انطلقت بساحة البريد المركزي بالجزائر العاصمة فعاليات الأسبوع الثقافي للأخوة والتضامن مع الشعب الصحراوي، بحضور نخبة من الشخصيات السياسية وجمعيات المجتمع المدني المساندة للقضية الصحراوية، وجمهور غفير. وتميز حفل الافتتاح الرسمي لتظاهرة الأسبوع الثقافي للأخوة والتضامن مع الشعب الصحراوي بالخيمة الكبرى بقلب ساحة البريد المركزي، بتقديم برنامج فني يعكس ثراء الفنون الشعبية والثقافة الصحراوية لثلة من فناني الجزائر والصحراء الغربية في توليفة مميزة. وفي هذا الصدد، أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي للجزائر الوسطى، عبد الكريم بطاش، في كلمته الافتتاحية أمام الوفد الصحراوي، ان هذه التظاهرة ترمي إلى تعزيز أواصر التضامن والصداقة التي تربط سكان بلدية الجزائر الوسطى ومدينة العيون الصحراوية، التي لازالت تحت الاحتلال المغربي. كما أشار بطاش إلى ان التظاهرة تهدف كذلك إلى تحسيس الرأي العام الدولي بضرورة تمكين الشعب الصحراوي من حقه الشرعي في تقرير مصيره والحصول على استقلاله. وأبرز بطاش ان تجديد الإتفاقية سيكون يوم 30 جويلية الجاري وسيتزامن مع انطلاق قافلة تضامنية من بلدية الجزائر الوسطى نحو المخيمات الصحراوية بتندوف، وتضم شاحنات محملة بالأدوية والمواد الغذائية واللوازم المدرسية، التي تم جمع جزء منها من قبل الحركة الجمعوية للجزائر العاصمة. وفي ذات السياق، أكد والي ولاية العيون محمد يسلم بيسط، عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليزاريو، أنه جد سعيد باستمرار التعاون بين بلدية الجزائر الوسطى والعيون الصحراوية وتجديد التوأمة والاتفاقية للمرة ال14. كما أشاد بيسط بالموقف الثابت للجزائر تجاه دعم القضية الصحراوية، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة تعد فرصة لمدينته و لبلدية الجزائر الوسطى للتعبير عن إرادتهما المشتركة في تعزيز مبادلاتهما الثقافية والحضارية. كما أوضح انه، من خلال مدينتينا العيون والجزائر الوسطى، يكون الشعبين الصحراوي والجزائري يعبران عن إرادتهما المشتركة القوية في تعزيز علاقاتهما الممتازة والتحالف، من أجل خدمة مصالح البلدين وفق رؤية سديدة للرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وإبراهيم غالي . وأضاف بيسط أنه يحتفي بكثير من الفخر والإعتزاز بهذه التظاهرة التي تجسد عمق العلاقات الجزائرية والصحراوية وخصص بالمناسبة، طبق فني وثقافي ثري فضلا عن معارض للصناعات التقليدية ومعرض لصور ضحايا العنف المغربي عبر مختلف ساحات وقاعات العاصمة. ويهدف تنظيم تظاهرة الأسبوع الثقافي للتضامن مع الشعب الصحراوي، حسب ذات المسؤول، إلى إبراز تنوع التراث الشفهي للشعب الصحراوي والصناعات التقليدية الحرفية، كعناصر للهوية ولمقاومة وتحدي الاحتلال المغربي، إلى جانب تنظيم أمسيات شعرية وموسيقى وغناء على إيقاع الشاي. وبالمناسبة، جدد السفير الصحراوي بالجزائر، بشرايا حمودي سيدينا، شكره للجزائر قيادة وشعبا على المواقف المبدئية والإيجابية والبناءة من كل القضايا ذات العلاقة بدعم السلم في إفريقيا والعالم عموما. كما أشاد مجددا، بالدور الفعال الذي تضطلع به الجزائر كدولة محورية في المنطقة وفاعل أساسي تحتاج إليه المجموعة الدولية لدعم السلم والأمن والدفاع عن حق الشعوب في تقرير المصير. وأضاف ذات المسؤول، خاصة في هذا التوقيت بالذات التي تحاول فيه المغرب تغليط الرأي العام والدولي والمغربي على أنه سيعود للاتحاد الإفريقي في الوقت لا يمكن له ذلك، لأنه يتطلب الانضمام من جديد، في حين لم يحترم المغرب القوانين ويمارس نظام الأبارتايد والتمييز العنصري ضد الشعب الصحراوي. وأضاف السفير الصحراوي، أن المغرب أصيب بحالة هستيريا وخرج عن الشرعية الدولية وارتكب العديد من الأخطاء والمصادمات على مستوى العديد من الهيئات الدولية والإقليمية. وشبه السفير الصحراوي تصرفات نظام المخزن بممارسات نظام الأبارتايد العنصري، وقال إن المغرب يبحث عن متنفس، فالملك والبرلمان والحكومة، أصروا أنه على لا رجعة على طرد بعثة المينورسو، لكنهم أجبروا على تغيير القرار بعودة المينورسو قبل نهاية الشهر بفضل جهود الشعب والقيادة الصحراوية وهو مؤشر لصالح القضية الصحراوية. للتذكير، الأسبوع الثقافي التضامني المندرج ضمن برنامج تجديد اتفاقية التعاون والصداقة والتضامن بين بلدية الجزائر الوسطى وولاية العيون الصحراوية للمرة ال14، شهد عرض بمجموعة من الاستعراضات الفولكلورية منها مجموعة البارود لغرداية ورقصات شعبية صحراوية. الخيمة الكبرى بقلب ساحة البريد المركزي عرفت تنظيم سهرة فنية نشطها نخبة من الفرق والفنانين من دولة الصحراء الغربية، تجاوب معها جمهور العائلات بالتصفيق والرقص، ترجمت معنى الهوية الثقافية الصحراوية بعناصرها الجمالية والإيقاعية النابعة من التراث الصحراوي التقليدي.