قال المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر، أول أمس، أن الاتفاق السياسي الليبي يضع البلاد مرة أخرى على طريق بناء دولة ديمقراطية حديثة، حاثا الليبيين على التوحد خلف المؤسسات الحكومية الجديدة الشاملة للجميع. وبمناسبة الذكرى 64 لإعلان إستقلال ليبيا بعث المبعوث الأممي اليوم برسالة تهنئة إلى الليبيين، وقال في بيان له إنه على الرغم من التحديات التي تواجه البلاد اليوم لاتزال ليبيا دولة تتمتع بالاستقلال والسيادة وسلامة الأراضي منذ عام 1951 . وأضاف كوبلر قائلا بإمكاننا الاستفادة من بعض الدروس المستقاة من ولادة ليبيا، فمثل ما يحدث الآن واجهت ليبيا في ذلك الوقت مهمة إنشاء مؤسسات مشتركة جديدة والتوحد خلفها ، مشيرا إلى أن الاتفاق السياسي الليبي يضع البلاد مرة أخرى على طريق بناء دولة ديمقراطية حديثة وحث الليبيين على التوحد خلف المؤسسات الحكومية الجديدة الشاملة للجميع. وكان وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، قد أكد أن الجزائر تعرب عن ارتياحها للمصادقة يوم 23 ديسمبر 2015 على اللائحة 2259 حول ليبيا. ومن خلال هذه اللائحة صدق مجلس الأمن الأممي بإجماع أعضائه على الاتفاق الذي وقع في 17 ديسمبر 2015 تحت إشراف الأممالمتحدة ووضع مؤسسات جديدة مكلفة بتسيير المرحلة الانتقالية في هذا البلد. وأكد مساهل أن الجزائر مرتاحة لكون النص شمل أسس الحل السياسي التي ما فتئت ترافع من أجلها لاسيما فيما يتعلق باحترام مبادئ السيادة والإستقلال والسلامة الترابية والوحدة الوطنية . وفي رده على سؤال حول دعم المجتمع الدولي والجزائر لهذه المؤسسات الجديدة اعتبر مساهل أنه من الضروري أولا أن يتبنى الأشقاء الليبيين الحل السياسي كونه يسمح لشعب هذا البلد الشقيق والجار بالالتفاف حول مؤسسات جديدة تعترف بها الأممالمتحدة والمجتمع الدولي كسلطات انتقالية وحيدة وشرعية وتجاوز خلافاتهم بغرض وضع مصلحة أمتهم فوق كل اعتبار . وأوضح الوزير أنه بموجب هذه اللائحة فإن المجتمع الدولي مدعو في ظل الاحترام الكامل لسيادة ليبيا دعم ومساندة السلطات الجديدة لمواجهة التحديات السياسية الاقتصادية والأمنية المتعددة وكذا مكافحة الإرهاب قصد وضع حد للمعاناة الأليمة التي يتكبدها شعب ليبيا الشقيق . وخلص مساهل إلى القول أنه في هذه المرحلة الحاسمة التي تعد خطوة هامة في نجاح مسار التسوية الدائمة والنهائية للأزمة في ليبيا فإن الجزائر وهي تستند للتاريخ والمصير المشتركين اللذين يجمعان شعبي البلدين لن تذخر من جهتها أي جهد من أجل دعم السلطات الجديدة مثلما قامت بذلك في الماضي مع الحكومات السابقة الانتقالية حتى تتمكن ليبيا بحزم من تحقيق السلم والاستقرار والمصالحة الوطنية .