صحف سيدنا إبراهيم : روي عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "وأنزل على إبراهيم عشر صحائف".. قلت: "يا رسول الله! فما كانت صحف إبراهيم؟"، قال: "كانت أمثالاً كلها أيها الملك المسلط المبتلى المغرور، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض، ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها ولو كانت من كافر".. وكان فيها أمثال منها: "وعلى العاقل ما لم يكن مغلوباً على عقله أن تكون له ساعات: "ساعة يُناجي فيها ربه، وساعة يُفكر فيها في صنع الله، وساعة يُحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها بحلجته من الحلال في المطعم والمشرب، وعلى العاقل أن يكون ظاعناً إلا في ثلاث، تزود لمعاده، أو مرمة لمعاشه، أو لذة في غير محرم، وعلى العاقل أن يكون بصيراً بزمانه مُقبلاً على شأنه، حافظاً للسانه، ومن حسب كلامه من عمله قل، إلا فيما يعنيه". المرجع: ابن الأثير الكامل في التاريخ ج1 ص ص 70-71. أحسن الكلام في بلاء سيدنا أيوب : لقد كان في بلاء سيدنا أيوب عليه السلام، فرصة للمنكرين الذين اعتبروا ذلك عقاباً، فأجابهم أحد الموحدين: "قد تركتم من القول أحسنه، ومن الرأي أصوبه، ومن الأمر أجمله، وقد كان لأيوب عليكم من الحق والذمام أفضل من الذي وصفتم، فهل تدرون حق من انتقصتم وحرمة من انتهكتم؟ ومن الرجل الذي عبتم؟ ألم تعلموا أن أيوب نبي الله وخيرته من خلقه إلى يومكم هذا؟ ثم لم تعلموا ولم يُعلمكم الله أنه سخط شيئاً من أمره، ولا أن نزع شيئاً من الكرامة التي أكرم الله بها عباده، ولا أن أيوب فعل غير الحق في طول ما صحبتموه، فإن كان البلاء هو الذي أزرى به عندكم ووضعه في نفوسكم، فقد علمتم أن الله يبتلي النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وليس بلاؤه لأولئك دليلاً على سخطه عليهم ولا على هوانهم عليه، ولكنها كرامة وخيرة لهم". وأطال في هذا النحو من الكلام.. ثم قال لهم: "وقد كان في عظمة الله وجلاله وذكر الموت ما يُكل ألسنتكم ويكسر قلوبكم ويقطع حجتكم، ألم تعلموا أن لله عباداً أسكتتهم خشيته عن الكلام من غير عي ولا بكم؟ وأنهم هم الفصحاء الألباء العالمون بالله وآياته ولكنهم إذا ذكروا عظمة الله انكسرت قلوبهم وانقطعت ألسنتهم، وطاشت أحلامهم وعقولهم فزعاً من الله وهيبة له، فإذا أفاقوا استبقوا إلى الله بالأعمال الزاكية، يعدون أنفسهم مع الظالمين وإنهم لأبرار، ومع المقصرين وإنهم لأكياس أتقياء، ولكنهم لا يستكثرون لله عز وجل الكثير ولا يرضون له القليل، ولا يدلون عليه بالأعمال، فهم أينما لقيتهم خائفون مهيمون وجلون". فلما سمع أيوب كلامه قال: "إن الله يزرع الحكمة بالرحمة في قلب الصغير والكبير، فمتى كانت في القلب ظهرت على اللسان، ولا تكون الحكمة من قبل السن والشيبة ولا طول التجربة، وإذا جعل الله تعالى عبداً حكيماً عند الصبا لم تسقط منزلته عند الحكام". ثم استغاث من ربه متضرعاً فقال: "رب! لأي شيء خلقتني؟ ليتني إن كرهتني لم تخلقني، يا ليتني كنت حيضة ملقاة، ويا ليتني عرفت الذنب الذي أذنبت فصرفت وجهك الكريم عني، لو كنت أمتني فالموت أجمل بي؟! ألم أكن للغريب داراً، وللمسكين قراراً، ولليتيم ولياً، وللأرملة قيماً؟ إلهي! أنا عبد ذليل إن أحسنت فالمن لك، وإن أسأت فبيدك عقوبتي.. جعلت للبلاء غرضاً، فقد وقع عليّ البلاء لو سلطته على جبل لضعف من حمله، فكيف يحمله ضعفي؟ ذهب المال فصرتُ أسأل بكفي، فيطعمني من كنت أعوله اللقمة الواحدة، فيمنها علي ويُعيرني. هلك أولادي، ولو بقي أحدهم أعانني، فقد ملني أهلي، وعفني أرحامي، فتنكرت معارفي ورغب عني صديقي، وجحدت حقوقي، ونسيت صنائعي. أصرخ فلا يصرخونني، وأعتذر فلا يعذرونني، دعوتُ غلامي فلم يُجبني، وتضرعتُ إلى آمتي فلم ترحمني، وإن قضاءك هو الذي آذاني وأقمأني، وإن سلطانك هو الذي أسقمني. فلو أن ربي نزع الهيبة التي في صدري، وأطلق لساني حتى أتكلم ملء فمي، ثم كان ينبغي للعبد أن يُحاج مولاه عن نفسه، لرجوتُ أن تعافيني عند ذلك، ولكنه ألقاني وعلا عني فهو يراني ولا أراه، ويسمعني ولا أسمعه، ولا نظر إلي فرحمني، ولا دنا مني فأتكلم ببراءتي وأُخاصم عن نفسي". فلما قال أيوب ذلك، أظلتهم غمامة ونودي منها: "يا أيوب إن الله يقول: "قد دنوتُ منك ولم أزل منك قريباً، فقم، فأدل بحجتك وتكلم ببراءتك، وقُم مقام جبار، فإنه لا ينبغي أن يُخاصمني إلا جبار، تجعل الزيار في فم الأسد، واللجام في فم التنين، وتكيل مكيالاً من النور، وتزن مثقالاً من الريح وتصر صرة من الشمس وتردامس. لقد منتك نفسك أمراً لا تبلغه بمثل قوتك، أردت أن تُكابرني بضعفك؟ أم تُخاصمني بعيبك؟ أم تُحاجني بخطلك؟ أين أنت مني يوم خلقتُ الأرض؟ هل علمت بأي مقدار قدرتها؟ أين كنت مني يوم رفعت السماء سقفاً في الهواء لا بعلائق ولا بدعائم تحملها؟ هل تبلغ حكمتك أن تُجري نورها أو تُسير نجومها، أو يختلف بأمرك ليلها ونهارها؟" وذكر أشياء من مصنوعات الله.. فقال أيوب: "قصرتُ عن هذا الأمر، ليت الأرض انشقت لي فذهبتُ فيها، ولم أتكلم بشيء يُسخطك! إلهي، اجتمع علي البلاء وأنا أعلم أن كل الذي ذكرت صُنع يديك وتدبير حكمتك، لا يُعجزك شيء، ولا تخفى عليك خافية، تعلم ما تُخفي القلوب، وقد علمت في بلائي ما لم أكن أعلمه، كنت أسمع بسطوتك سمعاً، فأما الآن فهو نظر العين، وإنما تكلمتُ بما تكلمتُ به لتعذرني، وسكتُّ لترحمني، وقد وضعتُ يدي على فمي، وعضضتُ على لساني، وألصقتُ بالتراب خدي، فدسستُ فيه وجهي، فلا أعود لشيء تكرهه.." ودعا. فقال الله :"يا أيوب، نفذ فيك حُكمي، وسبقت رحمتي غضبي، فقد غفرتُ لك، ورددتُ عليك أهلك ومالك ومثلهم معهم لتكون لمن خلفك آية وعبرة لأهل البلاء، وعزاء للصابرين، فاركض برجلك هذا مُغتسل بارد وشراب فيه شفاء، وقرب عن أصحابك قُرباناً، واستغفر لهم فإنهم قد عصوني فيك". فركض برجله، فانفجرت له عين ماء فاغتسل فيها، فرفع الله عنه البلاء. المرجع: ابن الأثير الكامل في التاريخ ج1 ص ص 75-77. قول منوجهر حاكم صالح من الفرس أول من خندق الخنادق وجمع آلة الحرب: "أيها الناس، إنما الخلقُ للخالق، والشكر للمنعم، والتسليم للقادر، ولا بد مما هو كائن وإنه لا أضعف من مخلوق طالباً كان أم مطلوباً، ولا أقوى من خالق، ولا أقدر ممن طلبته في يده، ولا أعجز ممن هو في يد طالبه، وإن التفكر نور والغفلة ظلمة، فالضلالة جهالة، وقد ورد الأول، ولابد للآخر من اللحاق بالأول. إن الله أعطانا هذا الملك، فله الحمد، ونسأله إلهام الرشد والصدق واليقين، وأنه لابد أن يكون للملك على أهل مملكته حق ولأهل مملكته عليه حق. فحق الملك عليهم أن يطيعوه ويُناصحوه ويُقاتلوا عدوه، وحقهم على الملك أن يُعطيهم أرزاقهم في أوقاتها، إذ لا معول لهم إلا عليها، وأنه خازنهم، وحق الرعية على الملك أن ينظر إليهم ويرفق بهم ولا يحملهم على ما لا يطيقون، وإن أصابتهم مصيبة أو تنقص من ثمارهم أن يسقط عنهم خراج ما نقص، وإن اجتاحتهم مصيبة أن يعوضهم ما يقويهم على عمارتهم، ثم يأخذ منهم بعد ذلك قدر ما لا يجحف بهم في سنة أو سنتين، ألا وإن الملك ينبغي أن يكون فيه ثلاث خصال: أن يكون صديقاً لا يكذب، وأن يكون سخياً لا يبخل، وأن يملك نفسه عند الغضب، فإنه مسلط ويده مبسوطة، والخراج يأتيه فلا يستأثر على جنده ورعيته بما هم أهل له، وأن يُكثر العفو، فإنه لا ملك أقوى ولا أبقى من ملك فيه العفو، فإن الملك أن يخطىء في العفو خير من أن يخطىء في العقوبة، ألا وإن الترك قد طمعت فيكم، فاكفونا، فإنكم تكفون أنفسكم، قد أمرتُ لكم بالسلاح والعدة، وأنا شريككم في الرأي، وإنما لي من هذا الملك اسمه مع الطاعة منكم، ألا وإنما الملك ملك إذا أُطيع، فإن خولف فهو مملوك وليس بملك، ألا وإن أكمل الأداة عند المصيبات الأخذ بالصبر والراحة إلى اليقين، فمن قُتل في مجاهدة العدو رجوت له بفوز رضوان الله. وإنما هذه الدنيا سفر لأهلها لا يحلون عُقد الرحال إلا في غيرها.." المرجع: ابن الأثير الكامل في التاريخ ج1- ص ص 93-94. ما قيل في وفاة الإسكندر المقدوني، الذي حكم اليونان والفرس والهند، ومشارق الأرض ومغاربها، وقد كان موحداً.. مذكور في القرآن باسم ذي القرنين قال كبير المستشارين: "ليتكلم كل واحد بكم من كلام يكون للخاصة معزياً وللعامة واعظاً".. ثم وضع يده على التابوت وقال: "أصبح آسر الأسراء أسيراً". قال آخر: "هذا الملك كان يخبيء الذهب، فقد صار الذهب يخبؤه".. وقال آخر: "ما أزهد الناس في هذا الجسد! وما أرغبهم في التابوت!" وقال آخر:"من أعجب العجب أن القوي قد غُلب والضعفاء لاهون مغترون". وقال آخر: "هذا الذي جعل أجله ضماراً، وجعل أمله عياناً، هلا باعدت من أجلك لتبلغ بعض أملك؟ بل هلا خففت من أملك بالامتناع عن وفور أجلك ؟". وقال آخر: "أيها الساعي المنتصب جمعت ما خذلك عند الاحتياج إليه، فغودرت عليك أوزاره، وقارفت آثامه، فجمعت لغيرك وإثمه عليك". وقال آخر: "قد كنت لنا واعظاً، فما وعظتنا موعظة أبلغ من وفاتك، فمن كان له معقول فليعقل، ومن كان معتبراً فليعتبر". وقال آخر: "رب هائب لك يخافك من ورائك، وهو اليوم بحضرتك ولا يخافك". وقال آخر: "رب حريص على سكوتك إذ لا تسكت، وهو اليوم حريص على كلامك إذ لا تتكلم". وقال آخر: "كم أماتت هذه النفس لئلا تموت وقد ماتت".. وقال آخر: "قد كنت تأمرني أن لا أبعد عنك، فاليوم لا أقدر من الدنو منك". وقال آخر: "هذا يوم عظيم أقبل من شره ما كان مدبراً، وأدبر من خيره ما كان مُقبلاً، فمن كان باكياً على من زال ملكه فليبك!". وقال آخر: "يا عظيم السلطان اضمحل سلطانك كما اضمحل ظل السحاب، وعفت آثار مملكتك كما عفت آثار الذباب". وقال آخر: "يا من ضاقت عليه الأرض طولاً وعرضاً، ليت شعري كيف حالك بما احتوى عليك منها؟". وقال آخر: "اعجبوا ممن كان هذا سبيله، كيف شهر نفسه بجمع الأموال الحطام البائد والهشيم النافد؟" وقال آخر: "أيها الجمع الحافل! والملقى الفاضل! لا ترغبوا فيما لا يدوم سرور وتنقطع لذته، فقد بان لكم الصلاح والرشاد من الغي والفساد". وقال آخر: "أنظروا إلى حلم النائم كيف انقضى! وظل الغمام كيف انجلى؟!". وقال آخر: "يامن كان غضبه الموت، هلا غضبت عن الموت؟!". وقال آخر: "قد رأيتم هذا الملك الماضي، فليتعظ به هذا الملك الباقي". وقال آخر: "إن الذي كانت الآذان تنصت له قد سكت، فليتكلم الآن كل ساكت". وقال آخر: "مالك لا تقل عضواً من أعضائك وقد كنت تستقل بملك الأرض؟ ! بل ما لك لا ترغب عن ضيق المكان الذي أنت فيه وقد كنت ترغب عن رحب البلاد؟!". وقال آخر: "إن دنيا يكون هذا في آخرها ، فالزهد أولى أن يكون في أولها". قال صاحب مائدته: "قد فُرشت النمارق، ونُضدت النضائد ولا أرى عميد القو !". وقال آخر: "قد كنت تأمرني بالإدخار، فإلى من أدفع ذخائرك؟!". وقال آخر: "هذه الدنيا الطويلة العريضة قد طُويت منها في سبعة أشبار، ولو كنت بذلك موقناً لم تحمل على نفسك في الطلب". وقالت زوجته روشنك: "ما كنت أحسب أن غالب دارا يُغلب، فإن الكلام الذي سمعته منكم فيه شماتة، فقد خلف الكأس الذي شرب به لتشربه الجماعة". قالت أمه حين بلغها موته: "لئن فقدتُ من ابني أمره، لم يفقد من قلبي ذكره". المرجع: ابن الأثير الكامل في التاريخ ج1- ص ص 163-164. محاورة بين النبي صلى الله عليه وسلم، وشيخ بني عامر.. وهو ملك قومه وسيدهم، متوكئاً على عصا فمثل قائماً، وقال: "يا ابن عبد المطلب! إني أنبئتُ أنك تزعم أنك رسول الله أرسلك بما أرسل به إبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء، ألا وإنك فُهت بعظيم، ألا وقد كانت الأنبياء من بني إسرائيل، وأنت ممن يعبد هذه الحجارة والأوثان، ومالك وللنبوة؟! ولكل قول حقيقة، فما حقيقة قولك وبدو شأنك؟".. فأُعجب النبي صلى الله عليه وسلم بمساءلته ثم قال: "يا أخا بني عامر، أجلس، فجلس.. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إن حقيقة قولي، وبدو شأني، أني دعوة أبي إبراهيم، وبشرى أخي عيسى، وكنت بكر أمي، وحملتني كأثقل ما تحمل النساء، ثم رأت في منامها أن الذي في بطنها نور.." ثم عدد له الأحداث التي وقعت له، وشق الملائكة لصدره وبطنه.. إلخ. فقال العامري: "أشهد بالله الذي لا إله إلا هو إن أمرك حق، فأنبئني بأشياء أسألك عنها" فقال له: "سل!".. قال: "أخبرني ما يزيد في العلم؟" قال: "التعلم"، قال: "فما يدل على العلم؟" قال النبي صلى الله عليه وسلم: "السؤال" فقال: "أخبرني ماذا يزيد في الشيء؟"، قال: "التمادي"، قال: "هل ينفع البر مع الفجور؟" قال: "نعم ! التوبة تغسل الحوبة، والحسنات يُذهبن السيئات، وإذا ذكر الله العبد عند الرخاء، أعانه عند البلاء". فقال العامري: "فكيف ذلك؟" قال ذلك بأن الله عز وجل يقول: "وعزتي وجلالي لا أجمع لعبد أمنين، ولا أجمع له خوفين، إن خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع عبادي في حظيرة القدس فيدوم له أمنه، ولا أمحقه فيمن أمحق، وإن هو أمنني في الدنيا خافني يوم أجمع فيه عبادي لميقات يوم معلوم، فيدوم له خوفه".. قال: "يا ابن عبد المطلب أخبرني إلا م تدعو؟" قال: "أدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأن تخلع الأنداد وتكفر باللات والعزى، وتُقر بما جاء من عند الله من كتاب ورسول، وتُصلي الصلوات الخمس بحقائقهن، وتصوم شهراً من السنة، وتؤدي زكاة مالك يُطهرك الله تعالى بها، ويُطيب لك مالك، وتحج البيت إذا وجدت إليه سبيلا، وتغتسل من الجنابة، وتؤمن بالموت والبعث بعد الموت وبالجنة والنار". قال: "يا ابن عبد المطلب فإذا فعلتُ ذلك فمالي؟" فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها، وذلك جزاء من تزكى". فقال: "هل مع هذا من الدنيا شيء؟ فإنه يُعجبني الوطأة من العيش".. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم! النصر والتمكين في البلاد"،، فأجاب وأناب. المرجع: ابن الأثير الكامل في التاريخ ج1- ص ص 274-275.