دعت الأمانة الوطنية لمنظمة المجاهدين، أول أمس، إلى ضرورة فتح الملف الشامل حول ما ترتب عن التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية من أضرار بالغة الخطورة طالت الإنسان والحيوان والطبيعة . وذكرت المنظمة في بيان لها عشية زيارة وزير المجاهدين طيب زيتوني الى فرنسا أن هذا المطلب يعد من مواقفها المبدئية والتي من شأنها أن تفتح الآفاق أمام البلدين الجزائروفرنسا لإقامة علاقات سليمة وبناءة تخدم مصالح الشعبين . وقال البيان أن الامانة العامة لمنظمة المجاهدين تغتنم فرصة قيام وزير المجاهدين بزيارة رسمية لفرنسا لتذكر بمواقفها المبدئية والتي من شأنها أن تفتح الآفاق أمام البلدين الجزائروفرنسا لإقامة علاقات سليمة وبناءة تخدم مصالح الشعبين . وتتعلق هذه المواقف أيضا حسب نفس المصدر ب وجوب قيام الدولة الفرنسية بتقديم الإعتذار للشعب الجزائري عما ارتكتبه في حقه من جرائم وتعويضه عن الأضرار التي ألحقتها به طيلة حقبة الإحتلال وتمكينه من حقه في استرجاع أرشيفه الكامل وما أخذ من أموال وأشياء وغيرها، إلى جانب معرفته لمصير الآلف من المفقودين. وذكرت المنظمة بأن كل هذه المطالب ستبقى ثابتة وحيوية بالنسبة للشعب الجزائري ولا يمكن العدول عن مواصلة العمل من أجل تجسيدها. وكان وزير المجاهدين زيتوني قد صرح أن زيارته إلى فرنسا ستتناول ثلاثة ملفات أساسية تتعلق بالأرشيف، والمفقودين الجزائريين أثناء الثورة التحريرية، والتعويضات الخاصة بالتفجيرات النووية بالصحراء الجزائرية، موضحا أنه حان الوقت للبلدين أن يحلا الملفات العالقة . واعتبر الوزير أن الاعتذار للشعب الجزائري يتطلب حل الملفات العالقة، ثم تأتي مرحلة الاعتذار بشكل ملموس ، مشيرا إلى أن هناك تطور في الموقف الفرنسي فيما يتعلق بالذاكرة الوطنية والدليل على ذلك، زيارة كاتب الدولة الفرنسي لقدماء المحاربين إلى الجزائر، ووضعه إكليلا من الزهور، أمام النصب التذكاري لضحايا مظاهرات 8 ماي 1945 بسطيف وغيرها من التصريحات لمسؤولين فرنسيين كبار. ويرى زيتوني، أن زيارته إلى فرنسا التي تأتي بدعوة من نظيره الفرنسي والأولى لوزير مجاهدين جزائري منذ الاستقلال ستكون مناسبة له للالتقاء بالمجاهدين الجزائريين الذين يعيشون في فرنسا وأصدقاء الثورة التحريرية من الفرنسيين. وأشار إلى أن هذه الزيارة لا تدخل في إطار التفاوض، بل تأتي لإزالة العراقيل والحواجز التي تقف في وجه حل الملفات المذكورة ، مشيرا إلى أن الجزائر لديها مبادئ وتوجهات لا يمكن أن تتنازل عنها أبدا . ومن جهة أخرى أكدت المنظمة الوطنية للمجاهدين أن المرحوم حفيظ ياحة، الذي وافته المنية الأحد الماضي، كان من الذين لبوا نداء الواجب الوطني مبكرا، حيث التحق بصفوفها وخاض العديد من المعارك رفقة إخوانه الشهداء والمجاهدين بكل شجاعة. وذكرت المنظمة في برقية تعزية بعثت بها إلى عائلة الفقيد، أن المرحوم كان من الذين لبوا نداء الواجب الوطني، فانخرط مبكرا في صفوف حركة انتصار الحريات الديمقراطية، ومع اندلاع الثورة التحريررية كان من الأوائل الذين التحقوا بصفوفها، حيث خاض العديد من المعارك رفقة إخوانه من الشهداء والمجاهدين . وأضافت المنظمة أن الفقيد ياحة تدرَّج في مراتب المسؤولية، حيث عين لقيادة كتيبة جرجرة ثم مسؤول ناحية بالولاية الثالثة . وبعد استرجاع السيادة الوطنية، واصل نشاطه بنفس العزيمة والإخلاص في مرحلة البناء والتشييد فأدى واجبه بكل تفان وإخلاص .