أقسام خالية على عروشها في الفصل الثاني تلاميذ البكالوريا يهجرون مقاعد الدراسة مبكرا * مدراء الثانويات يتوعّدونهم بالفصل النهائي يعد امتحان شهادة البكالوريا واحدا من أهم الامتحانات التي يجتازها التلميذ في مشواره الدراسي لأنه يفتح أمامه الباب من أجل متابعة الدراسات العليا على مستوى الجامعة إلا أن هذه الشهادة بدأت تفقد مصداقيتها في الجزائر مع مرور السنوات وما زاد الطين بلة استعمال التلاميذ تكنولوجيات الاتصال الحديثة من أجل الغش في هذا الامتحان وهي الفضيحة التي تم تسجيلها في بكالوريا السنة الماضية إلا أن جديد بكالوريا 2016 هو مغادرة تلاميذ الأقسام النهائية قاعات الدراسة مبكرا والاعتماد على دروس السنوات الماضية في المراجعة. عتيقة مغوفل يتوعّد العديد من مدراء المؤسسات التربوية وعلى وجه الخصوص الثانويات بالفصل النهائي للتلاميذ المتغيبين عن مقاعد الدراسة في الأقسام النهائية بعدما قرر العديد منهم مغادرة مقاعد الدراسة مباشرة بعد نهاية الفصل الأول من السنة الدراسية وسجل غيابهم خلال الفصل الدراسي الثاني بحيث قرروا الاعتماد على دروس السنة الماضية من أجل المراجعة ومنهم من اتجه إلى الدروس الخصوصية رغم أن هذه الظاهرة متكررة في كل سنة إلا أنها استفحلت كثيرا خلال هذا الموسم الدراسي. غيابات متكررة في الأقسام النهائية قامت (أخبار اليوم) بجولة إلى بعض ثانويات العاصمة بعدما راجت بعض المعلومات في وسائل الإعلام الوطنية مفادها أن الكثير من تلاميذ الأقسام النهائية تخلوا عن مقاعد الدراسة بعد نهاية الفصل الأول وبداية الفصل الثاني خصوصا مع العد التنازلي واقتراب الامتحانات ومع أن الظاهرة تتكرر كل سنة إلا أنها جاءت في وقت مبكر في هذه المرة فالتلاميذ في السابق كانوا يغادرون أقسامهم دون رجعة مع بداية الفصل الثالث وليس مع بداية الفصل الثاني وكانت أول ثانوية قمنا بزيارتها ثانوية (عقبة ابن نافع) إلا أننا منعنا من دخول الثانوية والحجة في ذلك أننا لا نمتلك ترخيصا بالدخول من مديرية التربية إلا أن أحد العاملين بها أكد لنا أن الثانوية عرفت مع بداية الفصل الثاني من السنة الدراسية الجارية غياب العديد من التلاميذ خصوصا المعيدين بعدما قاموا بإتمام كافة تسجيلات اجتياز امتحان شهادة البكالوريا خلال الفصل الأول وحسب ذات المتحدث فإن مدير المؤسسة قرر معاقبة كل المتغيبين وأحالهم على المجلس التأديبي مع التهديد بالفصل النهائي في حال ما إذا لم يعودوا لأقسامهم في أقرب الآجال وهذا يعني أن الكثير من هؤلاء سيحرمون من اجتياز امتحان البكالوريا. المعيدون أول المنسحبين من الأقسام غادرنا بعدها ثانوية (عقبة بن نافع) متوجهين إلى ثانوية (سعيد تواتي) من أجل أن نقف على الغيابات المسجلة في الأقسام النهائية هناك وبمجرد وصولنا إلى المؤسسة علمنا من طرف بعض عمال الإدارة أن الثانوية لا تعرف غيابات كبيرة في الأقسام النهائية مقارنة بالثانويات الأخرى إلا أن الغيابات المسجلة كلها من طرف التلاميذ المعيدين وقد تم اتخاذ إجراءات ردعية ضدهم وتهديدهم بالفصل النهائي من قائمة التلاميذ ولن يتمكنوا بذلك من اجتياز امتحان شهادة البكالوريا نهاية السنة الدراسية. بينما دق جرس منتصف النهار غادر التلاميذ الأقسام متجهين إلى منازلهم في استراحة الغداء فكانت فرصة لنا حتى نلتقي بالبعض منهم من أجل معرفة الأسباب التي دفعت بزملائهم إلى مغادرة مقاعد الدراسة دون رجعة أول التلاميذ الذين تقربنا منهم (حمزة) الذي يبلغ من العمر 19 سنة هذا الأخير تلميذ في القسم النهائي شعبة تسيير واقتصاد بثانوية (عقبة بن نافع) سألناه عن موضوعنا فرد علينا هذا الأخير أن ظاهرة ترك مقاعد الدراسة لتلاميذ السنة الثالثة ثانوي قبل نهاية السنة الدراسية ليست جديدة على الإطلاق بل هي متكررة في كل عام والعديد من أصدقائه قرروا فعل ذلك لأن معظمهم معيدون ويمتلكون الأقراص المضغوطة التي قدمتها وزارة التربية السنة الماضية كما أنهم يمتلكون برنامج كامل المواد لذلك قرروا مغادرة مقاعد الدراسة وعدم العودة إليها إلا يوم اجتياز الامتحانات النهائية وقد أكد لنا (حمزة) من جهة أخرى أن بعضا من زملائه الذين غادروا مقاعد الدراسة بلا رجعة يستغلون الوقت في العمل من أجل تحصيل بعض المال في البيتزيريات أو المقاهي أو كقباض في الحافلات عدنا وسألنا (حمزة) مرة أخرى عن احتمال فصلهم النهائي وحرمانهم من امتحان البكالوريا فرد علينا الشاب أنه لا يتوقع أن يحصل ذلك وإن حصل فإن التلاميذ المفصولين أكيد سيحتجون ويعتصمون أمام أبواب الثانويات من أجل الضغط على الوزارة من أجل السماح لهم باجتياز البكالوريا بشكل عادي. تلاميذ يفضلون الدروس الخصوصية ومن أجل معرفة آراء تلاميذ أخرين قابلت (أخبار اليوم) الآنسة (باتول) وهي تلميذة في السنة الثالثة ثانوي بثانوية (سعيد تواتي) شعبة علوم طبيعية هذه التلميذة تجتاز امتحان شهادة البكالوريا لأول مرة وكل من ينظر إليها يعرف للوهلة الأولى أنها من المتفوقات في الدراسة وذلك بالنظر إلى طريقة حديثها وتطلعها لنيل الشهادة بمعدل عال وفي خضم حديثها إلينا أكدت لنا أنها لاحظت تغيب العديد من زميلاتها عن أقسام الدراسة والبعض منهن لسن من المعيدات إلا أنهن قررن الاعتماد على أساتذة الدروس الخصوصية للاستيعاب المفصل للدروس لذلك قررن مغادرة مقاعد الدراسة وتفادي النهوض في الساعات المبكرة من الصباح من أجل الالتحاق بالقسم وهناك أيضا من فضلن الهروب من ضغط الأساتذة وأسئلة الفروض الفجائية.