يعتبر المسرحي الراحل سي جيلالي بن عبد الحليم (1920-1990) الذي يحمل المسرح الجهوي الجديد لمستغانم إسمه أحد أعمدة المسرح الجزائري ومؤسس لأقدم مهرجان في إفريقيا، وهو المهرجان الوطني لمسرح الهواة لمستغانم. وكان سي الجيلالي من الأوائل الذين أرسو أسس وقواعد مسرح الهواة في الجزائر حيث انخرط في فوج الفلاح للكشافة الإسلامية الجزائرية عام 1937 لتكون بداياته الأولى مع الفن الرابع. وقد مكّنه نشاطه وبرامج الكشافة الإسلامية من إدراك عالم الفن والثقافة، فبرزت مواهبه الإبداعية في مجال المسرح مسجلا حضوره وتألقه من خلال كتابة وإخراجعدد من المسرحيات منها طبيب الأسنان . كما قام باقْتباس عدة مسرحيات منها للروائي والسينمائي الفرنسي ساشا غيتريلي. وتمكن سي الجيلالي فيما بعد بإقناع المسرحي ولد عبد الرحمان كاكي بالالتحاق بالمدرسة المسرحية ليسجل هذا الأخير أولى تجاربه في الجمعية الثقافية السعيدية بمستغانم. كما كانت لعبد الحليم ابن حي تيجديت العتيق لمستغانم الفضل في تنشيط الحركة المسرحية بمستغانم، من خلال إنشائه لفرقة البدر التي شاركت في تظاهرة الفرق المسرحية الهاوية بالعاصمة وأنتجت عدة أعمال. ومن المحطات التي صنعت تاريخ مسرح مستغانم سنة 1966 عندما أثمرت تجارب سي الجيلالي وتكللت مسيرته مع رفيق دربه الراحل ولد عبد الرحمان كاكي، بإعلان تجسيد مشروع تأسيس مهرجان مستغانم للفن الدرامي الذي ظل لسنوات عبارة عن فكرة تراود المرحوم، لتنظم أول تظاهرة ثقافية في مجال المسرح سنة 1967 بمشاركة مجموعة من الفرق تحت إشراف الكشافة الإسلامية الجزائرية وكذا نقابة المبادرة السياحية، لتبدأ بذلك قصة المهرجان الوطني لمسرح الهواة. وبقي المرحوم محافظا على صلته بالمهرجان من خلال حضوره ومشاركته في عديدالطبعات، إلى جانب كتابة وإخراج أعمال أخرى إلى أن وافته المنية في عام 1990 بمسقط رأسه مستغانم. للإشارة، يعدّ المسرح الجهوي الجديد لمستغانم الذي أشرف على تدشينه مساء يوم السبت وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، أول مسرح يشيّد بعد الإستقلال على المستوى الوطني. ويحتوي هذا الهيكل المتكون من ثلاثة طوابق على قاعة للعرض تتسع ل510 مقعد وأخرى للمحاضرات ورواق للعرض ومقهى المسرح وورشة لصناعة الديكور، فضلا عن عتاد بتقنيات متطورة.