مع اقتراب موعد الامتحان المصيري لاجتياز شهادة البكالوريا الذي يعد واحدا من أهم الامتحانات التي يجتازها التلميذ في مشواره الدراسي لأنه يفتح أمامه الباب من أجل متابعة الدراسات العليا على مستوى الجامعة، يعزف العديد من تلاميذ الأقسام النهائية عن الالتحاق بمؤسساتهم التربوية بداية من الفصل الثالث، مفضلين التوجه لتلقي الدروس الخصوصية عوض تلقي الدروس من طرف أساتذتهم، وفي ظل هذا الوضع الذي يتكرر بشكل سنوي تغيب وزارة التربية الوطنية في سن إجراءات ردعية على التلاميذ المتغيبين عن مقاعد الدراسة، حيث سبق لها وأن أصدرت تعليمات إلى مديرياتها بفصل كل المتغيبين وحرمانهم من اجتياز امتحان البكالوريا إلا أن هذه التعليمات لم تلقَ تجسيدا على أرض الميدان. ككل سنة تعود مجددا ظاهرة عزوف تلاميذ الأقسام النهائية المقبلين على اجتياز امتحان البكالوريا عن الالتحاق بمقاعد الدراسة بمجرد حلول الفصل الثالث من السنة الدراسية وبقاء عدة أيام على تاريخ الامتحان المصيري لطلاب البكالوريا، إلا انه وعلى غرار السنوات الماضية، تم خلال هذه السنة تسجيل غيابات بالجملة لتلاميذ البكالوريا عن مؤسساتهم التربوية مبكرا واعتمادهم على دروس السنوات الماضية من أجل المراجعة، حيث فضل عدد كبير منهم التوجه إلى تلقي الدروس الخصوصية التي يرون فيها ملاذهم الوحيد وأملهم في النجاح بامتحان البكالوريا عوض الحضور اليومي إلى مقاعد الدراسة، واتخذوا ذريعتهم في ذلك أن امتحانات الفصول الثلاثة لن تدخل في احتساب نتيجة البكالوريا كباقي الاطوار التعليمية الأخرى. وتشهد ظاهرة التغيب عن مقاعد الدراسة انتشارا واسعا خاصة وسط التلاميذ المعيدين والذين لم يسعفهم الحظ في اجتياز امتحان البكالوريا خلال السنة الماضية، حيث يفضل هؤلاء استغلال الوقت في المراجعة المنزلية بما أنهم على إطلاع كامل بالبرنامج الدراسي بما أنهما معيدين للسنة، أو التوجه إلى تلقي الدروس الخصوصية على غرار جميع طلاب البكالوريا. وفي ظل هذه الفوضى التي تشهدها المؤسسات التربوية وتسيب التلاميذ، غابت وزارة التربية الوطنية عن اتخاذ أي إجراءات ردعية من شأنها إجبار التلاميذ على الحضور إلى الأقسام طيلة السنة الدراسية وإلى غاية آخر يوم من الدراسة، رغم تحذيراتها في كل مرة لفصل كل التلاميذ المتغيبين عن الدراسة وحرمانهم من اجتياز امتحان البكالوريا على غرار التعليمة التي أصدرتها سنة 2014 بخصوص هذا الشأن والتي تقتضي إقصاء كل التلاميذ البكالوريا المتغيبين عن الدراسة لأكثر من 9 مرات وحرمانهم من اجتياز البكالوريا النظامية إلا أن هذه التعليمة لقيت استهجانا كبيرا ولم يتم تطبيقها إلى حد الساعة. وفي ذات السياق، أكد مسعود عمراوي، رئيس الشبكة الإعلامية بالاتحاد العام للتربية والتكوين ل السياسي عدم وجود أي إجراء يجبر تلاميذ البكالوريا على الالتحاق بمقاعد الدراسة، إلى جانب عدم اعتماد الطاقة التركيبية وهو ما شجع التلاميذ على التغيب يضيف ذات المتحدث مشيرا إلى أن عدم إدخال المسار الدراسي للتلميذ في تقييم نتائج البكالوريا شجعه على الغياب عن الدراسة بمجرد حلول الثلاثي الثاني، داعيا إلى ضرورة وضع معيار يجبر التلميذ على الالتزام بالحضور من خلال تنقيط مسار التلميذ خلال السنة الدراسية الأخيرة واحتسابه ضمن معدل البكالوريا.