بعد أيام قليلة من احتفال السيد باجي قايد السبسي، بعيد ميلاده الثامن والثمانين، تلقى أحلى هدية من الناخبين التونسيين، الذين عيّنوه رئيسا على تونس، وقد يغادر الحكم وهو في الثالثة والتسعين، ليصبح خامس أكبر الزعماء والملوك سنا في العالم، والأكبر في تاريخ ملوك ورؤساء المغرب العربي وشمال إفريقيا، والأكبر على الإطلاق ضمن الرؤساء في العالم العربي، وجاء ترتيبه الخامس بعد الرئيس روبير موغابي رئيس زيمبابوي الذي سيحتفل في شهر فيفري القادم بعيد ميلاده الواحد والتسعين، ولا يرى الزيمبابويون بديلا له. وكان العاهل السعودي الملك عبد الله، قد بلغ في شهر أوت الماضي سن التسعين، وهو أكبر سنا بعامين من الملكة البريطانية إليزابيث الثانية، التي بلغت في شهر أفريل الماضي الثامنة والثمانين، وهي على العرش منذ 1951، وحتى الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة عندما سحب الرئيس الفار زين العابدين بن علي البساط من تحت قدميه، كان سنه دون الرابعة والثمانين في انقلاب 1987، حيث أن الحبيب بورقيبة من مواليد 1903، بينما ولد السيد باجي قايد السبسي في بوسعيد في 26 نوفمبر عام 1926. وبتعيين قايد السبسي رئيسا أصبح عدد الزعماء العرب الذين تجاوز سنهم الثمانين، ثلاثة هم ملك السعودية والرئيس التونسي وأمير الكويت صباح الجابر الأحمد البالغ من العمر الخامسة والثمانين، كما أن إيطاليا حافظت على تميزها في العالم، بانتداب الرؤساء الكبار في السن من برليسكوني إلى الرئيس الحالي جورجو نابوليتانو الذي تجاوز سن التاسعة والثمانين وهي عادة إيطالية منذ القدم وتواصلت إلى غاية اليوم، ليس في منصب الرئيس والوزير الأول، وإنما حتى في المجالس البلدية والبرلمانية، وكثيرا ما تٌشيه مجالسها الشعبية بدور العجزة. وتقول دراسة اجتماعية أن الإيطاليين يقدّسون الأبوة ولا يثقون إلا في كبار السن، بينما اعتبر الكثيرون اختيار التونسيين لرئيس قارب التسعين "خريفا"، هو مجرد حنين للرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة الذي ودّع الحكم في الرابعة والثمانين، وكانت حجة زين العابدين بن علي ومن انقلبوا عليه في ذلك الوقت.. هو تقدمه في السن؟