أحيت الزاوية المركزية للطريقة الشيخية ببلدية الأبيض سيدي الشيخ (ولاية البيّض) أول أمس الذكرى ال152 لإندلاع مقاومة أولاد سيدي الشيخ ضمن برنامج متنوع جمع بين الجانبين الأكاديمي والثقافي، حسبما لوحظ. وأكد بالمناسبة الباحث في التاريخ بالمدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة الأستاذ عبد الكريم بحوصي أن ثورة أولاد سيدي الشيخ (1864-1908) تعد من أبرز ملاحم التاريخ الجزائري ومن أطول المقاومات الشعبية عمرا ناهيك عن بعدها الروحي والوطني المتشبث بالدين الإسلامي الحنيف والعروبة المتأصلة في الذات وأيضا الجهاد ضد المستعمر الفرنسي والدفاع عن الوحدة الوطنية. وتشكل معركة عوينة ببوبكر التي وقعت أطوارها على مستوى إقليم بلدية إستيتن بولاية البيIض بتاريخ 8 أفريل 1864 بقيادة سي سليمان بن حمزة النواة الأولى لانطلاق مقاومة أولاد سيدي الشيخ التي جمعت عدة قبائل من المنطقة وضواحيها وحققت انتصارا باسلا على 3 فرق عسكرية فرنسية وهي المعركة التي أسست لميلاد ثورة أولاد سيدي الشيخ ومهدت لبطولات أخرى. وتعد مقاومة الشيخ بوعمامة الذي استقر بمنطقة مغرار (ولاية النعامة) وأنشأ زاويته بها سنة 1875 أيضا امتدادا تاريخيا لثورات أولاد سيدي الشيخ غير أن تآمر السلطات الفرنسية مع سلطان المغرب آنذاك مولاي الحسن الأول - حسبما ذكره نفس المحاضر- ضيق الخناق على المقاومة مما جعل الشيخ بوعمامة ليستقر بالجنوب إلى أن وافته المنية سنة 1908، من جهته، أكد شيخ الزاوية المركزية لأولاد سيدي الشيخ ببلدية الأبيض سيدي الشيخ الحاج العربي آل سيد الشيخ أن إحياء الذكرى 152 لميلاد مقاومة أولاد سيدي الشيخ يندرج ضمن أهداف الزاوية الرامية إلى تعريف الأجيال المتعاقبة على التاريخ المجيد لثورات وبطولات المنطقة وأيضا دور الزاوية الشيخية في توحيد الصفوف والدفاع عن الهوية الوطنية الجزائرية والذود عن السيادة الوطنية.