انتقدت نقابات التربية الوطنية برنامج مسابقة التوظيف 2016 الذي أقرته وزيرة التربية نورية بن غبريط، خاصة ما تعلق بالامتحان الكتابي للالتحاق برتبة أستاذ مدرسة ابتدائية، مؤكدة أن هذا الإجراء يعتبرا خرقا واضح للقانون الذي يسمح بتوظيف أستاذ التعليم الابتدائي عن طريق مسابقة توظيف خارجية على أساس الشهادة، داعين إلى ضرورة إلغاء الاختبار الكتابي بالنسبة للطور الابتدائي والاكتفاء بالاختبار الشفهي احتراما لما نص عليه القانون الأساسي لموظفي القطاع. وفي هذا السياق، أكد قويدر يحياوي، المكلف بالإعلام بالنقابة الوطنية لعمال التربية والتكوين اسانتيو في تصريح ل السياسي أن الإجراءات المتخذة من طرف وزارة التربية الوطنية فيما يتعلق بمسابقة توظيف أزيد من 28 ألف أستاذ تعتبرا خرقا واضحا للقانون الأساسي لموظفي القطاع في ظل صمت المديرية العامة للوظيفة العمومية، موضحا أن الامتحان الكتابي في مسابقة التوظيف الخارجي لرتبة أستاذ مدرسة ابتدائية غير قانوني، وفق نص المادة 10 من المرسوم التنفيذي 12/240 التي تنص على انه يمكن أن يوظف بصفة استثنائية بصفة أستاذ مدرسة ابتدائية، عن طريق المسابقة على أساس الشهادة، المترشحون الحاصلون على شهادة الليسانس في التعليم العالي أو شهادة معترف بمعادلتها، متسائلا من أين جاءت وزيرة التربية الوطنية بالامتحان الكتابي لرتبة أستاذ مدرسة ابتدائية وكيف وافقت المديرية العامة للوظيفة العمومية علي، مؤكدا انه خرق للقانون 08/315 المعدل والمتمم 12/240. من جهة أخرى، انتقدت الأسانتيو، إجبار المترشحين لمسابقة التوظيف الخارجي للأساتذة دورة 2016، على اجتياز اللغة الفرنسية دون غيرها من اللغات الأجنبية، كلغة إجبارية وأجنبية، مشيرا إلى أن الإجراء يعتبر تمييز وانحياز للفرنسية، وذلك استنادا للقرار الوزاري المشترك المؤرخ في 16/09/2009، الذي يحدد إطار تنظيم المسابقات في قطاع التربية، مواد المسابقات والشهادات المطلوبة، والذي كان يخير المترشح بين إحدى اللغتين الفرنسية أو الانجليزية، فيما تجبر الوزارة اليوم المترشحين على اجتياز لغة واحدة ووحيدة الفرنسية كلغة أجنبية. إجبار المترشحين على لغة أجنبية واحدة خرق للقانون بدوره، انتقد مسعود عمراوي، رئيس الشبكة الإعلامية بالاتحاد العام للتربية والتكوين اينباف إصرار وزيرة التربية على إجبار المترشحين في مسابقات توظيف الأساتذة لمختلف الأطوار 2016 وجميع التخصصات على اجتياز مادة الفرنسية وفقط في اختبار اللغة الأجنبية، بينما في القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 16 سبتمبر 2009 كان يخير المترشح بين إحدى اللغتين الفرنسية أو الانجليزية ، فيما أشار إلى أن التوظيف لرتبة أستاذ التعليم الابتدائي تتم على أساس الشهادة فقط وليست على أساس الاختبار الكتابي، مضيفا أن المسؤولة عن القطاع اليوم قامت بخرق القوانين من خلال إلزام المترشح للاختبار في الفرنسية وحدها وفقط في حين القرار الوزاري السالف الذكر يخير المترشح بالامتحان في اللغة الأجنبية حسب الحالة، أي للمترشح الحرية في اختيار اللغة الأجنبية الفرنسية أو الانجليزية . بدوره، تساءل مسعود عمراوي، عن الأسباب الكامنة وراء تحجج الوزارة الوصية بصعوبة تعديل القانون الأساسي لمعالجة الاختلالات، في حين يداس عليه في تغيير ما أرادته وزارة التربية الوطنية والوظيفة العمومية، مشيرا إلى أن مسابقة التوظيف الخارجي لرتبة أستاذ المدرسة الابتدائية نموذج على ذلك. ضرورة إخضاع المترشحين إلى تكون اقامي في سياق أخر، وفيما يتعلق بإخضاع الناجحين في مسابقة توظيف الأساتذة 2016 إلى التكوين تحضيرا للدخول المدرسي المقبل، أكد مسعود عمراوي، ضرورة إخضاع الناجحين إلى تكوين إقامي لا يقل عن سنة واحدة، مشيرا إلى أن التكوين التحضيري لمدة 15 يوم فقط قبل الدخول المدرسي لم يساهم سوى في تمكين الأساتذة الجدد من الإطلاع على كيفية استقبال التلاميذ والتعامل معهم.