حيث اشتكى قاطنو دوار سيدي حمادة بواد حربيل افتقارهم لهذه المادة الحيوية لسنوات والتي تزداد حدة مع حلول فصل الصيف ما يضطرهم للتنقل إلى البلديات المجاورة لتلبية حاجياتهم اليومية رغم توفرهم على مورد هام والمتمثل في وادي حربل الذي لا يبعد عن الدوار، كما أعرب محدثونا عن استيائهم الشديد من تجاهل المسؤولين لذات المشكل الذي يمتد لسنوات، والذي تعاني منه عدة مناطق سكانية على غرار دوار قبايلي بالداموس الذي استفسر قاطنوه عن الأسباب التي تقف وراء أزمة العطش في حين تبقى الحلول مجهولة، حسبهم. وغياب قنوات الصرف الصحي يؤرق السكان طالب سكان سيدي حمادة السلطات المحلية ربط الدوار بقنوات الصرف الصحي، حيث أبدى عدد من المواطنين في حديثهم ل السياسي تخوفهم الشديد من خطر تسرب المياه القذرة إلى السطح جراء اعتماد السكان على الطرق التقليدية كسبيل لتنظيم مجرى المياه القذرة. من جهتهم، اشتكى قاطنو دوار الرف بالداموس افتقارهم لقنوات الصرف الصحي وهو ما تسبب في انبعاث الروائح الكريهة جراء تسرب المياه القذرة التي تمتد في كثير من الأحيان إلى التجمعات السكانية مما قد يؤدي إلى إصابتهم بالأمراض الخطيرة دون أن تلقى معاناتهم أذانا صاغية، حسب محدثينا. كما رصدت زيارة السياسي إلى دوار رمامن غياب شبكة تنظيم المياه القذرة والتي تعد من أهم المطالب والانشغالات التي لا تزال عالقة في انتظار تطلع المسؤولين المحليين، حسب سكان الدوار. الغاز الطبيعي حلم طال انتظاره اشتكى سكان الداموس غياب الغاز الطبيعي، حيث أشار قاطنو وسط المدينة الى استخدام البوتان لتلبية متطلباتهم اليومية منذ سنوات وسط نقص فادحا في قارورات الغاز خلال فصل الشتاء رغم الحاجة الملحة لها لما للمنطقة من طابع جغرافي يتميّز بقساوة البرودة، الأمر الذي يضطر العديد منهم التنقل الى المناطق المجاورة التي تشهد هي الأخرى ذات المشكل في ظل غياب الغاز الطبيعي عن أغلب بلديات ولاية تيبازة في جهتها الغربية للوقوف في طوابير طويلة تمتد لساعات، في حين يلجأ اخرون للاحتطاب سعيا منهم للتقليص من حجم المعاناة حيث جدد المواطنون ندائهم للسلطات المحلية لاستعجال المشروع المتعلق بالغاز الطبيعي استفادت منه البلدية، إذ يمس أحياء دون أخرى، حسبهم. السوق الجواري للداموس لا يلبي حاجيات السكان على الرغم من توفر بلدية الداموس على سوق جواري يتواجد وسط المدينة، إلا أن الأمر لم يسلم من جملة النقائص التي يعاني منها السوق على غرار ضيق المساحة واستغلال التجار لمساحات كبيرة من الأماكن المخصصة للزبائن لعرض منتوجاتهم من الخضر والفواكه بالإضافة إلى غياب التهيئة عن طريق السوق الذي يعدّ محل شكوى الزبائن والتجار على حد سواء. من جهتهم، طالب السكان ممن التقتهم السياسي توسيع مقر السوق الجواري الذي من شأنه نفعيل نشاطه التجاري بغية تلبية حاجيات المواطنين التي تزداد خلال موسم الاصطياف لما تشهده المنطقة من توافد للسياح. ... والأسواق الموازية تفرض نفسها بقوة أثناء تواجدنا ببلدية الداموس شدّ انتباهنا توزع الباعة الفوضويين قرب السوق الجواري حيث حوّل الباعة المكان إلى مساحة لتسويق ما يبيعونه، ما تسبب في عرقلة حركة السير المروري بالإضافة إلى الانتشار الكبير للنفايات وأدى إلى تعفّن المكان. من جهتهم، طالب سكان الداموس من السلطات المحلية إنشاء هياكل تجارية من شأنها تنظيم عملية البيع، خاصة وأن هذه الأخيرة تعدّ مقصد العديد من المواطنين. المفرغة العمومية تهدّد صحة السكان أعرب السكان عن تخوفهم الشديد من خطر المفرغة العمومية المتواجدة قرب وادي الداموس، حيث أشار ذات المتحدثين ل السياسي إلى الوضع الكارثي الذي آل إليه المكان جراء الانتشار المهول للنفايات المنزلية في ظل غياب مصلحة الردم التقني ما تسبب في انعكاسات سلبية على سلامة وصحة المواطنين القاطنين بجوارها، مؤكدين أن العديد منهم أصيبوا بالأمراض الصدرية والحساسية إضافة إلى الأمراض الجلدية. ومن جهة أخرى، فقد أضاف ذات المتحدثين أن انبعاث الروائح الكريهة تخنق أنفاسهم، ناهيك عن الانتشار الكبير للحشرات الضارة التي تغزو المكان، مطالبين السلطات المحلية تحويل المفرغة العمومية بعيدا عن التجمعات السكانية حرصا منها على سلامتهم التي باتت على المحك. السكان يطالبون بمحطة نقل للمسافرين طالب سكان الداموس إنشاء محطة لنقل المسافرين من شأنها تنظيم عملية التنقل إلى مختلف الوجهات وفقا لبرنامج مسطر، حيث أشار المواطنون إلى مشكل النقص الفادح في خطوط النقل التي تصل المدينة بعديد النقاط من ذات الولاية، فعلى الرغم من توفر خطوط ربط البلدية ببوسماعيل وشرشال، الارهاط وقوراية، إلا أن هذه الأخيرة لا تلبي حاجيات المواطنين اليومية. السياحة في الداموس تحتضر تتوفر بلدية الداموس على مواقع سياحية هامة تتصدرها الواجهة البحرية، غير أنها لا ترقى إلى تطلعات الزوار والمواطنين بسبب افتقار المنطقة لعديد المرافق العمومية والترفيهية، ما يستدعي تدخل عاجل للجهات المحلية والولائية بغية النهوض بذات البلدية وجعلها قطبا سياحيا وساحليا بامتياز. خدمة الشبكة العنكبوتية الغائب الأكبر طالب قاطنو دواوير بلدية الداموس توفير خدمة الإنترنت، حيث أشار عدد من المتمدرسين في حديثهم ل السياسي إلى ضرورة تزويدهم بذات الخدمة بسبب الحاجة الملحة لها، مؤكدين تنقلهم المستمر إلى وسط المدينة والأحياء المجاورة لها. كما استفسر ذات المتحدثين عن أسباب غياب الشبكة العنكبوتية رغم مراسلاتهم المتواصلة للمديرية الوصية. مصلحة الغابات تعرقل تحويل المفرغة العمومية لدوار تاريس مشروع كاف الدير سيؤمّن الماء لتيبازة.. عين الدفلى والشلف بجوان 2016 توزيع أكثر من 200 مسكن اجتماعي قريبا
أكد محمد جزيري نائب رئيس بلدية الداموس بولاية تيبازة خلال لقاء جمعه ب السياسي ، أن السياحة بالبلدية الساحلية الخلابة لا تزال بعيدة عن التطلعات بسبب غياب الكثير من المرافق العمومية بواجهاتها البحرية وكذا المشاريع التنموية التي يرجعها إلى غياب الوعاء العقاري والغلاف المالي اللازم، مناشدا المستثمرين بإعادة أحياء المنطقة سياحيا. وأضاف المتحدث أن مشروع كاف الدير يعتبر من أهم المشاريع التي استفادت منها بلدية الداموس وهو الذي سيقضي من خلاله على مشكل المياه الشروب بتيبازة، عين الدفلى والشلف ابتداء من جوان 2016. - فيما تتمثل المشاريع التي ترمون لتجسيدها؟ + تمكّنا من برمجة عدد من المشاريع التنموية خاصة المتعلقة بالتهيئة الحضرية، حيث قمنا بفتح طرقات على مستوى الدواوير على غرار دوار سيدي حمادة ودوار عالم وشيرين ودوار مختاري والرف ونمروش بالإضافة لدوار رحموني، كما تدعمت البلدية من مشاريع ذات صلة بالأشغال العمومية لا تزال قيد الإنجاز حيث استفاد دوار رف من مشروع للتهيئة الحضرية، إضافة لحي حميدية 30 مسكنا وحي الشهداء. ومن بين المشاريع التنموية الخاصة بالتهيئة الحضرية، خصصنا جانبا منها للإنارة العمومية التي مست مختلف أحياء الداموس من خلال توسيع شبكة الإنارة حيث تمّ ربط البلدية بذات الشبكة بنسبة 95 بالمائة، كما قمنا بتسطير برنامج لربط دوار سيدي حمادة ودوار الرف بشبكة الصرف الصحي حيث تمت دراسة المشروع في الوقت الحالي. - ما هي أهم العراقيل التي تقف بوجهها؟ + هنالك عراقيل مختلفة تقف حجر عثرة أمام المشاريع التنموية أهمها قلة الوعاء العقاري بالبلدية بالاضافة إلى ضعف الميزانية السنوية التي لا تلبي كافة الإنجازات التنموية المسطرة. - اشتكى سكان سيدي حمادة ودوار قبايلي من أزمة الماء، ما ردكم؟ + سطرت بلدية الداموس مؤخرا برنامجا للربط بوادي حربيل الذي من شأنه توفير المياه الشروب على مستوى مختلف الأحياء على غرار الدواوير التي تعاني مشكل تذبذب التموين بالماء الشروب، إلا أن المشروع جمّد بسبب نقص الميزانية. وعليه، فنحن كهيئة محلية نناشد من خلالكم مديرية الموارد المائية التكفل بالمشروع للقضاء نهائيا على أزمة العطش بالبلدية إلى حين الانتهاء من مشروع كاف الدير الذي يعتبر من أهم المشاريع التي استفادت منها بلدية الداموس بتربعه على مساحة 125 مليون متر، وهو المشروع الذي سيقضي من خلاله على مشكل المياه الشروب بتيبازة، عين الدفلى والشلف ابتداء من جوان 2016. - ما سبب الركود التجاري؟ + تتوفر البلدية على عدد من الهياكل التجارية على غرار السوق الجواري والبلدي بالإضافة إلى سوق الجملة المتواجد بوادي حربيل الذي يستقطب عددا كبيرا من قاطني البلديات المجاورة رغم عدم اكتمال الشطر الثاني منه، وعليه نناشد مديرية التجارة الالتفات للمشروع. ومن أجل تعزيز النشاط التجاري أكثر، إستفادت الداموس من سوق جواري لا يزال قيد الإنجاز وهو الذي من شأنه احتواء التجار الفوضويين الذين يزاولون نشاطهم التجاري خارج السوق. - طالب تجار السوق الجواري توسيعه وتهيئته، ما قولكم؟ + لا يمكننا إنكار وضعية السوق الجواري المتواجد وسط المدينة، إلا أن سبب ذلك يعود إلى غياب الوعاء العقاري الذي حال دون تحويل مقر ذات السوق، في حين لم يستفد ذات الهيكل من عملية تهيئة في ظل نقص الميزانية السنوية. - هل من مشاريع سكنية ترمون لتجسيدها؟ + تدعمت البلدية ب1150 مسكن اجتماعي قمنا بتوزيع 201 مسكن منها، في حين سيتم توزيع السكنات تدريجيا، بالإضافة إلى 140 مسكن ترقوي مدعم و205 سكن اجتماعي أخرى ستستفيد منها الفئات الهشة، كما استفادت الداموس من أزيد من 700 مسكن ريفي بدوار عبدو، في حين لا تزال العملية مستمرة إلى حين الانتهاء من عملية دراسة الملفات. - اشتكى المواطنون من خطر المفرغة العمومية، هل من إجراءات لحمايتهم من آثارها الجانبية؟ + حقيقية تعدّ المفرغة العمومية بالمركز القديم من أكثر الأخطار التي تتربص بسلامة السكان خاصة ما تعلق بالأمراض الجلدية والصدرية، حيث تم إنشاؤها بسبب افتقار المنطقة لمصلحة الردم التقني. وللإشارة، فقد استفادت البلدية من مشروع لتحويل مكان المفرغة الحالية إلى دوار تاريس الذي حظي بموافقة مختلف المصالح المعنية عدا مصلحة الغابات التي تسببت في عرقلة المشروع، إذ نجدّد مطلبنا من منبركم لمدّنا بموقع جديد وتدارك الكارثة. - رغم توفر عدد من خطوط النقل إلا أن البلدية دون محطة رئيسية، لماذا؟ + تتواجد بالداموس محطة نقل صغيرة على مستوى المدخل الرئيسي، إلا أننا نعتبرها غير كافية لتنظيم حركة التنقل. وللإشارة، فإن قطاع النقل قد تدعم بمشروع إنجاز محطة نقل المسافرين أين تمّ اختيار الأرضية للانطلاق في الأشغال، غير أن افتقارنا للغلاف المالي اللازم تسبّب في عدم إطلاق العمليات إلى غاية الساعة. - وماذا عن المنشآت التربوية بالأطوار الثلاثة؟ + لا تعاني الداموس من مشكل الاكتظاظ على غرار البلديات المجاورة نظرا لتوفرنا على عدد معتبر من الهياكل التربوية، حيث تمّ افتتاح ثانوية جديدة بحي الحميدية وإكمالية بحي سيدي عبد القادر بالإضافة إلى إكمالية أخرى بحي البرج، ومع ذلك فنحن نجدّد مطلبنا من مديرية التربية للنظر في مشروع المجمع والمطعم المرسي بحي الشهداء الذي تمّ تسجيله ولم تنطلق أشغاله بسبب مشكل الغلاف المالي. - سكان الدواوير يطالبون بإدخال الشبكة العنكبوتية، ما سبب هذا التماطل؟ + تغيب خدمة الانترنت عن الأحياء البعيدة عن مركز المدينة، غير أننا لا يمكننا القيام بآي إجراء بحكم أنها خارج صلاحيتنا. - ما تقييمكم للسياحة بالداموس؟ + على الرغم من الإطلالة الساحلية السياحية لبلدية الداموس، إلا أنها لا تحظى بالاهتمام المستحق من المستثمرين الخواص والمسؤولين، فلا تزال البلدية تعاني نقصا فادحا في المرافق العمومية خاصة عبر شريطها البحري، في حين تقتصر الفضاءات الترفيهية على عدد من الملاعب والمساحات التي لا تزال قيد الإنجاز، منها المساحة الخضراء بمخرج المدينة وأخرى بحي البرج، وعليه نطالب من جهتنا المستثمرين الخواص لتفعيل السياحة ببلدية الداموس.