معهد باستور: قرابة 25 شخصا يتوفون بداء الكلب سنويا بالجزائر يعيش سكان بلدية الرحمانية حالة من الذّعر والخوف وسط الإنتشار المخيف للكلاب الضالة التي باتت تهدد حياتهم وحياة أبنائهم، مؤكدين أنها باتت تعترض طريقهم بشكل يومي خاصة بالفترات الصباحية والمسائية ما يستدعي تدخل مكاتب النظافة على مستوى البلديات والمؤسسات الخاصة بالقضاء على ذات الظاهرة في أقرب الآجال. أكد عديد المواطنين ممن تحدثت إليهم السياسي أن ظاهرة انتشار الكلاب الضالة بشكل كبير على مستوى بلدية الرحمانية، بات هاجسا يؤرق السكان الذي يفرض عليهم حظر التجول ليلا بسبب العدد الكبير من هذه الحيوانات الشرسة التي تهدد حياتهم وحياة أبنائهم الصغار الذين لا يدركون مخاطر هذا الحيوان. وقد أعرب المتحدثون في سياق متصل عن قلقهم حيال هذا الوضع، بحيث أكد المواطنة (م.ع) أم أحد ضحايا كلب مسعور أنه وخلال أسبوعين فقط تمّ تعرض 3 أشخاص لعضات الكلاب وهو ما اعتبرته خطيرا، مؤكدة أن ما يزيد من خطورة هو إمتلاك بعض الأشخاص القاطنين بالمنطقة للكلاب خلال فترة معينة ليتم تركها في الشارع بعدها، الأمر الذي بات يحدث شجارات ومناوشات بين السكان الذين يرفضون مثل هذه التصرفات غير اللائقة من طرف مربو الكلاب. السياسي من جهتها توجّهت لمكتب النظافة التابع لبلدية الرحمانية بغية نقل انشغال السكان، حيث أكدت مهندسة بيئة بالمكتب أنّ البلدية متعاقدة مع مؤسسة حفظ الصحة والتطهير (اوربان)، وهي المؤسسة التي تتنقل كل يوم خميس إلى الأحياء التي كانت محل شكوى من طرف سكانها، مشيرة إلى أن الظاهرة سببها عدم الاعتماد على ثقافة التبليغ بشكل رسمي على مستوى مكتب النظافة الذي بدوره يتصل بالجهة المعنية بالقضاء على الكلاب الضالة ومحاربتها لضمان حمياة وسلامة المواطنين. بين 20 و25 شخصا يتوفون سنويا بداء الكلب كشفت الدكتورة زليخة بن قدادرة من معهد باستور الجمعة بالجزائر العاصمة، أن داء الكلب يتسبب سنويا في وفاة بين 20 إلى 25 شخصا في الجزائر، معظمهم أطفال. وأوضحت قدادرة خلال يوم دراسي نظم خلال أيام سابقة حول كيفية القضاء على داء الكلب حضره مختصون من فرنسا وتونس والمغرب، أن الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بداء الكلب الذي يتسبب في وفاة بين 20 إلى 25 شخصا سنويا في الجزائر. كما أوضحت أنه غالبا ما يتأخر الأولياء في التبليغ عن تعرض أطفالهم إلى عض من قبل حيوانات أليفة إلا بعد وفاة الطفل، داعية إلى نقل أبنائهم مباشرة بعد تعرضهم للعض إلى أقرب مركز صحي حتى يتم إنقاذ حياتهم عن طريق التلقيح وأدوية أخرى. وفي ذات السياق، قالت الدكتورة قدادرة أنه يتم التكفل بالمريض من طرف المصالح الصحية والجماعات المحلية والتأكد من الإصابة بالكلب عن طريق تحقيق يقوم به معهد باستور، كما دعت الأولياء والأسرة التربوية إلى التكفل الإستعجالي بالأطفال في حالة تعرضهم إلى عضة كلب أو قط، معبرة عن أسفها لعدم التكفل بالحيونات الضالة من طرف الجماعات المحلية وذلك بجمعها وتلقيحها وإستعمال وسائل منع الحمل لديها. كما نصحت الدكتورة بن قدادرة مصالح الصحة الحيوانية لوزارة الفلاحة بتلقيح الحيوانات الأليفة لانها -كما قالت- (تتعرض هي الأخرى إلى الإصابة بداء الكلب من خلال نقل العدوى فيما بينها). وحسب نفس المسؤولة بمعهد باستور، فإن جميع المؤسسات الصحية الجوارية والكبرى تحتوي على الأمصال المضادة لداء الكلب وتسهر على التكفل الإستعجالي.