دشّن الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، أمس، النصب التذكاري للرئيس الأسبق، الحبيب بورقيبة، الذي يعود إلى قلب العاصمة تونس بعد نحو 28 سنة من نقله إلى منطقة حلق الوادي، في الضاحية الشمالية للعاصمة، وبعد 16 عاما من وفاة بورقيبة، أول رئيس لتونس بعد الاستقلال. وقال السبسي في تصريحات إعلامية لدى إشرافه على مراسم التدشين إن إعادة النصب التذكاري لمكانه في هذا اليوم أي يوم الأول من جوان، هو استحضار ليوم وحدة وطنية قومية لا مثيل لها في التاريخ، جاء فيها الناس من كل صوب على الجمال والخيول وفي القوارب وعلى الأقدام، لاستقبال بورقيبة بعد عودته من منفاه في فرنسا عام 1955 . واعتبر السبسي أن إعادة النصب ليست شخصنة لبورقيبة، كما يروّج له البعض، بقدر ما هو دليل على الوحدة الوطنية التي تحتاجها تونس اليوم. وتابع هذا الشارع كان يسمى شارع جول فيري، (سياسي ووزير فرنسي ولد في 5 أفريل 1832 وتوفي في 17 مارس 1893)، وهو من أتى بالاستعمار إلى تونس (1881-1956)، في حين أنّ بورقيبة هو رمز الحرية والاستقلال والدولة الجديدة وكلها عوامل تجعلنا نعيد هذا النصب إلى مكانه . ورداً على رفض عدد من المواطنين إعادة تمثال بورقيبة، قال السبسي، نحن بلد ديمقراطي ومن يريد الاحتجاج، فله ذلك، ونحن نعتبر أن حرية التعبير مكسب أساسي في تونس بعد الثورة (أطاحت بحكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي عام 2011) . والسبت الماضي، تجمّع العشرات من أنصار تيار المحبة في تونس، وهو حزب وسطي له مقعدان في البرلمان، قبالة النصب التذكاري لبورقيبة، وضع في المكان ذاته منذ أيام وقبل تدشينه أمس رسمياً، احتجاجا على إعادة هذا التمثال مطالبين السلطات بإنزاله. والتمثال، الذي يظهر فيه بورقيبة ممتطيا جواده وملوحا بيديه، تمت إعادته بمبادرة من الرئاسة التونسية إلى مقره الأصلي، الذي غادره في أواخر العام 1987، وبدايات العام 1988، بقرار من الرئيس التونسي الأسبق، زين العابدين بن علي، التي نفذ انقلاباً على بورقيبة، بدعوى أنه عاجز صحياً عن إدارة شؤون البلاد. وآنذاك، عدّ البعض نقل التمثال بمثابة نفي له، بعدما تم إيداع صاحبه قيد الإقامة الجبرية في منزله من قبل السلطات في عهد بن علي، 7 نوفمبر وعاد تمثال بورقيبه إلى مكانه الأصلي، بينما تغير كل شي من حوله؛ فالرئيس بن علي لم يعد موجوداً، والساحة تغير اسمها من ساحة 7 نوفمبر 1987 ، في إشارة إلى تاريخ الانقلاب على بورقيبة، وحملت اسم الثورة التي أطاحت بمن أطاح به ساحة 14 جانفي . وولد الحبيب بورقيبة في 3 أوت 1903 وتوفي في 6 أفريل 2000، وهو أول رئيس للجمهورية التونسية (25 جويلية 1957 - 7 نوفمبر 1987). وأطاح به بن علي عبر انقلاب نفذه في عام 1987، وبعدها تم فرض الإقامة الجبرية عليه في مَنزله، كما تم حجب أخباره عن الإعلام إلى حين وفاته.