فوز معسكر الخروج في الاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، أدخل البلاد في المجهول لاسيما أن بعض مؤيدي الانفصال عن المملكة المتحدة حذروا من عواقب على طبيعة الدولة البريطانية. حيث قال رئيس الوزراء البريطاني, ديفيد كاميرون, امس إن البلاد بحاجة الى قائد جديد للبلاد في أعقاب تصويت البلاد على مغادرة الاتحاد الأوروبي مشيرا الى أنه سيتنحى عن منصبه في شهر أكتوبر القادم. وفي مؤتمر صحفي أمام مقر رئاسة الوزراء, قال كاميرون إن البلاد بحاجة الى رئيس وزراء جديد بحلول مؤتمر حزب المحافظين في شهر أكتوبر القادم, مضيفا أنه سيواصل العمل كرئيس للوزراء مع الحكومة الحالية خلال الشهور الثلاثة القادمة. وأشار كاميرون الى أنه أطلع الملكة إليزابيث الثانية على تلك التطورات. صوت البريطانيون لمصلحة خروج بلدهم من الاتحاد الاوروبي بعد فرز الأصوات في 302 من أصل 382 مركزا للاقتراع, حسبما افادت به هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). وذكرت ( بي بي سي) أن نسبة مؤيدي الخروج من الاتحاد بلغت 52 بالمائة في مقابل 48% لمعسكر البقاء في استفتاء تاريخي خرجت فيه المملكة المتحدة من اتحاداستمرعلى مدى 43 عاما. وتتواصل في بريطانيا عمليات فرز الأصوات في الاستفتاء التاريخي حول عضوية الاتحاد الأوروبي. ويأتي ذلك بعد إعلان النتائج في 309 مركز فرز الاصوات من إجمالي 382 تقدم معسكرالخروج للتقدم بنسبة 51.7 %. وأظهرت النتائج التي أعلنت بعدد من المناطق تنافسا محتدما بين مؤيدي ومعارضي بقاء بريطانيا في الاتحاد. ويحتاج المعسكر الفائز إلى 16.8 مليون صوت ليفوز بالاستفتاء. ولن تعلن النتيجة النهائية للاستفتاء قبل عدة ساعات. وأظهرت تقارير أولية إقبالا كبيرا على التصويت. والاستفتاء هو الثالث في تاريخ المملكة المتحدة ويأتي بعد معركة على الأصوات استمرت على مدى أربعة أشهر بين معسكري التصويت بالبقاء و التصويت بمغادرة الاتحاد الأوروبي. عمدة لندن يطالب المستثمرين بالهدوء طالب عمدة لندن, صادق خان, صباح اليوم الجمعة المستثمرين ورجال الأعمال بالهدوء وعدم الذعر في أعقاب الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي, والذي صوت فيه البريطانيون لصالح الخروج منه. وأصدر عمدة لندن بيانا قال فيه أعتقد أن بريطانيا هي أفضل حالا داخل الإتحاد الأوروبي, ولكن الشعب البريطاني تحدث بشكل واضح اليوم, ويجب الآن تنفيذ إرادته الديمقراطية . وأضاف خان أود أن أثني على الطريقة الكريمة التي رد بها ديفيد كاميرون على رسالة الشعب البريطاني في كلمته بداوننغ ستريت اليوم مشيرا الى انه يتفق مع رئيس الوزراء أن بريطانيا يمكنها البقاء والازدهار خارج الاتحاد الأوروبي . وتابع أريد أن أرسل رسالة واضحة للشعب البريطاني والشركات والمستثمرين في جميع أنحاء العالم هذا الصباح - ليس هناك حاجة للذعر. وما زلت أعتقد أن بلدنا هو أفضل حالا داخل الإتحاد الأوروبي, ولكن ليس هناك شك في أن لندن ستظل المدينة الناجحة التي هي عليها اليوم. سوف نستمر في النظر إلى الخارج والتجارة والانخراط مع العالم كله بما في ذلك الاتحاد الأوروبي . وقال عمدة لندن على الرغم من أننا سوف نكون خارج الاتحاد الأوروبي, فمن الأهمية بمكان أن نظل جزءا من السوق الواحدة. الخروج من السوق الواحدة المكونة من 500 مليون شخص - مع فوائد التجارة الحرة سيكون خطأ. واختتم صادق خان بيانه بقوله نحن جميعا نتحمل مسؤولية السعي الآن لرأب الانقسامات التي ظهرت خلال هذه الحملة - والتركيز على ما يجمعنا وليس ما يفرقنا . وطبقا للنتائج النهائية بعد انتهاء فرز 382 مركز اقتراع في شتى أنحاء البلاد, فقد صوت نحو 17 مليونا و 410 آلاف و 742 ناخبا لصالح الخروج من الإتحاد الأوروبي, مقابل 16 مليونا و141 ألفا و241 ناخبا صوتوا للبقاء. صدمة في ألمانيا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أكد الرئيس الألماني يوآخيم غاوك على أهمية التمسك بالفكرة الأوروبية في ضوء تصويت الناخبين البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي خلال الاستفتاء الذي أجري أمس الخميس. وقال غاوك امس إن كثيراً من الأوروبيين الأخيار يشعرون بالحزن اليوم . واعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أنه يوم حزين لأوروبا وبريطانيا . ثم أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن وزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي سيعقدون اجتماعا السبت في برلين للتباحث في تبعات الاستفتاء البريطاني. بينما كتب زيغمار غابرييل نائب المستشارة الألمانية ووزير الاقتصاد تغريدة على موقع تويتر صارت هي الأكثر تداولا حيث قال السياسي الإشتراكي: اللعنة، يوم سيء لأوروبا . وقال وزير العدل الألماني هايكو ماس: يوم جمعة أسود لأوروبا . وألقى فولكر كاودر رئيس الكتلة البرلمانية المحافظة لميركل في البرلمان الألماني (بوندستاغ) باللوم على رئيس الوزراء البريطاني كاميرون بشأن نتيجة هذا الاستفتاء، مؤكد أنه لا توجد مخاطر من حدوث ذلك الأمر في ألمانيا وقال لا ينبغي لأحد أن يخدع نفسه بالاعتقاد أن العودة إلى الدولة القومية سيحسن أي شيء بالنسبة للمواطنين . موسكو: مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي لا تشكل مخاطر كبيرة بالنسبة لروسيا من جة اخرى قال نائب وزير المالية الروسي أليكسي مويسييف اليوم الجمعة بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن يسبب مخاطر كبيرة بالنسبة لروسيا, ولكنه سيؤدي إلى انخفاض شهية المستثمرين للمجازفة . ونقلت وكالة أنباء تاس الروسية عن مويسييف, قوله إن تأثير ذلك على الأسواق المالية سيكون واضحا على الفور متابعا قوله ليس من الواضح كيف سيتم تنفيذ نتيجة الاستفتاء كخروج فعلي . وفي السياق ذاته, قال رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيف إن مغادرة بريطانيا للاتحاد من شأنها التأثير على العلاقات الاقتصادية بين روسيا والاتحاد الأوروبي. دونالد تاسك: مصممون على الحفاظ على وحدة الاتحاد الأوروبي أكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك أن أعضاء الاتحاد الأوروبي يسعون للحفاظ على وحدة الاتحاد الاوروبي. وأكد تاسك في تصريحات أوردتها قناة سكاي نيوز بالعربية امس أن قوانين الاتحاد الأوروبي ستظل نافذة في بريطانيا. جاء ذلك تعليقا على نتائج الاستفتاء البريطاني على خروج بريطانيا من الاتحاد, والذي صوت فيه البريطانيون لصالح الخروج منه. وأظهرت النتائج النهائية أن 51,9% من الناخبين البريطانيين, صوتوا لصالح خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي, مقابل 48,1% عبروا عن تأييدهم للبقاء فيه. الرئيس الفرنسي يعقد اجتماعا وزاريا في أعقاب الاستفتاء البريطاني عقد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اجتماعا وزاريا حول أوروبا صباح امس بقصر الاليزيه في أعقاب الاستفتاء البريطاني. وقالت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس هولاند سيدلي بتصريح عقب الاجتماع حيث من المنتظر ان يشير الى الخطوات التي تقترحها بلاده في ضوء الاستفتاء الذي أسفر عن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. وكان وزير خارجية فرنسا جون مارك ايرولت قد اكد صباح اليوم على تويتر ان خروج بريطانيا يجب ان يفضي إلى رد فعل من الاتحاد الاوروبي من اجل استعادة ثقة الشعوب (الأوروبية). وكانت نتائج الاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي قد أظهرت فوز معسكر الخروج, بنسبة 51.9 بالمئة. وقال زعيم حزب الاستقلال المناهض لأوروبا إنه بدأ يحلم ببريطانيا مستقلة . اسكتلندا نحو استفتاء جديد حول الاستقلال أكدت نيكولا ستيرجين، الوزيرة الأولى في إقليم اسكتلندا، أن الاسكتلنديين يريدون البقاء في الاتحاد الأوروبي، ولوحت بإجراء استفتاء جديد حول استقلال الإقليم عن بريطانيا. وقالت ستيرجين في كلمة ألقتها امس تعليقا على نتائج استفتاء Brexit حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والذي فاز فيه مؤيدو الرحيل: هناك احتمال كبير جدا لإجراء استفتاء جديد . وأوضحت ستيرجين التي تترأس الحزب الوطني الاسكتلندي، أن العديد من سكان الإقليم الذي سبق لهم أن صوتوا لصالح بقاء اسكتلندا في قوام بريطانيا خلال الاستفتاء الذي جرى في سبتمبر/أيلول عام 2014، قد يغيروا موقفهم بعد أن صوت 52% من سكان المملكة المتحدة لصالح Brexit . وتابعت الوزيرة الأولى: لا شك في أن نتائج الاستفتاء التي جرت الخميس ستؤثر بقدر كبير على اسكتلندا التي تخلت عن سيادتها . واعتبرت أن إخراج اسكتلندا من الاتحاد الأوروبي رغم إرادة شعبها الذي يرغب في البقاء، غير مقبول من وجهة نظر المبادئ الديمقراطية ، مشيرة في هذا السياق إلى أن أغلبية سكان الإقليم صوتوا لصلاح بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء يوم الخميس. جدير بالذكر أن الاستفتاء الذي نظمه القوميون الاسكتلنديون في سبتمبر/أيلول عام 2014، انتهى بهزيمتهم، إذ صوت 55% ممن أدلوا بأصواتهم، لصالح البقاء في قوام بريطانيا. وسبق ل ستيرجين أن حذرت لندن من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يدفع بالإقليم إلى إجراء استفتاء ثان حول الاستقلال.