أكد مناري مزيان، رئيس جمعية السلامة المرورية، مكتب برج بوعريريج في حواره ل السياسي ، بأن السلامة المرورية مسؤولية الجميع ويجب تضافر الجهود بين جميع أطياف المجتمع والتحلي بالمسؤولية واحترام قوانين المرور، التي ترمي لاحترام حق الآخرين في الحياة. بداية، هلا عرفتنا بجمعية السلامة المرورية، مكتب برج بوعريريج؟ - جمعية السلامة المرورية جمعية وطنية والمكتب الولائي ببرج بوعريريج تأسس في 28 مارس 2015 ويضم 15 عضوا، وهو بصدد تنصيب مكاتب بلدية على مستوى 34 بلدية، هدفه التحسيس والوقاية من الحوادث المرورية. ما هي أهم النشاطات التي يقوم بها مكتبكم الولائي؟ - نشاطاتنا هي التوعية والتحسيس بحوادث المرور وتنظيم زيارات للمستشفيات لفائدة ضحايا حوادث المرور ومعطوبي حوادث المرور والأمراض الناتجة عن حوادث المرور، كما ننظم حملات التحسيس على مستوى المدارس وعبر أثير الإذاعات والتلفزيون والجرائد وعبر (الفايس بوك) وننظم المحاضرات والملتقيات والمنتديات حول حوادث المرور، وننجز فيديوهات خاصة بالسلامة المرورية ونشارك أفراد الدرك الوطني وأعوان الشرطة في كل ما يقدمونه من حملات تحسيس. على غرار ما سبق ذكره، هل من نشاطات أخرى تذكر؟ - في 24 جوان 2016 الموافق للعاشر من رمضان، نظمنا إفطارا جماعيا ب500 وجبة بدائرة زمورة، شارك فيه 07 مكاتب ولائية للسلامة المرورية وكان الإفطار لفائدة ضحايا الحوادث المرورية وحفظة القرآن الكريم، وكرمنا خلاله الحفظة وعمال النظافة وتخللت خيمة الإفطار التي نظمناها حملات توعوية وتحسيسية بحوادث المرور وخلال شهر رمضان أيضا نظمنا مناورة افتراضية للحماية المدنية وتمثلت المناورة في استعراض لحادث مرور افتراضي وكيفية إجلاء الضحايا بطريقة سليمة ومن نشاطاتنا التي قمنا بها وفي إطار السلامة المرورية، إذ نسقنا مع جمعية نسور سطيف للدراجات النارية في تنظيم استعراض للدراجات النارية وتقديم الطرق السليمة للسياقة في أمان، وفي 19 أفريل 2016 قمنا بتكريم أعوان الشرطة والمتقاعدين من أعوان الحماية المدنية وسائقي سيارات الأجرة، وفي شهر أفريل أيضا، نظمنا مع الإذاعة الجهوية لولاية سطيف أسبوعا تحسيسيا في السلامة المرورية. وهل كانت لكم مشاركات بالمحافل الدولية والوطنية؟ - شاركنا بالملتقى الأورو- عربي للسلامة المرورية في 6 و7 ماي 2016 بتونس وكان المكتب الولائي لبرج بوعريريج ممثلا عن الجزائر، وشاركنا في عدة ولايات في تظاهرات وندوات تنظم حول السلامة المرورية، كما شاركنا أعوان الشرطة والدرك في كل ما ينظمونه من حملات تحسيس. عرفت حوادث المرور في السنوات الأخيرة ارتفاعا رهيبا، حسب رأيكم، إلى ما يرجع ذلك؟ - يرجع ذلك إلى عدم احترام قوانين المرور والتقيد بشروط السلامة المرورية، حيث يمكن أن نأخذ حوادث المرور كجثة ونشرحها وندرسها ونحللها جيدة ويجب أن تتكاتف الجهود للحد من الظاهرة وهناك حلقات مفقودة في المجتمع وهو الوعي الكامل بحوادث المرور، كما يجب على السلطات أن تعطي حيزا واسعا من الاهتمام لحوادث المرور لأنها جريمة طريق في حق الأبرياء ويجب أخذ الحيطة والحذر والوعي اللازمان ووضع ميكانزمات خاصة ومعالجة الحوادث. حسب رأيكم، هل ترون أن ارتفاع الحوادث يعود بالدرجة الأولى إلى ارتفاع الحظيرة الوطنية للسيارات؟ - ارتفاع الحظيرة الوطنية لها النسبة المؤوية في ارتفاع حوادث المرور، وهناك ارتفاع رهيب وقياسي بسبب ارتفاع هذه الأخيرة بسبب قلة وعي المواطنين الذين يتعلقون بالسيارات ويعتمدون عليها كوسيلة نقل حتى في المسافات القصيرة وهذا هو الخطأ الأكبر، حيث تملأ المنشآت العمرانية بالسيارات لتتسبب في اختناق رهيب ومنه تنتج حوادث المرور. وماذا عن النظام الحالي للعقوبات المطبق على السائقين، هل ترون أنه غير منصف، خصوصا لمرتكبي المخالفات لأول مرة ولماذا؟ - لا نستطيع أن نقول بأنه غير منصف، لكن يمكننا القول أننا لم نصل بعد إلى المستوى المطلوب لتطبيق هذا القانون بحذافيره والتماشي معه، حيث يجب قبل تطبيق القانون، أن تكون هناك هيكلة وتنظيم وتسيير جيد وتأهيل للسائقين. ماذا عن التدابير المتخذة كاقتراحات من طرفكم للتقليل من حوادث المرور؟ - المبادرة التي قام بها الوزير الأول بإنشاء مندوبية للسلامة المرورية، نحن كمجتمع مدني، منخرطون بالمندوبية ويجب أن تخصها الدولة بميزانية وأن تكثف الترويج والإشهار لها وأن تقوم بالتوجيه النفسي للسائقين، كما يجب أن تكون هناك دراسة لشخصية السائق وتطبيق المادة 60 من القانون 01/14 ومن اقتراحاتنا أيضا التي تعد جد مهمة، تدريس التربية المرورية في الأطوار التعليمية الثلاثة ويجب أن تكون إجبارية، كما يجب إدراج علم نفس المرور للتقليل من الحوادث. برأيكم، هل ترون أن الحملات التحسيسية وحدها كافية للتقليل من هذه الحوادث؟ - الحملات التحسيسية عبارة عن رسائل فقط وهي ليست وسيلة ردع، حيث يجب خوض معركة ضد حوادث المرور والانتصار عليها، ونحن نأمل خيرا وننتظر أن تأتي الندوات والمؤتمرات بثمارها لصناعة جيل واع وله إلمام شامل بالسلامة المرورية والوقاية منها ويجب أن تكثف الحملات التحسيسية والتوعوية، ولكن يجب أن يؤدي كل واحد مهامه على أكمل وجه، فإذا تشاركت الأطراف وتكاثفت الجهود وكان هناك كفاح، فسيكون هناك انتصار لا محالة، فالسلامة المرورية مسؤولية الجميع وتخص جميع أفراد المجتمع من أدناهم إلى أرفعهم مستوى. وهل من مشاريع أو اقتراحات أخرى تخططون لها للحد من إرهاب الطرقات؟ - كجمعية، ننظم اتفاقيات مع المؤسسات وننظم الحملات التحسيسية بالمدارس والمؤسسات ودور الشباب للتوعية بمخاطر حوادث المرور والتحلي بالسلامة المرورية، ولدينا مشروع خلال الدخول المدرسي، حيث سنقوم بالتنسيق مع البلديات التي توفر النقل المدرسي، بتنظيم حملات توعوية وتفادي خطر حوادث المرور وسنقوم أيضا بتنظيم ورشات بساحات المدارس وتعليم التلاميذ كيفية الصعود بالحافلات والنزول منها، لتفادي التدافع والسقوط كما سنعلم السائقين التقيد باحترام قوانين المرور واحترام المشاة. إلى ما تهدفون من خلال نشاطاتكم؟ - غرس ثقافة السلامة المرورية بالمجتمع هدفنا، كما نهدف للتقليل والحد من الحوادث من خلال نشاطاتنا وحملاتنا التي ننظمها. في الأخير، بما تنصحون المواطنين لتفادي هذه الحوادث؟ - ننصح المجتمع والمواطن بتقييم حادث المرور بحد ذاته لأن حادث المرور آفة ترمي للقضاء على الناس بمختلف شرائحهم والسلامة مسؤولية الجميع، ونحن نعمل على غرس فكرة أخذ الحيطة والحذر والإيمان بالقضاء والقدر والسيارة هي وسيلة نقل وليست وسيلة قتل حيث يتوجب على المواطن التقليل من الإفراط في استعمالها في الأوقات غير الضرورية والتقيد باحترام القوانين والعمل بها واحترام حق الآخرين في الحياة، فالسياقة عبارة عن أخلاق وسلوك حضاري يجب ان يتحلى به أفراد المجتمع.