تشهد محطة النقل البري الرابطة لولاية البليدة، حالة مزرية من التعفن والنفايات، في الوقت الذي تفتقد فيه المحطة لأبسط المتطلبات، كالواقيات مثلا، وما يثير الغرابة أن المحطة المذكورة تزخر بمحلات الأكل السريع والمحلات التجارية التي تلقى إقبالا واسعا من المواطن رغم تلوث محيطها، وعل هذه الأخيرة، هي المتسبب الأول في الوضع الذي وصلت إليه المحطة بالإضافة إلى الإهمال من طرف السلطات المحلية، التي لا ترفع النفايات لمدة أسبوع أحيانا، ونجد الباعة المتجولون وأصحاب الطاولات لبيع التبغ إلى جانب الحلويات والمكسرات والهواتف النقالة، تغزو المحطة بما يعرقل حركة الحافلات والمسافرين على السواء، حيث تربعت على مساحات شاسعة ضيقت بذلك من المساحات المتاحة لركن الحافلات وسيارات الأجرة إلى النصف، وقد أثار هذا الأمر استياء أصحاب الحافلات، حيث يعرضهم ضيق المكان إلى حوادث الارتطام فيما بينهم، مما يثير مشاكل كبيرة هم في غنى عنها، وأكد السائقون ل "السياسي" أهمية تنظيم المحطة، مما يتيح الأمن للمواطن والعمل في ظروف مريحة بالنسبة لهم، ويضيف المتحدثون أنه رغم تواجد عناصر الأمن بصفة مستمرة بالمحطة إلا أنها لم تسلم من حوادث سرقة الهواتف النقالة وممتلكات المواطنين، نظرا للفوضى القائمة بها والتي تصعب عمل عناصر الشرطة، ولولا الكمية الهائلة من القاذورات المتراكمة لكان كتابة هذا المقال حتى الساعة أمرا عاديا، حيث أصبحت مرتعا للمخلفات التي يتركها أصحاب المحلات التجارية، دون تحمل أدنى مسؤولية في ذلك، نظرا لما نصادفه يوميا من مناظر تقشعر لها الأبدان عبر الأروقة والطرقات، وهو ما يجعلنا نتيقن أن مشروع الجزائر البيضاء ذهب أدراج الرياح، نظرا لنقص الصرامة في التطبيق. وأكيد أن جمال جبال الشريعة أو فخامة محلات باب السبت وباب الجزائر لن ينسي المصطاف منظر النفايات التي استقبلته لتعطي بذلك انطباعا أوليا غير منصف عن الولاية، خاصة وأن ملعب شاكير سيحتضن مباريات المنتخب الوطني في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 المنتظر انطلاقها قريبا، بإطلالته على محطة النقل البري ذاتها، حيث سيستقبل وفودا رياضية عديدة من بلدان عربية وإفريقية ومناصرين.